المنسق الأميركي لمكافحة الإرهاب : التنسيق الأمني سيقود إلى اعتقال بن لادن والظواهري

كرامتون أكدلـ«الشرق الأوسط» أن زعيم «القاعدة» على قيد الحياة ولا توجد أدلة على وفاته

TT

قال السفير هنري كرامتون منسق مكتب مكافحة الارهاب بوزارة الخارجية الاميركية ان التنسيق الأمني المكثف في المجال المعلوماتي سيقود الى اعتقال اسامة بن لادن زعيم القاعدة ونائبه ايمن الظواهري زعيم الجهاد. ورفض ان يكشف في لقاء خاص مع «الشرق الاوسط» مصدر المعلومات التي قادت الى تدمير ثلاثة منازل بقرية دامادولا بمنطقة باجور بالشريط الحدودي مع افغانستان بزعم ان الظواهري كان موجودا في احدها. وقال «لا أستطيع ان اتحدث عن معلومات استخباراتية». واعرب عن اعتقاده بأن العلاقات القوية بين باكستان واميركا في مجال مكافحة الارهاب لن تتأثر بمثل هذا الحادث. واوضح انه لا يملك معلومات محددة عن الضربة الجوية , لانه سافر قبل يومين للوصول الى لندن للمشاركة في مؤتمر دولي عن مكافحة الارهاب . واشار الى ان باكستان حليف رئيسي للولايات المتحد في الحرب على الارهاب ضد القاعدة وطالبان. وقال: «اننا حققنا الكثير من التقدم من خلال تعاوننا في الحرب على الارهاب». ويعتقد ان ضربة جوية أميركية كانت تستهدف ثاني اكبر قائد لـ«القاعدة» ادت الى مقتل 18 شخصا على الاقل من بينهم نساء واطفال في قرية بالقرب من حدود باكستان مع افغانستان يوم الجمعة الماضي وفقا لما اوردته مصادر باكستانية وأميركية.

وعرضت واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار لالقاء القبض على كل من الظواهري وزعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي مازال هاربا منذ ان اطاحت قوات بقيادة الولايات المتحدة بحكومة طالبان في افغانستان عام 2001 في اعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة.

ويعتقد ان الاثنين يختبئان على طول الحدود الافغانية الباكستانية تحت حماية قبائل البشتون.

وقال السفير كرامتون انه جاء الى لندن للمشاركة في مؤتمر دولي يقيمه المعهد الملكي البريطاني لدراسات الامن والدفاع بلندن على مدار يومين، سيكون موضوعه الارهاب عبر الحدود وعلاقته بالجريمة المنظمة وغسيل الاموال وتهريب المخدرات. وايد مقترح السعودية انشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب تحت رعاية الامم المتحدة. وقال انها جديرة بالاهتمام والدراسة، لانها ستوفر خبرات لتبادل المعلومات، وستفتح الباب امام التعاون والتنسيق بين الدول المعنية في مجال مكافحة الارهاب. وقال السفير كرامتون وهو ضابط سابق في المخابرات الاميركية المركزية (سي آي ايه) منذ عام 1981، وخدم كضابط عمليات في المركز الرئيسي وفي الخارج، ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسطَ» ان ابن لادن على قيد الحياة، ولا توجد ادلة تعزز وفاته، منذ اختفائه عن مسرح الاحداث ديسمبر (كانون الاول) 2004. وقال ان المعلومات الامنية هي التي ستقود ابن لادن، وقال ان بلاده لن تتعامل بتهاون مع القاعدة في الشريط الحدودي، مشيرا الى ان تلك المنطقة غاب عنها القانون بعض الوقت وانها كانت منطقة صعبة للغاية. وعن الفترة التي خدم فيها السفير كرامتون كرئيس لشعبة المخابرات الاميركية في افغانستان لمدة 11 شهرا ما بين عامي 2001 و2002 قال كانت توجد هناك صعاب في تعقب عناصر «القاعدة» وطالبان. واشار الى ان الذين عملوا معه في افغانستان كانت لديهم خبرة في حدود 25 عاما في مجال مكافحة الارهاب. واوضح ان قيادات القاعدة في افغانستان والشريط الحدودي تعيش تحت ضغوط مستمرة عبر المطاردة والملاحقة المستمرة. وقال ان رسالة الظواهري الى الزرقاوي زعيم «القاعدة في بلاد الرافدين» التي كشفت عنها السلطات الاميركية في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، تكشف عن ضعف القاعدة في افغانستان، مشيرا الى ان الظواهري في تلك الرسالة كان يطلب العون والمدد والاموال من الزرقاوي. وتحدثت رسالة الظواهري المكونة من 13 صفحة وكتبت بحدود يونيو (حزيران) 2005 عن حاجة القاعدة للمال وتعقب الجيش الباكستاني لزعماء القاعدة واعتقال قيادي «القاعدة» ابو فرج الليبي في مايو (ايار) الماضي. واكد السفير كرامتون ان رسالة الظواهري اصلية، ولكن الجهود المتواصلة على الصعيدين السياسي والعسكري ستعمل على افشال مخططاتهم الارهابية. ويقول السفير الاميركي ان استخدام المعلومات الاستخباراتية وسيلة مهمة في مكافحة الارهاب.

وقال: «في الاطار العام نعتقد أن «القاعدة» والقوات المنتسبة اليها تظهر الكثير من خصائص التمرد المعولم. ويهدف هذا التمرد الى الاطاحة بالنظام العالمي القائم واستبداله بدولة انتقالية، أصولية جديدة، رجعية، واستبدادية. انهم يجمعون المعلومات وينغمرون في التضليل، ويستخدمون التدمير، ويشنون حملات الدعاية، ويمارسون أعمال التخريب، وبالطبع يعتنقون الارهاب كأسلوب». ومن الطبيعي ان الارهاب لا يخدم فقط كوسيلة تدمير وانما ايضا يوفر لهم الهوية ورؤية الاخرين لهم. وهذا التهديد سيبقى على مدى عقود من الزمن وليس سنوات وسيتطلب ردا عالميا. فنحن في حرب مديدة».

وقال: «نحن ننظر الى العدو باعتباره «عقدة تهديد» تتشكل من ثلاثة عناصر: الزعماء، والملاذات الآمنة، والظروف الأساسية. فالزعماء ممثلون عالميون يوفرون الزعامة والالهام والموارد والتوجيه للشبكات الاصولية في مختلف أنحاء العالم. والملاذات الآمنة غالبا ما تكون اقليمية، وتوفر قاعدة مضمونة للعمل المتطرف، وتشتمل على:

* الملاذ الآمن المادي، وهو الحكومات الفاشلة، والمناطق الخارجة عن القانون، ورعاة الدولة الذين يوفرون ملاذا ماديا للارهابيين من أجل التدريب والتنظيم.

* والملاذ الآمن الإلكتروني، وهو الذي يستخدم الوسائل الإلكترونية والانترنت للاتصالات والتخطيط ونقل الموارد وجمع المعلومات.

* والملاذ الآمن الآيديولوجي، وهو أنظمة المعتقدات، والأفكار والمعايير الثقافية التي تعزز حرية العدو في العمل. وقال ان الظروف التي تشكل اساسا لوجود التطرف هي الجماعات المحلية وحالات التذمر والنزاعات بين الجماعات والبنى الاجتماعية التي توفر تربة خصبة ينمو فيها التطرف. وهذه تمثل الشروط التي تعزز قدرة الارهاب وتغذي التطرف.

وقال: «من اجل مجابهة هذا التهديد المركب يتعين على استراتيجيتنا تطبيق كل عناصر القوة الوطنية بالتعاون مع الشركاء والحلفاء وكل من يتوافقون معنا في التفكير. ونسعى الى استهداف العناصر الاستراتيجية الأساسية الثلاثة، أي الزعماء والملاذات والظروف الأساسية، عبر اقامة شبكات موثوقة تقوض وتهمش وتعزل العدو، وتقوي البدائل المشروعة للتطرف. ونحن عازمون على منع هجمات الشبكات الارهابية قبل وقوعها. وقد اعدنا تنظيم حكومتنا لمنح الولايات المتحدة دفاعا واسعا ومنسقا عن البلاد.

وقال «نحن مصممون على حرمان الأنظمة الخارجة عن القانون مثل «القاعدة» وحلفائها الارهابيين من امتلاك اسلحة دمار شامل يمكن ان يستخدموها بدون تردد.

واضاف «نحن ايضا عازمون على حرمان الجماعات المتطرفة من الحصول على دعم الأنظمة الخارجة عن القانون والملاذات الآمنة التي توفرها لها. وكذلك عازمون على منع سيطرة المتطرفين الاصوليين على أي بلدن يمكن ان يستخدموه كقاعدة ومنطلق للارهاب».

وعن العنصر الخامس في استراتيجية اميركا في الحرب على الارهاب قال كرامتون: «يتمثل في منع الاصوليين المتطرفين من عمليات التجنيد في المستقبل عبر احلال الديمقراطية والأمل في الشرق الأوسط بدل الكراهية والاستياء».