تحطم هليكوبتر عسكرية أميركية قرب بغداد ومجموعة أصولية تعلن إسقاطها

مسؤول دفاعي عراقي: الهجمات تراجعت بنسبة 40% الأسبوع الماضي

TT

بغداد ـ دبي ـ وكالات الانباء: تبنت مجموعة اصولية تطلق على نفسها اسم «كتائب صلاح الدين الايوبي» امس، المسؤولية عن الهجوم على طائرة هليكوبتر اميركية، تحطمت صباح امس شمال بغداد، فيما اعلن مسؤول عسكري عراقي ان العمليات «الارهابية» في البلاد تراجعت الاسبوع الماضي بنسبة 40%.

وقالت الجماعة، في بيان نشر على الإنترنت، «قام اخوانكم من كتائب صلاح الدين الايوبي (الجناح العسكري للجبهة الاسلامية للمقاومة العراقية) باسقاط طائرة من نوع اباتشي في منطقة المشاهدة، بواسطة صواريخ في السابعة من صباح اليوم (امس)». ولم يتسن التحقق من صحة البيان. وهذه الجماعة اعلنت مسؤوليتها عن عدد من الهجمات في الاشهر الاخيرة. وكان الجيش الاميركي قد اعلن ان طائرة هليكوبتر تابعة له تحطمت شمال بغداد، وان مصير طياريها لم يعرف في الحال، وهي طائرة الهليكوبتر الاميركية الثالثة التي تتحطم في العراق خلال عشرة ايام.

وكان قادة اميركيون قد حذروا من احتمال تصاعد احداث العنف، عقب اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي اجريت الشهر الماضي، والتي ستعلن الاسبوع المقبل على الارجح.

وقال البريغادير جنرال دونالد الستون، كبير المتحدثين باسم القوات الاميركية في العراق للصحافيين اول من أمس، «نتوقع تصعيدا للهجمات في الايام القليلة المقبلة، لان القوات متعددة الجنسيات دمرت العديد من مواقع القاعدة»، حسبما نقلت رويترز.

وكان مقاتلون في شمال العراق قد اسقطوا فيما يبدو، طائرة هليكوبتر استطلاعية اميركية مسلحة يوم الجمعة الماضي، مما ادى الى مقتل الطيار ومساعده. وقبل ذلك بستة ايام قتل 12 شخصا كانوا على متن هليكوبتر من طراز بلاك هوك سقطت بالقرب من مدينة تلعفر الشمالية، وان كان يلقى باللائمة حتى الان على سوء الاحوال الجوية.

وتأكد اسقاط ثلاث طائرات هليكوبتر فقط خلال العام الماضي، كان أحدثها طائرة من طراز كوبرا أسقطت بنيران مسلحين في الرمادي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

من جانب اخر، افاد مصدر أمني عراقي بمقتل ستة اشخاص، هم خمسة شرطيين وصبي، امس فيما اصيب 18 اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في المقدادية (100 كلم شمال شرق بغداد).

واوضح المصدر ان السيارة انفجرت على طريق رئيسية في المقدادية، مما ادى الى مقتل عناصر الشرطة الخمسة وصبي في الثانية عشرة من عمره. كما ادى الانفجار الى اصابة 18 شخصا بجروح، بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة.

كما اعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان احد عناصر الشرطة قتل امس وجرح سبعة اشخاص، بينهم خمسة جنود في هجمات متفرقة في بغداد.

وقال المصدر، ان رجل شرطة قتل في ساعة مبكرة صباحا في اطلاق نار ممن قبل مسلحين مجهولين في منطقة الاعظمية شمال بغداد، واضاف ان خمسة جنود عراقيين جرحوا في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة البلديات شرق بغداد. وفي منطقة اليرموك (غرب بغداد)، انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور دورية للشرطة، مما ادى الى اصابة شرطي ومدني بجروح، حسب هذا المصدر.

واشار المصدر نفسه، الى ان الشرطة عثرت في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية على سبع جثث مجهولة الهوية مقتولة بالرصاص في مناطق عدة من بغداد.

كما انفجرت عبوة ناسفة في وسط بغداد استهدفت موكبا لشركة أمنية خاصة، لم تحدد هويتها، اعقبها تبادل لاطلاق النار بين المتمردين والحرس الوطني العراقي من دون ان تسفر الحادثة عن وقوع اصابات.

ومع ذلك اكد مسؤول عسكري عراقي رفيع امس، ان نسبة العمليات «الارهابية» في العراق انخفضت الاسبوع الماضي بنسبة 40%، مشيرا الى مقتل 29 «ارهابيا»، خلال هذه الفترة واعتقال 220 اخرين، بينهم مواطنون عرب.

وقال اللواء عبد العزيز محمد، آمر العمليات المشتركة في الجيش العراقي في مؤتمر صحافي، «شهد الاسبوع الماضي هدوءا نسبيا وانخفاضا كبيرا في عدد العمليات الارهابية بنسبة 40% خلال سبعة ايام». وفيما لم يحدد اللواء سبب الانخفاض بوضوح، اكتفى بالقول ان سببه «الطقس الرديء او عطلة عيد الاضحى، كما يقول البعض او تهيؤ الارهابيين لهجمات ينفذونها عند اعلان نتائج الانتخابات».

واضاف المسؤول العسكري العراقي، انه تم القبض خلال هذه الفترة على 221 ارهابيا، بينهم مقاتلون اجانب من جنسيات عربية، سورية ومصرية وسودانية، من دون ان يحدد اعداد العرب، وقال انه قتل خلال الاسبوع الماضي 29 ارهابيا. وافاد بان «الحدود السورية ـ العراقية، تشهد نوعا من السيطرة».

وشهد الاسبوع الماضي هدوءا ملحوظا ابتداء من عيد الاضحى، يوم الثلاثاء، وذلك غداة انفجار سيارة مفخخة في بغداد اسفر عن مقتل 28 شرطيا. وكشف اللواء محمد، أن وزارته تخطط للقيام بعمليات تطهير كبرى، في ديالى (شمال شرق بغداد)، في اطار خططها لمكافحة الارهاب. وفي وقت لاحق امس نقلت وكالة انباء «اصوات العراق» المستقلة عن شهود عيان في مدينة الرمادي (110 كيلومترات غرب بغداد) قولهم ان مسلحين مجهولين قتلوا احد شيوخ عشائر الدليم كبرى العشائر العراقية.

وقال أحد شهود العيان، وهو شقيق للضحية، ان مسلحين مجهولين فتحوا نيران اسلحتهم على الشيخ الدكتور نصر عبد الكريم مخلف شيخ قبيلة البوفهد كبرى عشائر الدليم واردوه قتيلا في الحال.

واضاف الشاهد ان المسلحين «فتحوا النار على الشيخ نصر عندما كان خارجا منزله في منطقة الصوفية (شرق الرمادي) متوجها الى مكان عمله في جامعة التربية بجامعة الانبار».

وتعتبر الرمادي معقلا لمقاتلين اصوليين، وتشهد عمليات مسلحة شبه يومية يستهدف فيها مسلحون القوات الأميركية والعراقية على حد سواء اضافة الى اعضاء المجالس البلدية حيث يتهمهم المسلحون بالتعاون مع القوات الأميركية. وكان الضحية الحاصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء يعمل في جامعة الانبار وهو عضو المجلس البلدي في مدينة الرمادي. وسبق ان رفض تولي منصب محافظ الانبار عقب مقتل المحافظ السابق في يوليو (تموز) الماضي.