مباحثات تشيني مع مبارك تتناول العراق وإيران والملف السوري اللبناني

السفير عواد: مصر لا تعارض إرسال «قوات دولية» إلى العراق

TT

انعكست قضايا الشرق الأوسط المتمثلة في الوضع العراقي، والملف السوري اللبناني ومجمل تطورات الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على مباحثات نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني والرئيس المصري حسني مبارك أمس في القاهرة والتي استغرقت ساعتين في اجتماع مغلق بينهما.

وفي الوقت الذي حرص فيه الجانب الأميركي على عدم إصدار أية بيانات صحافية عقب لقاء تشيني ومبارك حول الكثير من التساؤلات الخاصة بالعراق وسورية، علمت «الشرق الأوسط» أن الموضوع العراقي حظي باهتمام بالغ في اللقاء المصري الأميركي، وقد حدث توافق حول ألا تعارض مصر مسألة إرسال قوات دولية تحل محل القوات الأميركية التي ينسحب جزء منها هذا العام، خاصة أن مصر ترفض إرسال قوات لها إلى العراق. ونفى سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن يكون موضوع إرسال قوات مصرية إلى العراق من بين القضايا التي طرحت في لقاء مبارك وتشيني.

ورداًَ على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تدريب مصر لقوات عراقية أوضح عواد أن مصر سبق أن عرضت تدريب قوات عراقية في مصر وتم بالفعل تدريب 146 جندياً وما زالت تبدي استعدادها لتقديم المزيد من الدعم خاصة في مجال إعادة إعمار العراق، وأشار إلى أن معظم الشركات المصرية تقوم بدور مهم في هذه الظروف الأمنية الصعبة في مساعدة العراقيين وتقديم الخدمات اللازمة لهم في كافة المجالات.

وقد جرى عقد لقاء «غير معلن» بين وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي وديك تشيني لبحث تفاصيل التعاون المطلوب من مصر في هذا الشأن. وأن هناك توافقاً أميركياً مصرياً حول ضرورة إنجاح مؤتمر الوفاق الوطني الذي سيعقد في بغداد أوائل مارس (اذار) المقبل.

وقال المتحدث الرسمي في ما يتعلق بسورية إن مصر اتفقت مع أميركا على أهمية الامتثال للشرعية الدولية، وأكد أن سورية تجاوبت مع اللجنة وأعلنت امتثالها، وبالتالي المشاورات مستمرة بهدف التوصل لصيغة ملائمة تضمن استمرار تجاوب سورية مع إيجاد مخرج للحفاظ على كرامة سورية وسدة الحكم فيها.

وأشار عواد الى أن الأولوية تتمثل من وجهة النظر المصرية الآن في الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن مصر سترحب بأية صيغة من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان وتعمل على تطبيع العلاقات اللبنانية السورية بشكل يحظى بقبول الدولتين.

وحول موقف مصر من نشر قوات دولية في دارفور، قال إن مصر تشترك بعدد من أفراد الشرطة في قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي فضلا عن مشاركة مصر في عملية الأمم المتحدة بجنوب السودان.

وحذر المتحدث الرئاسي المصري من تنحية الاتحاد الأفريقي في أول عملية لحفظ السلام يقوم بها في أفريقيا في دارفور، وأن الحديث عن تنحية الاتحاد الأفريقي عن دوره بقوات دولية تابعة للأمم المتحدة سيؤثر على صورة الاتحاد الأفريقي الذي يجب أن يحظى بدعم لوجستي ومالي دولي في هذه العملية. وحول الملف النووي الإيراني، قال السفير عواد إن مصر تدعو إلى استمرار الحوار مع إيران من خلال القنوات الدبلوماسية حول برنامجها النووي، مشيراً إلى أن هذا الحوار كان قد بدأ منذ فترة طويلة من خلال دول أوروبية ثلاث هي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وقال إن مصر تدعو إلى استمرار هذا الحوار.

وقال عواد إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تخضع كافة منشآتها النووية لنظام التفتيش والضمانات للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف «إننا نطالب بعالمية معاهدة منع الانتشار النووي، وأن ينضم الجميع إلى أحكام هذه المعاهدة بما فيها إسرائيل، وندعو إيران إلى إبداء المزيد من المرونة والشفافية» مؤكداً أن الشرق الأوسط لا يحتاج إلى سباق للسلاح النووي وأن لمصر مبادرة ترجع إلى أكثر من 15 عاماً تدعو إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي «ونرغب في أن يطبق ذلك على الجميع». وقال السفير سليمان عواد إن مصداقية التحرك الأوروبي تجاه ملف إيران النووي ستظل رهناً بأن يوازي هذا التحرك تحرك مماثل يكفل عالمية معاهدة منع الانتشار النووي.

وحول موقف مصر من تحويل الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، قال السفير عواد «إننا ننتظر لنرى إمكانية عقد الاجتماع الاستثنائي لمجلس المحافظين في فيينا وأن ننتظر لنرى إذا ما كان هناك اتفاق لتبني قرار لتحويل الملف إلى مجلس الأمن، ولا يمكن أن نعطي تأييدا بالقرار إلا إذا أشار إلى عالمية معاهدة حظر الانتشار النووي وأن يكون هذا القرار خاليا من أي معايير مزدوجة».

وحول مشاركة «حماس» في الانتخابات الفلسطينية قال عواد إن تلك الانتخابات هي شأن فلسطيني داخلي، ومصر لا تقبل أن يتدخل أحد في شؤونها الداخلية، وبالتالي فهي تمنته وترفض التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن نائب الرئيس الأميركي تطرق في مباحثاته مع مبارك إلى قضية المرشح السابق للرئاسة المصرية أيمن نور الذي يقضي عقوبة الحبس لمدة 5 سنوات بعد إدانته من محكمة مصرية بتهمة تزوير توكيلات لتأسيس حزب الغد المعارض الذي يرأسه نور، وقال عواد إن الرئيس مبارك لا يتحدث في أي قضية مطروحة أمام القضاء وأن نور كسياسي مصري يخضع للقانون، هناك مدونة للسلوك يتعين أن يلتزم بها السياسيون، وأضاف أن «محاكمة أيمن نور استمرت على مدار 16 جلسة أمام القضاء المستقل الذي لا نقبل التشكيك فيه وفريق الدفاع عن أيمن نور من خيرة محامي مصر وأكثرهم شهرة ويمكن لهم الطعن أمام محكمة النقض».