إسرائيل تغتال قائد كتائب القسام بطولكرم و«حماس» تتوعد بأن دمه لن يذهب هدرا

TT

رغم اقرار اسرائيل بالتزام حركة «حماس» بالتهدئة، فقد أقدم جيشها فجر امس على اغتيال قائد كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري للحركة في منطقة طولكرم ، ثابت محمود عيادة صلاح الدين، 24 عاماً. وهددت كتائب القسام بالانتقام لثابت صلاح الدين، وقالت في بيان إن دمه لن يذهب هدرا وان «العدو لا يفهم إلا لغة القوة والمقاومة وإن هذه الجريمة الجديدة تسجل لدى كتائب القسام ليدفع العدو ثمنها بإذن الله تعالى».

وقال شهود عيان إن حوالي عشرين عنصراً من وحدة المستعربين الخاصة المعروفة بـ «دوفيديفان» تسللوا في ساعات الفجر الأولى وهم يستقلون ثلاث سيارات مدنية تحمل لوحات تسجيل فلسطينية الى الحي الغربي من المدينة، انطلاقاً من الحاجز العسكري الذي يقع جنوبها. وأحاط الجنود بأحد المنازل في الحي من دون ان يثيروا انتباه أي من ساكنيه. واطبق المستعربون حصارهم للمنزل الذي يعود لحسام صويص المجاور لمقبرة المدينة. وفي لحظات اقتحمت حوالي ثلاثين آلية عسكرية تقل العشرات من عناصر لواءي الصفوة «هناحل» و «المظليين»، وبدعم من طائرة هليكوبتر حربية من طراز «اباتشي» أميركية الصنع كانت تحوم فوق المنطقة. وافاد شهود العيان بأن جنود الاحتلال امروا اهالي الحي عبر مكبرات الصوت بمغادرة منازلهم والنزول للشوارع رغم الظروف الجوية العاصفة والباردة السائدة في المكان.

وفي البداية قام عناصر وحدة الهندسة الميدانية التابعة لجيش الاحتلال بخلع الباب الرئيسي للمنزل، حيث توجد هناك شقة خلف المنزل مؤجرة لطلاب. واقتحم الجنود الطابق العلوي من المنزل حيث يقطن مالكه، وطلبوا منه التوجه للطلاب الذين يقطنون في الشقة ان يسلموا انفسهم لقوات الاحتلال. واضاف صاحب المنزل انه توجه للشقة لكن الاشخاص الذين كانوا في الشقة لم يلبوا طلبه. وأضاف صاحب المنزل أنه فوجئ عندما خرج ثابت صلاح وهو يحمل رشاشين من نوع كلاشنيكوف، وبدأ بإطلاق النار صوب الجنود.

وأكد صاحب المنزل وعدد من الجيران ان عدداً من جنود الاحتلال اصيبوا بجراح خلال الاشتباك وقتل ثابت بعد أن اطلقت الهليكوبتر، نيران رشاشاتها عليه. لكن جيش الاحتلال لم يعترف بإصابة جندي في الاشتباك.

وبعد الإجهاز على ثابت قام الجنود بإحضار والده وأحد نشطاء حركة «حماس» في المدينة ويدعى شذاي حسين سلمان بعد اعتقاله، وطلبوا منهما التعرف على هوية ثابت. وعلى الفور قامت وحدة الهندسة الميدانية بتفجير الشقة التي كان ثابت يقيم فيها ، الأمر الذي أدى الى تضرر العديد من المنازل المحيطة بعد أن شب حريق هائل في المكان.

ونقلت حركة «حماس» جثمان عيادة الى مسقط رأسه في قرية حزما القريبة من رام الله. وعثر جيش الاحتلال في الشقة على قطعتي سلاح وحزام ناسف حسب زعمهم، وجهاز كومبيوتر. وادعت مصادر الاحتلال بأنها عثرت على معمل صغير لتصنيع العبوات الناسفة.

وبعد اغتيال ثابت شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت عددا من قيادات «حماس» في المدينة.

يذكر ان ثابت كان على قائمة المطلوبين لسلطات الاحتلال، وهو طالب في السنة الرابعة في كلية الهندسة بجامعة النجاح الوطنية. ونجا عيادة من عدة محاولات اغتيال تعرض لها خلال عمليات اقتحام لمدينتي نابلس وطولكرم. وثابت صلاح الدين هو الشقيق الأصغر لمؤيد صلاح الدين الذي فجر نفسه بين مجموعة من الجنود الإسرائيليين في قرية باقة الشرقية أثناء توجهه لتنفيذ عملية تفجيرية داخل الخط الأخضر عام 2002 . من ناحيتها هددت «كتائب عز الدين القسام»، بأن دماء ثابت «لن تذهب هدراً. وفي بيان صادر عنها قالت الكتائب «ان هذه الجريمة تؤكد أن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة والمقاومة وإن هذه الجريمة الجديدة تسجل لدى كتائب القسام ليدفع العدو ثمنها بإذن الله تعالى».

وقال ابراهيم ناصيف ابرز قياديي «حماس» في المنطقة ان هذه الجريمة تنضم الى سلسلة من الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، منوهاً الى ان دولة الاحتلال تستغل الظروف الفلسطينية وتسعى لتخريب الوضع الفلسطيني، مؤكدا ان المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجرائم. ولمّح ناصيف الى ان الحاث لن يؤثر على استعدادات الحركة لخوض الانتخابات التشريعية في 25 يناير (كانون الثاني) الجاري.