مؤتمر «مكافحة الإرهاب عبر الحدود» يناقش علاقة الغرب بالعالم الاسلامي

TT

استهل مؤتمر «مكافحة الارهاب عبر الحدود» يومه الثاني والأخير، أعماله بطرح تساؤلات حول الإرث الاستعماري على الدول العربية والمسلمة والدور المحتمل له بتوليد الحقد والكراهية للغرب، مما ساعد التنظيمات الارهابية على تجنيد الشباب المسلم في صفوفها. وكان الهدف من نقاش الجلسات الثلاث الأخيرة للمؤتمر الذي عقد في العاصمة البريطانية برعاية السعودية، ونظمه «المعهد الملكي للقوات المشتركة لدراسات الدفاع والأمن» (روسي)، التعرف على ابرز الخصال المشتركة للدول التي تواجه الارهاب وسبل مكافحته. إلا انه بعد مناقشة نقاط مثل الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمفاهيم السياسية لشعوب مختلفة، بدا من الصعب التعميم في اسباب ظهور الجماعات الارهابية والتحاق فئات مختلفة بها.

وكان الدور الأكاديمي هو الابرز في اعمال اليوم الثاني، بعدما كان العمق السياسي بارزاً في افتتاح المؤتمر بحضور وزيري الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، والبريطاني جاك سترو، أول من أمس. وقدم الدكتور طارق برقاوي من جامعة كامبريدج البريطانية الكلمة الأولى عن العلاقات بين «الشمال والجنوب»، مشيراً الى الدول القوية والغنية (دول العالم الاول) كدول الشمال، والدول الضعيفة والفقيرة (دول العالم الثالث) كدول الجنوب. وأشار الى تاريخ «التسلط» من قبل المجموعة الاولى والذي يؤدي الى «المقاومة العنيفة» للمجموعة الثانية وحلقة عنيفة من التسلط والمقاومة على مدار تاريخ العلاقات بين الطرفين تكللت بالاستعمار. وعقب كلمته، واجه برقاوي جملة من الاسئلة والتعليقات الرافضة لطرحه بأن الاستعمار والسياسات التاريخية للغرب في الدول الاسلامية والعربية ادت الى ظهور جماعات حاقدة على الغرب. وقدم عضو «معهد أفريقيا الجنوبية للعلاقات الدولية»، كيرت شيلينغر، وجهة نظر من القارة الأفريقية عن الجهود الدولية لمكافحة الارهاب. وحذر شيلينغر من مخاطر اعتبار جميع الدول الافريقية فئة واحدة، وحث على ضرورة التفرقة ومعرفة خصوصية كل دولة. وأشار الى خطورة استغلال الجماعات الارهابية الدول الضعيفة أو «الفاشلة»، لافتاً الى ثلاث دول افريقية معينة هي نيجيريا والصومال وأفريقيا الجنوبية. وأضاف ان من أهم النقاط المتعلقة بهذا الاستغلال هو عدم الثوابت الحدودية الشديدة بين هذه الدول وإمكانية حيازة وثائق للسفر منها عن طريق الرشوة، موضحاً انه «برشوة لا تتعدى قيمتها 50 دولاراً من الممكن الحصول على جواز سفر من أفريقيا الجنوبية».

والقى سفير دولة قطر، خالد المنصوري، كلمة عن «الإصلاح والحكم الراشد» في سياق جلسة ناقشت تأثيرات الديمقراطية ومشاركة المواطنين في القرارات السياسية حول نبذ الارهاب. وأجمع الحضور على اهمية الاصلاحات السياسية والاقتصادية في سياق مكافحة الارهاب وتقليص نفوذ الجماعات الارهابية بين بعض الشعوب. كما ان عددا من الحضور طرحوا بأن تعليم الشعوب هو أفضل السبل لمواجهة ظاهرة الارهاب التي باتت مشكلة سياسية بالإضافة الى خطورتها الأمنية الجسيمة.