«حزب الله» يتحرك باتجاه القيادات الدينية للتشديد على رفض الفتن الطائفية في لبنان

نعيم قاسم: اليد التي ستمتد إلى سلاح المقاومة «ستقطع»

TT

أطلق «حزب الله» اللبناني امس تحركا باتجاه القيادات الدينية للتأكيد على «استمرار الحوار الداخلي». وفي هذا الاطار، زار نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم مقر «الجماعة الاسلامية» حيث التقى أمينها العام الشيخ فيصل المولوي في حضور عدد من مسؤولي الطرفين.

وقال قاسم عقب اللقاء: «من الطبيعي ان يشمل اللقاء طرح جميع المواضيع الموجودة على الساحة، سواء رفض الوصاية الاميركية او التأكيد على الوفاق الداخلي ومعالجة القضايا التي تعيق التفاهم، وكذلك حماية الساحة من كل انواع الفتن، وخصوصا الفتنة السنية ـ الشيعية، لما للعلاقة بين السنة والشيعة من اهمية واساس لمصلحة لبنان. وهذه ايضا تجر الى العلاقة الاسلامية ـ المسيحية التي تدعم حضور الوطن بشكل فعال امام التحديات». مشيرا الى ان الآراء «كانت متفقة على ضرورة حماية لبنان وحماية مقاومته وقوته في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، وكذلك رفع اي تشنج موجود على الساحة لمصلحة بناء لبنان ومستقبله».

واكد قاسم استعداد الحزب لاستمرار الحوار للوصول الى التفاهم حول ازمة مقاطعة وزراء الحزب وحركة «أمل» للحكومة، «لكن ليس مطروحا ان نستقيل من مهمتنا ومن واجبنا، وليس مطروحا ان نعطي جائزة وبالتحديد اليوم الى السفير الاميركي ولأميركا، بان نريحه من مشاركتنا باتجاه الوفاق. ولن نترك لبنان لقمة سائغة للتفرقة والتجزئة والعمل الآثم الذي تقوم به الوصاية الاميركية في لبنان. وعليه نحن مستمرون بالحوار والتعليق للوصول الى نتيجة. ولكن ليس مطروحا عندنا الان ان نستقيل من الحكومة للقيام بواجبنا».

وعن تصوره للحل قال الشيخ قاسم: «الى ان تصل الامور الى مرحلة مسدودة لا بد ان نفكر بحلول اخرى. وقد تكون هذه الحلول استقالة الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقد تكون انتخابات مبكرة... وكل الاحتمالات مفتوحة».

وشدد قاسم على ان «اليد الاسرائيلية والاستكبارية التي ستمتد الى سلاح المقاومة ستقطع. اما اخواننا والقوى السياسية المختلفة الموجودة في الداخل فالاصل معهم هو الحوار. ولن نقف عند الزلات المختلفة لنتخذ موقفاً متشجناً». واعلن: «نقول بكل وضوح: لا محل لسلاح حزب الله الا باتجاه العدو الاسرائيلي فقط. هذه الوجهة التي كانت والتي ستبقى في هذا الاتجاه. ومهما اختلفنا في الداخل فسيبقى الاختلاف اختلافاً سياسياً فقط».

ورداً على سؤال عن قول رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان طمأنة «حزب الله» وردت في البيان الوزاري وانه لن يقدم جديداً في هذا الموضوع، قال الشيخ قاسم: «نتمنى على الرئيس السنيورة ان يراعي اسس وقواعد الحوار الثنائي الداخلي بيننا وبينه في المحافل المناسبة والملائمة كي لا تستغل بعض التصريحات بطريقة خاطئة». واضاف: «نحن لا نريده ان يتورط في كلام قد يحمل معاني تشنج الاجواء، بل نريده ان يبقى حكماً ومحاوراً».

وفي الاطار نفسه، التقى مسؤول الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق مطران مرجعيون للروم الكاثوليك انطوان حايك الذي أمل في «ان نجلس جميعاً حول طاولة مستديرة وان يجري حوار عائلي... وعلينا مراعاة شعورنا الوطني وموقفنا كدولة وكمواطنين. ولا يمكن ان نعادي الامم المتحدة في مواقفنا. ولا يمكن بالتالي ان نتنازل عن حقوقنا التي نعتبرها مشروعة. وكل هذا تحدده الدولة في جلسات حوارية مغلقة». ولفت الى «اننا منذ التحرير قبل خمسة اعوام لم نر من المقاومة الا كل امر حسن».

اما الشيخ قاووق فقال: «خصمنا هو المشروع الاميركي، وننصح بألا ينجر احد الى الافخاخ الاميركية، ونقول للبنانيين وللعالم اجمع ان المسعى لجعل لبنان جزءاً من المشروع الاميركي والمحور الاميركي هو من رابع المستحيلات». واشار الى «حسابات ورهانات خاطئة» قائلاً: «لعل البعض يتوهم انه يمتلك القدرة على حسم الخيارات وحده. ولبنان لا يمكن ان يخرج من موقعه ودوره الوطني والعربي، اذ لا يمكن ان يصبح جزءاً من المشروع الاميركي مهما كان حجم التهويل الاميركي او المتغيرات الاقليمية او الانجازات الدعائية لأميركا في لبنان».