مظاهرة قوى «8 آذار» مرت أمام السفارة الأميركية من دون صدامات مع القوى الأمنية اللبنانية

TT

تظاهر الوف اللبنانيين امس امام مقر السفارة الاميركية في عوكر (شمال بيروت) احتجاجا على السياسات الاميركية، وذلك بدعوة من قوى واحزاب «8 اذار» المتحالفة مع سورية. مرت المظاهرة، وهي الثانية خلال اقل من اسبوع، بسلام ومن دون اي صدام مع القوى الأمنية، خلافا لما حصل السبت الماضي امام السرايا الحكومية في بيروت اثناء اجتماع بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش.

وعلى الرغم من الطقس العاصف والممطر، توجه المتظاهرون بعد ظهر امس الى مقر السفارة، لكن القوى الأمنية اقامت حاجزا منعهم من التقدم باتجاهها وسط انتشار أمني كثيف في ساحة عوكر. وحمل المتظاهرون الاعلام اللبنانية ولافتات جاء فيها: «لكي يبقى لنا وطن، لا للتدخل الاميركي» و«استيقظوا من الحلم، لبنان لن يكون اوكرانيا». وهتفوا ضد القرار 1559 وضد الادارة الاميركية. كذلك حملوا صورة للسفير الاميركي حيفري فيلتمان كتب عليها «انتبهوا من انفلونزا السفير» ومجسما للسفير الاميركي يظهره كطباخ يعد «طبخة الحرب»، واتهمه المتظاهرون بتحريض اللبنانيين بعضهم ضد البعض من اجل افتعال حرب اهلية. كذلك حمل المتظاهرون صورا للاسير في السجون الاسرائيلية سمير القنطار.

وقدرت «وكالة الصحافة الفرنسية» عدد المشاركين بالالاف. وقد تجمعوا لبعض الوقت قرب مقر السفارة وغادروا من دون اي صدام مع القوى الأمنية.

وقال منسق «الحملة الشبابية لرفض الوصاية الاميركية» (الجهة الداعية للمظاهرة) هشام طبارة: «ان الاعتصام تم تحت عنوان واحد هو رفض الوصاية الاميركية والتدخل الاميركي». واضاف: «اللبنانيون ادرى بمشكلاتهم الداخلية. ونحن نتفق بين بعضنا البعض. ونقول لهذا السفير الاميركي ولادارته ان في لبنان شعبا حيا مقاوما حضن المقاومة وحرر الجنوب».

وتوجه الى «اخواننا اللبنانيين الذين لم ينضموا الى الحملة» قائلا: «نحن واياكم نعرف مصلحة لبنان وسنحمي المقاومة برموش اعيننا. وهذه المقاومة تعني لنا الكثير. وعندما تكون القصة مع الاميركيين قصة المقاومة فكلنا مقاومة».

بعد ذلك القى رئيس «رابطة الشغيلة» النائب السابق زاهر الخطيب كلمة اعتبر فيها ان الوحدة الوطنية «لا تتحقق الا اذا كانت المقاومة عمودها الفقري» داعياً الجميع ليكونوا «صفاً واحداً ضد التدخل الاميركي والاجنبي، صفاً واحداً مع السلم الاهلي ومع الوحدة الوطنية».

وفي شمال لبنان نفذ «اللقاء الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية» اعتصاماً طالبياً في حرم جامعة كلية الآداب ـ طرابلس، احتجاجاً على زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش و«التدخل الاجنبي».

الى ذلك رأى عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» (التي يرأسها النائب وليد جنبلاط) النائب اكرم شهيب ان الحل «ليس في الشارع انما بالحوار على قاعدة المواثيق التي التزم بها لبنان أكان في اتفاق الطائف او في البيان الوزاري». وشدد على «ان النائب وليد جنبلاط لا يريد ان تكون ورقة المقاومة في يوم من الايام اجنده لحسابات خارجية». وقال في حديث ادلى به امس «لقد اعتادت هذه القوى على القيام بمظاهرات من وقت الى آخر ضد سياسة الولايات المتحدة وفي عوكر تحديداً. ولكن مظاهرة اليوم (امس) لها معنى اضافي هو الورقة الداخلية اللبنانية التي عرضت للبحث على اطراف «14 آذار» وبالتالي رد رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري لمفاوضي حركة «امل» و«حزب الله» بأن السقف هو الطائف، وان البيان الوزاري هو سقف العلاقة داخل مجلس الوزراء. لذلك كانت المظاهرة امام السرايا الحكومية وتطورت الى عوكر اليوم. فهذا حقهم في التعبير شرط الا يصبح هناك صدام مع القوى الأمنية». ورداً على سؤال عن امكان فتح الحوار بين جنبلاط و«حزب الله» قال شهيب: «نحن دائماً مع الحوار وسنبقى لانه هو الحل، لكن ان ما ينبه اليه رئيس اللقاء الديمقراطي هو الا تكون ورقة المقاومة في يوم من الايام اجندة لحسابات خارجية خصوصاً بعد الضغط السوري على لبنان أكان في موضوع السياسة او التشكيك في الحكومة وفي الانتخابات النيابية وفي تحركات فلسطينيية ـ سورية في لبنان او من خلال التحقيق وصولاً الى خروج الوزراء الشيعة من الحكومة على اثر مهاجمة الرئيس السوري بشار الاسد الرئيس فؤاد السنيورة. فنحن نعتبر هذا الموقف محاولة لضرب السلم الاهلي في لبنان ومسيرة الوفاق الداخلي والحوار».