قمة الخرطوم ستناقش إيجاد «دعم أفريقي صرف» لقوات الاتحاد في دارفور

البشير يلغي زيارة للجنوب للمشاركة في احتفالات السلام بسبب مرض زوجته

TT

قال مسؤول كبير في الحكومة السودانية، إن القمة الافريقية التي ستعقد في الخرطوم الاسبوع المقبل ستناقش ضمن الأجندة المطروحة مسألة إيجاد «دعم افريقي صرف» لقوات الاتحاد الافريقي في دارفور المتهمة بالفشل الجزئي في مهمتها.

فيما خرجت في مدينة الفاشر، كبرى مدن اقليم دارفور المضطرب، أمس، مظاهرة احتجاجا على مساعي الامين العام للامم المتحدة لتشكيل قوات حفظ سلام دولية في دارفور بديلا لقوات الاتحاد الافريقي التي تحرس اتفاقا هشا لإطلاق النار منذ عام 2004 بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في الاقليم.

ورفض آلاف من المتظاهرين أي نوع من التدخل من أي قوات دولية لتحل محل قوات الاتحاد الافريقي بدارفور، وأحرقوا الاعلام الأميركية والبريطانية، ورددوا هتافات معادية لأميركا.

وخاطب المظاهرات، مسؤولون في ولاية شمال دارفور، وقيادات من المجتمع المدني في المدينة، داعين الى ضرورة التصدي «لمثل هذه التوجهات التي من شأنها أن تزيد الفتنة في دارفور»، ودعوا المواطنين في دارفور الى الجهاد ضد هذه التوجهات، وتجد المسيرة مساندة قوية من حزب المؤتمر الوطني الحاكم.

وسلم المتظاهرون، بعد أن جابوا شوارع المدينة مذكرة احتجاج الى كل من: ممثل الامين العام للامم المتحدة، وممثل الاتحاد الافريقي عبر مكتبيهما في المدينة، ورفضت المذكرة الموقعة باسم فعاليات المجتمع في شمال دارفور تدخل قوات الامم المتحدة «بأي ثوب كان، وليس المتمردون هم الذين ينوبون عن أهل دارفور ويملون شروطهم وفق مصالحهم، ونكرر رفضنا التام لتصريحات الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وسنقاوم ذلك بقوة وشراسة من أجل حريتنا واستقلالنا ولا عذر لمن انذر».

وهاجمت المذكرة المنظمة الدولية، حين قالت: «الأجدر بالأمم المتحدة ان تتحمل مسؤولياتها بالدعم اللوجستي والفني والمادي تجاه قوات الاتحاد الافريقي التي خبرت دارفور بتواجدها خلال تلك الفترة غير القصيرة، والتقارب بيننا وبينهم في مسائل كثيرة مما جعلنا نوليهم الثقة، مع العلم بأن توصيات المؤتمر الاهلي الجامع لدارفور اشارت نصا بعدم تجاوز الاتحاد الافريقي».

ودعا عثمان كبر، والي شمال دارفور، مواطني الولاية الى الجهاد ضد «توجهات كوفي انان وكوندوليزا رايس»، وقال ان وجود قوات دولية في دارفور يعني إشعال الفتنة وزيادة نارها.

وكشف الدكتور نافع علي نافع، مساعد رئيس الجمهورية، ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم للشؤون التنظيمية، ان القمة الافريقية التي ستعقد في الخرطوم الاسبوع المقبل ستناقش ضمن اجندتها المطروحة امكانية ايجاد «دعم افريقى صرف» لقوات الاتحاد الافريقي في دارفور. وردا على سؤال حول استعداد الحكومة السودانية لتقديم الدعم لهذه القوات، قال نافع: «عندما يطرح الامر على القادة الافارقة، ويتخذون القرار عندها سيكون للحكومة رأي في الامر».

ومن جهة أخرى، ألغى الرئيس عمر البشير زيارة كان من المقرر ان يقوم بها لأول مرة منذ وقف الحرب في جنوب السودان امس الى مدينة «رمبيك»، معقل الحركة الشعبية لتحرير السودان، لمشاركة الولايات الجنوبية احتفالاتها بمرور عام على توقيع اتفاقية السلام، وذلك بسبب وعكة صحية أصابت احدى زوجتيه نقلت اثرها الى مستشفى في الخرطوم.

وقالت مصادر مطلعة، ان الرئيس كلف وفدا من حزب المؤتمر الوطني لانابته في الاحتفالات، ولا يتوقع ان يزور البشير المدينة خلال الايام المقبلة لأنه سيكون على ارتباط بالقمة الافرقية التي ستبدأ اعمالها في الخرطوم الاسبوع المقبل، وأصيبت حرم الرئيس الثانية «وداد بابكر» بوعكة صحية صباح امس نقلت اثرها الى مستشفى ساهرون التابع للشرطة في الخرطوم لتلقى العلاج. وفي سياق مشاركة حزب المؤتمر الوطني في احتفالات الجنوب بالسلام، سيتوجه علي عثمان محمد طه، نائب رئيس الجمهورية، على رأس وفد من الوزراء الى مدينة «واو» بالجنوب غدا، فيما يرأس مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع وفداً آخر الى مدينة ملكال في اليوم ذاته.