السفير الإيراني لدى وكالة الطاقة الذرية: إحالتنا إلى مجلس الأمن إعلان فشل الوكالة

أكد لـ«الشرق الأوسط» تمسك بلاده بالتفاوض مع الأوروبيين

TT

اعتبر السفير الايراني الجديد لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطاني ان احالة ملف بلده النووي الى مجلس الأمن سيكون «اعلان فشل الوكالة»، محذراً بأن طهران ستنسحب من البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع انتشار اسلحة الدمار الشامل وتستأنف كافة نشاطها النووي اذا وصل ملفها الى نيويورك. جاء ذلك في حديث لـ«الشرق الأوسط» صباح أمس في مكتب البعثة الإيرانية بمقر الوكالة الدولية قبيل انعقاد الجلسة الطارئة لمجلس أمناء الوكالة الثانى من الشهر المقبل للنظر في احالة ملف ايران النووي لمجلس الأمن. وقال سلطاني ان من بين هذه النتائج «اول رسالة تبعثها الاحالة هى اعلان فشل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعدم مقدرتها مما يضعف الوكالة ويضعف من مكانة مديرها النشط الذي يواصل جهوده»، وأضاف: «الاحالة تعني فشل الدبلوماسية الأوروبية التي طالما اعلنت دعمها للوكالة كما انهم بذلك يقللون من شأن التقدم الذي تم، فشهدت ايران 1400 عملية تفتيش مما يجعل ذلك حدثاً في تاريخ الوكالة»، وتابع انه في حال احيل الملف «وجرى هذا الخطاً وبما ان برلماننا قد اجاز حول التزامنا بالبروتوكول الاضافى، فان الحكومة الايرانية بمجرد الاحالة عليها ان توقف التجميد الطوعى والبرتوكول الاضافي».

وفى ذات السياق رفض السفير سلطانى التعليق على ما قد تواجهه ايران امام مجلس الأمن، مشدداً فقط على ان بلاده «صاحبة حق» وان يتذكر المجتمع الدولي «انهم يتعاملون مع دولة قوية ذات حضارة عريقة تتمتع بموارد غنية لا تخضع للتهديد وتؤمن بالحوار». وعن دعوة ايران دول الترويكا الاوروبية للعودة لطاولة المفاوضات، اوضح سلطاني ان ايران بموجب توقيعها على اتفاقية الحد من التسلح النووي عليها التزامات فقط امام الوكالة، وليست امام دول معينة، لكنه اردف قائلاً ان بلاده «تحترم الدول الاعضاء ولذلك نحن على استعداد لازالة اية شكوك» حول نشاطها الطبيعي السلمي لبرنامجها النووي. ومن هذا المنطلق، كرر سلطاني دعوة بلاده للتفاوض، مضيفاً ان المسؤول بشأن الحوار الاوروبى ـ الايرانى قدم أمس دعوة مكتوبة للاوروبيين للتفاوض.

ورداً على سؤال عما لدى ايران من جديد يقنع الاوروبيين بمواصلة الحوار بعد استمراره لاكثر من عامين، رأى سلطاني ان «المحادثات السابقة أكدت حسن نيات ايران التي التزمت بتجميد طوعى لتخصيب اليورانيوم.

وأضاف ان ما بدأته ايران أخيراً هو «مجرد ابحاث» لن توقفها.

وقلل السفير مما يبدو من اجماع الدول الاعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية على احالة الملف الايراني الى مجلس الأمن في اجتماع الوكالة الطارئ الشهر المقبل، وأشار الى ان ما حدث ابان اجتماع المجلس الاخير في سبتمبر (ايلول) الماضى ارسل اشارة واضحة للعالم على الفشل في الحصول على اجماع او حتى غالبية على ذلك، وقال ان مجموعة عدم الانحياز أكدت عدم رضاها على هذا الاجراء، مما يعنى ان 14 دولة عضوا بالوكالة لا ترغب في الاحالة، مما يؤكد انها لن تحظى بغير عدد من الاصوات داخل مجلس الأمناء، واضاف ان الدول الـ22 التي ابدت رغبتها في احالة الملف الى نيويورك «عليها ان تتريث لتدرس نتائج ذلك».

ومن جانب آخر اوضح السفير الايرانى ان حوار بلاده مع روسيا سيتواصل في موسكو في 16 الشهر المقبل، وان المقترح الروسى سيكون أحد مواضيع النقاش، ولكنه لم يؤكد قبول بلاده اقتراح موسكو تخصيب اليورانيوم على اراضيها واعادته وقوداً الى طهران. ورفض سلطاني التعليق على اسباب دعوة ايران لمؤتمر حول «المحرقة» اليهودية في المانيا، لكنه وصف «تحوير» بعض وسائل الاعلام لما يقوله الرئيس الايراني محمود احمدى نجاد. وأكد ان موقف ايران من اسرائيل واضح، وان ايران «اكدت مراراً قبولها لدولة تجمع شعوب المنطقة لو تم ذلك نتيجة استفتاء ديمقراطي»، وتابع: «ايران كغيرها من الشعوب المسلمة في منطقة الشرق الاوسط ترغب في رؤية منطقتنا خالية من السلاح النووي».