حذرت محافل استخبارية اسرائيلية من ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) يفقد السيطرة على مقاليد الأمور في السلطة الفلسطينية. ونقلت صحيفة «معاريف» في عددها الصادر امس عن هذه المحافل قولها ان ابومازن في حالة اكتئاب ويفقد السيطرة على الاوضاع و«لا يؤمن بقدرته ويهدد بالاستقالة، ويتعهد بعدم التنافس مرة اخرى على منصبه». واضافت الصحيفة أن ابومازن فقد الثقة برجاله «ويغرق في مزاج مكتئب وقريب جدا من الانهيار السلطوي التام»، على حد تعبير المحافل، التي اعتبرت أن هذا الواقع يحتم على اسرائيل الاستعداد لوضع لا يكون فيه لها شريك في الجانب الفلسطيني، وتكون مدعوة لتنسيق تحركاتها ازاء الفلسطينيين مع العالم وليس مع السلطة الفلسطينية.
وتنقل المحافل عن شخصيات اوروبية وأميركية التقت بابومازن قولها انه يبدو عصبياً، حيث يقوم بالغاء لقاءات مع شخصيات ويرفض الحديث معها، واضافت المحافل ان ابومازن يقول في جلسات مغلقة انه غير قادر على السيطرة على الارض، ويشكو من أنه غير قادر على الايفاء بتعهداته وتنفيذ مخططاته، وتؤكد هذه المحافل ان السلطة الفلسطينية انهارت تماماً وتوقفت عن العمل كجسم سلطوي واحد. واشارت الى ان قيادات بارزة في حركة فتح باتت توجه انتقادات حادة لابومازن، وتؤكد أنها لم تعد ترى فيه زعيماً. وحسب المحافل فإن اكثر ما اثار حفيظة قيادات فتح على ابومازن هو حقيقة اصراره على اجراء الانتخابات في موعدها، الامر الذي من شأنه أن يؤدي الى تحطم فتح وصعود حماس، بدل تأجيل الانتخابات الى موعد اكثر راحة بالنسبة لفتح. وتنقل المحافل الاستخبارية عن كبار مسؤولي فتح قولهم ان الولايات المتحدة معنية باجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية في وقت مبكر قدر الامكان لانقاذ سياستها، واعادة ترميم مكانة الرئيس جورج بوش بعض الشيء. وحسب المحافل فإن هؤلاء المسؤولين يرون أن المصلحة الأميركية تتناقض تماما ومصلحة السلطة الفلسطينية. واشارت الى توتر في العلاقات بين الحكومة المصرية وابومازن. وتؤكد المحافل ان المصريين هددوا بوقف المساعدات المقدمة للسلطة اذا لم يعمل ابومازن على محاربة الفوضى واستئناف المسيرة السياسية مع اسرائيل. واوضحت المحافل ان المصريين لمحوا اكثر من مرة بأنهم يفكرون باعادة رجالهم العاملين في غزة الى القاهرة في ظل وقف المساعدات والتدخل في ما يجري في قطاع غزة وترك ابومازن لمصيره.
ونقلت «معاريف» عن مصدر اسرائيلي كبير قوله ان «المصريين قريبون جدا من رفع الايدي»، واضافت الصحيفة نقلا عن ابومازن «المشكلة هي أن الجميع يفهم الان بأنه ببساطة غير قادر على توفير البضاعة، وهو أيضا يفهم ذلك على ما يبدو». وترى المحافل ان انهيار حكم ابومازن سيمثل ضربة لادارة بوش وسياستها في الشرق الاوسط في ظل تصاعد ازمتها في العراق. واكدت الصحيفة ان الاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية والأميركية ترى في قطاع غزة «منطقة سائبة».