وزيرة الخارجية الجديدة من جهاز «الموساد» إلى قلب شارون فـ«كديما»

تسيبي لفنة ثاني امرأة تتولى حقيبة الخارجية في إسرائيل

TT

وزيرة القضاء في الحكومة الإسرائيلية تسيبي لفنة يولي اليها رئيس الوزراء بالإنابة ايهود اولمرت، منصب وزيرة الخارجية خلفا لشفلان شالوم، الذي استقال كغيره من وزراء حزب الليكود من الحكومة.

وبذلك تصبح لفنه، ثاني امرأة تتولى منصب وزير الخارجية في اسرائيل، بعد غولدا مئير من حزب العمل التي احتلت هذا المنصب في الستينات.

ولفنه هي إحدى الشخصيات الاسرائيلية، التي تدرجت في سلّم القيادة بسرعة قياسية. لكن أحدا لا يعترض على ذلك في اسرائيل، بل حتى خصومها يعترفون لها بأنها أثبتت جدارتها في كل المناصب التي شغلتها خلال الفترة القصيرة من العطاء. عمرها 48 عاما. ولدت في مدينة تل أبيب لعائلة مسيسة في اليمين، إذ كان والدها من النشطاء البارزين في حزب حيروت، قبل أن يصبح تكتلا واسعا لأحزاب اليمين وهو الليكود. متزوجة ولها ولدان. بدأت حياتها السياسية وهي في المدرسة الثانوية. لكنها انقطعت عنه في فترة الخدمة العسكرية، خصوصا وانها خدمت في جهاز الاستخبارات العسكرية (امان). أنهت الخدمة وهي تحمل رتبة ضابط بدرجة ملازم أول. لكنها تركت الجيش لتنتقل إلى العمل في صفوف جهاز المخابرات الاسرائيلية الخارجية (الموساد)، وذلك بعد أن كانوا أعجبوا بنشاطها في الجيش وبقدراتها اللغوية (تتقن الانجليزية والفرنسية)، وبشخصيتها القوية المستقلة وسحنتها الأوروبية.

بعد أربع سنوات من الخدمة في «الموساد» التحقت بجامعة بار ايلان بجوار تل أبيب لكي تحقق حلمها في دراسة المحاماة، وفي هذه الأثناء جددت نشاطها السياسي في شبيبة الليكود. ولدى تخرجها مارست مهنة المحاماة. وبعد عشر سنوات عينها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مديرة عامة للمجلس الأعلى للشركات الحكومية. وفي هذا المنصب نفذت سياسة نتنياهو في خصخصة عشرات الشركات، مما أهلها للفوز في الانتخابات الداخلية بموقع متقدم على لائحة الليكود، وانتخبت لأول مرة عضوا في الكنيست الاسرائيلي.

وفي الدورة البرلمانية الأولى لها عينها رئيس الوزراء الجديد، أرييل شارون، وزيرة للتعاون الإقليمي ثم وزيرة للزراعة. ونقلت ولاءها من نتنياهو الى شارون بسرعة وكانت مقربة منه سياسيا، وفي حكومته الثانية تولت عدة مناصب وزارية مهمة، منها: وزيرة الاستيعاب. وعندما انسحب اليمين المتطرف من الحكومة عينها شارون وزيرة للإسكان، وعندما انسحب حزب «شنوي» من الحكومة عينها شارون وزيرة للقضاء، وعندما بدا ان وزير الدفاع، شاؤول موفاز، سيبقى في الليكود، ولن ينضم الى حزب كديما (الى الامام)، رشحها شارون لتولي منصب وزيرة الدفاع، وعندما استقال وزراء الليكود من الحكومة، عينها ايهود اولمرت وزيرة للخارجية.

في حكومة شارون برزت في عدة مجالات، أهمها الولاء التام لرئيسها، فأيدته في خطة الفصل من اللحظة الأولى، وفي الوقت نفسه سعت الى تسوية المشاكل والخلافات بينه وبين خصومه من الليكود، ونجحت في ذلك عدة مرات. ثم انتقلت معه الى كديما، وكلفها شارون بإعداد برنامج الحزب السياسي. ورغم انها تبنت مواقف شارون بالكامل في كل ما يتعلق بالقضية السياسية، ونفذت تعليماته حرفيا خلال المفاوضات مع الفلسطينيين (إذ ترأست اللجنة المشتركة للمفوضات، حول قضايا الأسرى والمبعدين)، إلا انها تعتبر من القوى المتعقلة المرافقة لشارون. وتولت دور من يطلق تصريحات إيجابية تجاه المسيرة السلمية. ويحسب اولمرت حسابها اليوم، كواحدة من أبرز قادة حزب كديما، خصوصا بعد أن كانت أول من بايعه لخلافة شارون. ويقول المقربون منها إنها ستكون شريكة لأولمرت في قيادة الحزب والحكومة. ورغم ان اولمرت سيضعها في المرتبة الثالثة على لائحة الحزب الانتخابية، إلا انه يخصص لها الموقع الثاني من حيث الأهمية في الحكومة القادمة، إذا فاز في الانتخابات.