السنيورة: الأفكار السورية التي تلقيناها من السعودية لا تحل المشاكل

اتفق ورئيس الجمهورية اللبنانية على فتح دورة استثنائية للبرلمان تمهيدا للحوار

TT

اتفق الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب خلال اليومين المقبلين. واعلن الرئيس السنيورة ان رئيس الجمهورية سيتشاور في شأن جدول اعمال هذه الدورة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. واشار الى ان التشاور مستمر لحل مسألة مقاطعة وزراء حركة «امل» و«حزب الله» لجلسات مجلس الوزراء، مؤكداً على ان الخيار الوحيد هو «ان نتفق وليست عندنا خيارات اخرى».

وزار الرئيس السنيورة القصر الجمهوري امس للتداول مع الرئيس لحود في جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء التي تعقد اليوم في السرايا الحكومية. وشدد على ان الحوار بين الفرقاء اللبنانيين والذي يرعاه الرئيس بري سيكون «حواراً برلمانياً في خطواته الاولى». واوضح ان ما اعتبر مبادرة سعودية «هي في الواقع افكار سورية» قدمت الى وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. وذكر انه اطلع على هذه الافكار هاتفياً من السفير السعودي في بيروت «وأدخلت تعديلات عليها» مشيراً الى انها «لا تحل المشاكل التي نواجهها».

وقد ادلى السنيورة، عقب لقائه الرئيس لحود، بتصريح الى الصحافيين قال فيه: «كانت جلسة البحث مع فخامة الرئيس في كل المستجدات، ومن ضمنها ما جرى من تشاور في عدد من القضايا التي، ان شاء الله، ستصل لحل مسألة الزملاء (الوزراء) المقاطعين والتي كما ذكرت لاكثر من مرة ان الخيار لدينا هو في ان نتفق، وليست عندنا خيارات ثانية».

وسئل: هل اتفقتم بالامس؟ (في اشارة الى مشاوراته مع الرئيس بري خلال الرحلة الى الكويت) فأجاب: «اتفقنا، ان شاء الله سنتفق، فهذا الامر من ضمن ما بحثته مع فخامة الرئيس ومع الرئيس نبيه بري الذي كانت له اسهامات اساسية وستكون له اسهامات اساسية ايضاً لمتابعة هذا الامر، من خلال اطلاق الحوار البرلماني».

وعن مطالبة افرقاء عدة بينهم الرئيس لحود بأن يشمل الحوار الجميع حتى غير الممثلين في البرلمان، قال السنيورة: «ان الحديث الجاري مع الرئيس بري هو حوار برلماني... وهذه خطوة اولى، حيث يجب ان يجري حوار برلماني. وفي فترة لاحقة يرى الاخوة اذا كانوا سيتناولون الموضوع من زاوية ثانية. اما الآن فالحديث هو عن حوار برلماني، حتى نكون دقيقين جدا في هذا الامر». وسئل السنيورة عما قاله وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل عن «وجود ورقة هي الآن بين أيديكم»، فأجاب: «خلال فترة وجودي في المملكة العربية السعودية نقل الي السفير السعودي لدى لبنان، عبر الهاتف، الافكار السورية المطروحة في هذا الشأن. وهي افكار كان حملها معالي الوزير الامير سعود الفيصل الذي اكن له ـ كما تعلمون ـ الكثير من المحبة والتقدير. هذه الافكار كانت مطروحة هي نفسها في السابق. وقد اجريت بعض التعديلات عليها في موضوع ترسيم الحدود والعلاقات الدبلوماسية على اساس صيغ يتفق عليها الطرفان. ان هذه الافكار لا تحل المشاكل التي نواجهها (في لبنان) والتي ينبغي ان نواجهها بكثير من الشجاعة والصراحة مع الاخوان السوريين».

ورداً على سؤال عما اذا كانت الورقة السورية تتضمن اقتراحاً بتشكيل لجنة أمنية سورية ـ لبنانية مشتركة، افاد السنيورة: «نحن في لبنان حريصون على ان نكون قادرين على تعزيز سيادتنا واستقلالنا. هذا هو مبدأ اساسي. وهذا لا يعني ان الاستقلال والسيادة والحصول عليهما موقف معاد لسورية. بالعكس تماماً. كلما استطاع لبنان ان يؤكد على سيادته واستقلاله كان ذلك بمثابة قوة للبنان ولسورية. وكما ذكرت في اكثر مناسبة، فان لبنان المستقل وصاحب السيادة يستطيع ان يساعد ويتعاون مع سورية اكثر بكثير من لبنان التابع». من جهة اخرى، سئل السنيورة اذا كان الوضع الحكومي يؤثر على مؤتمر «بيروت ـ 1»، فأجاب: «انه يؤثر عليه حتما. لكننا مستمرون في العمل والاتصالات والتوضيح. وقد عقدنا جلسات عدة مع كل الوزراء ليكونوا على بينة من هذا البرنامج. وقمت بخطوات اخرى للقاء الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام لخلق حالة من التوافق على هذا البرنامج. ومن المهم ان يتم الاتفاق عليه من قبل جميع اللبنانيين لان على اساسه نتقدم من المجتمع الدولي والاصدقاء في العالم لمساعدتنا، فاذا لم نكن متفقين عليه، لا يمكن تكرار ما تم تحويله الى مأساة في «باريس ـ 2«، علما انه كانت له ايجابية كبيرة، لكنها اجهضت بعدم التوافق وعدم السير بالاصلاحات التي كانت سائرة».

من جهة اخرى، التقى الرئيس السنيورة ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن. كما التقى عضو الكونغرس الاميركي فرانك وولف في حضور السفير الاميركي لدى لبنان جيفري فيلتمان. وتناول الحديث التطورات اللبنانية والاقليمية والعلاقات الثنائية.