نواب ينتقدون الهتافات «غير اللبنانية» في مظاهرة رفض «الوصاية الأميركية»

TT

قوبلت المظاهرة الطالبية التي دعت اليها «الحملة الشبابية لرفض الوصاية الاميركية» باتجاه السفارة الاميركية في منطقة عوكر شمال ـ شرق بيروت اول من امس بردود فعل انتقدت الهتافات «غير اللبنانية» التي اطلقت خلالها. وفيما اسف عضو كتلة «تيار المستقبل» النائب وليد عيدو لما حصل وشدد على «ان الحوار وحده هو الطريق الذي يجب ان يسلكه الجميع»، أسف النائبان هنري حلو وانطوان اندراوس، من «اللقاء الديمقراطي» الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط، لاستعمال الساحة اللبنانية مقرا ومنطلقا لتأييد سورية وإيران.

وقال عيدو، في بيان اصدره امس: «بكل اسف شاهدنا مظاهرة امس تنقلها مباشرة تلفزيونات غير لبنانية، وسمعنا هتافات وتحيات غير لبنانية، وكأن المظاهرة تجري في الخارج وليس على الاراضي اللبنانية، او كأن المتظاهرين غير لبنانيين. وبكل اسف فان الشباب الذين نظموا المظاهرة تحت شعار رفض الوصاية، كانوا يطالبون، عبر شعاراتهم، بأكثر من الوصاية ولكن من سورية وايران. وبكل اسف، سمعنا امس الشتائم والسباب تنهال من كل حدب وصوب، وكأن المظاهرة حفلة زجل اباحي تحولت معها حرية التعبير الى حرية الشتم والسباب. بكل اسف نقول: هذا ما شاهدناه وما سمعناه امس. وبما حصل امس سقطت ورقة ثالثة من اوراق الازمات المطلوبة، فلا الاعتكافات ولا التهديدات ولا المظاهرات افادت من يحركها. ونقول ان الحوار، والحوار وحده، هو الطريق الذي يجب ان يسلكه الجميع. وبالتالي فاننا ندعو مجدداً الى الحوار في اطار المؤسسات الدستورية على قاعدة الطائف واحكامه والى العودة عن الاعتكاف واطلاق مسيرة وطنية مدارية على قاعدة مبادرة الرئيس نبيه بري التي نرى فيها مدخلاً اساسياً للخلاص بعيداًَ عن الشارع الذي لن ننجر اليه يوماً».

من جهته، اعرب النائب هنري حلو امس عن اسفه «لاستعمال الساحة اللبنانية مقراً ومنطلقاً لتأييد سورية وايران، وذلك على حساب المصلحة الوطنية العليا»، وتساءل: «كيف للبعض ان يرفع الشعارات المؤيدة لنظام مشتبه به في جريمة العصر؟ ماذا خدمت مظاهرة عوكر وقبلها مظاهرة السرايا الا مزيداً من الانقسام وخدمة مجانية للغير على حساب الكرامة الوطنية؟ نحن محكومون بالتآخي او بالموت». واعتبر ان «ما يجري على الارض من حادثة الناعمة الى المظاهرات مدبر سلفاً وبايحاءات من خارج الحدود غايته حركة مترابطة تهدف الى زعزعة الاستقرار الداخلي».

كذلك اسف النائب انطوان اندراوس، في تصريح له امس «لان يتحول وطننا وارضنا ساحة لاطلاق الهتافات والتأييد لنظام اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكوكبة من شهداء الحرية والاستقلال». وقال: «اود في هذا المجال، ان اسأل هؤلاء الذين استعملوا الارض اللبنانية لتأييد سورية وايران وهتفوا ضد رموز لبنانية وطنية: هل ذلك يخدم المصلحة الوطنية اللبنانية ويعزز الاقتصاد والاستثمار ويبني حواراً ام يصب في مصلحة سورية وايران؟». واضاف: «هنا وبكل محبة، نطرح السؤال على حزب الله حيث كنا الى جانبه في التحرير والمقاومة، فهل تخلى هذا الحزب عن اولوياته اللبنانية وباتت اجندته سورية ـ ايرانية محضة؟».

وفي الاطار نفسه، اعتبر النائب انطوان غانم (اللقاء الديمقراطي) «ان المظاهرات والتحركات التي شهدها لبنان هذا الاسبوع تعكس محاولة للتصعيد في وجه الحكومة ونية للتصعيد الشعبي بغية نقل التباين والاختلاف في وجهات النظر من المؤسسات الدستورية الى الشارع». وقال: «اننا وان كنا نقرّ بمبدأ حرية الرأي والتعبير الذي يكفله الدستور اللبناني ونرفض الوصاية من اي جهة أتت، لا يسعنا الا ان نتساءل عن الاهداف الحقيقية للمظاهرة التي جاءت تحت عنوان مناهضة الوصاية وتم فيها اعلان الولاء لسورية ولبعض الانظمة والمنظمات من خلال بعض الخطب الاستعراضية والهتافات التي طاولت بعض رموزنا الوطنية».

وعلى الطرف الآخر، نفذ طلاب المدارس الرسمية والخاصة في غرب بعلبك اعتصاما في ساحة بلدة شمسطار، تلبية لدعوة المنظمات الطلابية، وذلك في اول تحرك خارج الجامعات في البقاع. وقد شارك في الاعتصام طلاب مدارس المنطقة وسط تدابير مشددة فرضتها القوى الأمنية. ورفع المشاركون الاعلام اللبنانية والشعارات المنددة بالولايات المتحدة وسفيرها في لبنان، واخرى تؤكد على دعم المقاومة ورفض الدعوات المطالبة بسحب سلاحها.