مصادر استخبارات: مصريون ضمن قتلى الغارة الأميركية في باكستان

أنباء عن مقتل قياديي «القاعدة» أبو عبيدة ومروان السوري وباكستان تؤكد اختفاء بعض الجثث

TT

أعلن محققون باكستانيون امس انهم عثروا على قبرين فارغين في مكان وقوع الغارة الجوية الاميركية بعد يوم من اعلان المسؤولين ان خمسة ناشطين أجانب على الأقل قتلوا في الهجوم.

إلا ان اي معلومات لم تنشر حول هوية المسلحين الخمسة الذي قتلوا في الغارة التي شنتها طائرة اميركية على قرية في منطقة القبائل النائية مع ان تقارير اولية للاستخبارات الاميركية لمحت الى ان الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري كان من بينهم.

وصرح مسؤولون ان مسلحين من تلك المنطقة قد يكونون نقلوا الجثث قبل دفنها لمنع السلطات الباكستانية والاميركية من اجراء فحوص الحمض النووي (دي ان ايه) عليها ومعرفة هوية قتلى الغارة التي وقعت الجمعة الماضية.

الا ان سكان قرية دامادولا التي تعرضت للهجوم قالوا ان 18 مدنيا قتلوا في الهجوم وحفرت قبور بعددهم ونفوا وجود اي عسكريين في المنطقة.

وقال مسؤول أمني لوكالة فرانس برس «لقد حفر السكان 18 قبرا الا انهم دفنوا 16 شخصا وبقي قبران فارغان قبل ان يطمرهما السكان». وافاد بيان رسمي نقلا عن فهيم وزير الحاكم الاداري لمنطقة باجور قوله ان «الهجوم الصاروخي على قرية في منطقة دامادولا التابعة لباجور ليلة الجمعة كان موجها ضد ارهابيين اجانب».

وتابع البيان ان الناشطين الباكستانيين مولانا فقير محمد ومولانا لياقات «سارعا الى نقل جثث المقاتلين الاجانب بغية اخفاء السبب الحقيقي للهجوم».

وذكرت مصادر مطلعة في واشنطن أن مصريين كانوا ضمن مقاتلين أجانب قضوا في القصف الأميركي على قرية «دامادولا» الباكستانية.

وقال مسؤولون أميركيون إن استخبارات موثوق بها أشارت إلى أن قياديين بارزين من تنظيم «القاعدة» ربما كانوا يشاركون في حفل عشاء احتفالا بنهاية عيد الأضحى، وأن مساعد أسامة بن لادن والرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، كان يعتزم الحضور.

ويعتقد المسؤولون أن عددا من القيادات البارزة في تنظيم «القاعدة» قتلوا في الهجوم، غير أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن الظواهري من بينهم. وقال شهود عيان لصحيفة «لاهور دايلي تايمز» ان بعض المدعوين الاجانب غادروا حفل العشاء بعد منتصف الليل، ثم انهمرت الصواريخ بعد ذلك بنحو ثلاث او اربع ساعات. فيما قال مسؤول اميركي في مكافحة الارهاب طلب عدم الكشف عن اسمه ان عددا من المصريين قتلوا في الحادث. ونقلت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية عن مصادر افغانية قريبة من «القاعدة» ان قياديين من تنظيم بن لادن، هما ابو عبيدة المصري ومروان السوري، اختفيا بعد الحادث. وقالت المصادر المطلعة، التي رفضت الكشف عن هويتها، إنه لا توجد معلومات دقيقة بشأن عدد المقاتلين الأجانب الذين قضوا في الهجوم، ولكن المؤكد أن بعضهم «من أصول مصرية».

وبالإضافة إلى المقاتلين الأجانب، أسفر الهجوم عن مصرع 18 مدنيا، مما أثار موجة احتجاج عارمة في الشارع الباكستاني ضد الولايات المتحدة الأميركية. ومن جانبها، قالت الحكومة الإقليمية في باكستان إن حوالي أربعة إرهابيين أجانب قضوا في القصف الصاروخي الأميركي.

وأفادت مصادر أميركية أن بقايا 12 جثة، منها ثماني على الأقل لمقاتلين أجانب، تم انتشالها من موقع القصف بواسطة مجموعات مجهولة، لتدفن في موقع آخر.

وكانت السلطات الباكستانية قد أكدت أن المدنيين الذين قضوا في الهجوم، هم خمسة أطفال وخمس نساء وثمانية رجال.

وأشار البيان الذي أصدرته إدارة المناطق القبلية المجاورة لأفغانستان الى أن ما بين 10 إلى 12 من المقاتلين الأجانب دعوا لتناول العشاء في قرية «دامادولا» التي استهدفها القصف. وقالت مصادر استخباراتية لمحطة «سي ان ان» ان بقايا نحو 12 جثة من بينهم ثمانية من المقاتلين الاجانب اختفت بعد دفنها، وتم نقلها الى موقع دفن بديل.