التحقق من حالة وفاة بشرية بإنفلونزا الطيور في العراق

الأمم المتحدة تحذر من وصول المرض إلى أفريقيا في الربيع وتخصص ملياري دولار لمكافحته

TT

في الوقت الذي بدأت السلطات التحقق من حالة وفاة بشرية بمرض انفلونزا الطيور في العراق، حذرت الامم المتحدة من نقل «الطيور المهاجرة» المرض الى افريقيا واوروبا في الربيع المقبل، كما خصصت نحو ملياري دولار للحؤول دون تحول المرض الى وباء.

فقد اعلن مسؤولون اكراد في شمال العراق امس ان عينات ارسلت الى الاردن لاجراء تحاليل بعد الاشتباه في وفاة طفلة كردية تبلغ 14 عاما بمرض انفلونزا الطيور. وقال وزير الصحة في حكومة كردستان محمود خشناو إن شنغين عبد القادر توفيت الثلاثاء بعد مرض استمر 15 يوما في المستشفى العام في بلدة رانية، مضيفاً ان الاطباء في السليمانية شكوا بان الحالة قد تكون ناتجة عن مرض انفلونزا الطيور.

لكن مسؤولاً صحياً في كردستان، هو الدكتور شيركو عبد الله مدير الصحة في السليمانية (330 كلم شمال شرقي بغداد)، قال بعد ارسال العينات للاردن، ان دائرته قامت بتشريح جثة الفتاة وتبين انها توفيت نتيجة التهاب في الرئتين. واكد ان «ارسال عينات الى المختبرات العالمية هو للتأكد التام».

وتسكن الطفلة في منطقة رانية على الحدود العراقية ـ التركية ـ الايرانية بالقرب من بحيرة دوكان التي تجتذب الكثير من الطيور المهاجرة. وتتزايد مخاوف المسؤولين الاكراد من انتقال المرض الى هذا الاقليم بسبب انتشاره لدى جارتهم الشمالية تركيا.

وفي بلدة فان، شرق تركيا، وصف طبيب حالة صبي مصاب بفيروس انفلونزا الطيور امس بانها «مقلقة» بينما يعالج طفل آخر هو المصاب الحادي والعشرون بالمرض في هذا البلد. وقال كبير اطباء المستشفى الذي يعالج فيه الصبي محمد، 5 سنوات، ان «حالته لم تتغير، ليس اسوأ ولا افضل (من اول من امس). وضعه ما زال مقلقا». وكانت شقيقته فاطمة اوزكان، 16 عاما، قد توفيت الاحد بانفلونزا الطيور، مسجلة بذلك رابع وفاة في تركيا بهذا المرض. وفي ارضروم، على بعد حوالي 250 كيلومترا شمال غربي فان، يعالج طفل ثان، 4 سنوات، لاصابته بالفيروس. وقال مدير المستشفى اكين اكتاس لوكالة انباء الاناضول ان الطفل مرض بعد ان تناول دجاجا وقد ادخل المستشفى بشكل عاجل. وتركيا هي اول بلد خارج الشرق الاقصى يؤدي فيه الفيروس «اتش 5 إن1» المسبب لمرض انفلونزا الطيور الى وفيات بشرية مؤكدة.

من جهة اخرى، وصل فريق متخصص من الحكومة الاميركية الاثنين الى تركيا لدراسة الوضع والبحث مع الحكومة التركية في المساعدة التي يمكن ان تقدمها واشنطن للجهود التركية لمنع انتشار الفيروس.

واعلنت السلطات الصحية الصينية امس عن وفاة امرأة بمرض انفلونزا الطيور لتكون سادس ضحية بهذا المرض في البلاد. ونقلت وكالة «شينخوا» الرسمية للانباء عن بيان لوزارة الصحة الصينية ان المرأة هي من قرية زهوجياخيانغ في مدينة جيانيانغ في مقاطعة سيشوان جنوب غربي الصين، وقد توفيت في 11 يناير (كانون الثاني) الحالي.

من جانبها، حذرت منظمة الاغذية والزراعة (الفاو) التابعة للامم المتحدة امس من ان مرض انفلونزا الطيور قد يهدد افريقيا واوروبا في الربيع «بسبب الطيور المهاجرة» والتجارة وتنقل الاشخاص. وقال ديفيد هرشريك مساعد المدير العام لـ«الفاو» في خطابه لافتتاح المؤتمر الدولي للجهات المانحة حول انفلونزا الطيور في بكين ان «دولا عدة في افريقيا تستحق اهتماما خاصا»، معتبرا ان وجود الفيروس في تركيا يعني انه بات عند مفترق الطرق بين آسيا واوروبا وافريقيا. ولم يذكر هرشريك الدول المهددة بهذا الفيروس، الا انه اكد ان «هناك خطرا حقيقيا بان ينتشر هذا المرض اكثر واكثر. واذا تفشى في الارياف الافريقية فان نتائجه ستكون كارثية في قارة تواجه المجاعة والفقر».

كذلك اعلن المدير العام للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية برنار فالا، في مؤتمر بكين، امس، ان مبلغ 1.9 مليار دولار سيخصص لاول تحرك عالمي منسق ضد انفلونزا الطيور بفضل «النجاح الكبير جدا» لمؤتمر المانحين في بكين. واوضح فالا ان الولايات المتحدة هي اكبر مانح(334 مليون دولار) يليها الاتحاد الاوروبي (250 مليون دولار) .. المفوضية الاوروبية ومساهمات وطنية من الدول الاعضاء) واليابان (135 مليون دولار). وستساهم استراليا بستين مليون دولار وروسيا بـ 47 مليونا.

وبدوره قال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان للمؤتمرين في بكين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة «ان المبلغ المطلوب صغير مقارنة بتكلفة وباء لسنا مستعدين له». وقال جيم ادامز نائب رئيس البنك الدولي ان هناك ادراكا بالقدرة على السيطرة على المرض اذا كانت المواجهة فورية.

ومن بين اجمالي المبلغ الذي تم التعهد به يخصص ما بين 100 مليون دولار و200 مليون دولار لصندوق ائتمان يديره البنك الدولي. وستكون ادارة بعض من الجزء المتبقي بشكل ثنائي أي بين الجهات المانحة والدول المستهدفة التي تختارها. وأضاف ادامز ان أكثر من نصف اجمالي المبلغ من الالتزامات الجديدة.