خالد مشعل في القاهرة خلال أيام.. وسليمان يطالب حماس بالاعتراف بإسرائيل

مبارك بحث مع أبو مازن وتسيبي سيناريوهات تشكيل الحكومة الفلسطينية وتطورات الأوضاع

TT

عمان: محمد الدعمه : بحث الرئيس المصري حسني مبارك تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية ـ الإسرائيلية وسيناريوهات تشكيلات الحكومة الفلسطينية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفنه، في لقاءين منفصلين في القاهرة.

وبدأت مباحثات مبارك وأبو مازن بجلسة ثنائية تناولت الأوضاع على الساحة الفلسطينية، ثم استكملاها في جلسة مباحثات موسعة شارك فيها أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، ومن الجانب الفلسطيني نبيل أبو ردينة المستشار الإعلامي الفلسطيني، والسفير منذر الديجاني سفير فلسطين في القاهرة.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن زيارة أبو مازن لمصر تأتي في إطار التشاور المستمر بين القيادتين المصرية والفلسطينية في أعقاب الانتخابات التشريعية.

وقالت مصادر مقربة إن الرئيسين استعرضا كل السيناريوهات على الساحة الفلسطينية والإسرائيلية والدولية حول التعامل مع الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي بعد الانتخابات، مشيرة إلى أن الحديث يدور حول حوار فلسطيني ـ فلسطيني لتشكيل جبهة وطنية تضم كل الفصائل الفلسطينية للتشاور حول التوفيق بين أجندات فتح وحماس، باعتبار أن الأولى فازت بالانتخابات الرئاسية والثانية في الانتخابات التشريعية، وعلى خلفية وجود أرضية مشتركة بين فتح وحماس فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية.

وأشارت المصادر إلى وجود برنامج مكثف لتبادل الزيارات بين مصر وفلسطين وإسرائيل والدول العربية المعنية بالسلام خلال الأيام والأسابيع المقبلة.

وأكد السفير سليمان عواد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن هناك زيارة قريبة لخالد مشعل إلى القاهرة. ورجحت المصادر إتمام الزيارة في بداية الأسبوع المقبل. وكشف عواد عن جهود قام بها مبارك لإقناع ابو مازن بالعدول عن موقفه بالاستقالة. وكان ذلك قبل إعلان نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية بساعات.

وعما إذا كان الرئيس مبارك سيلتقي أعضاء من حركة حماس، قال عواد إن خالد مشعل يزور مصر قريباً، وذكر بالحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني الذي تم في مصر، وقال إن الحاجة ملحة حالياً في أن يتحدث الشعب الفلسطيني بصوت واحد وأن يكون هناك شريك فلسطيني قادر على تحقيق السلام.

وعما إذا كانت هناك مخاوف لدى مصر من وجود حماس التي لها صلات كبيرة مع حركة الإخوان في مصر، في رأس السلطة الفلسطينية، قال إن مصر لا يساورها قلق أو تخوف لما أفرزته نتائج الانتخابات ولا مجال للحديث عن مخاوف، وإنما تحديد كيفية التحرك في المرحلة القادمة ومرحلة ما بعد شارون وتحريك جهود السلام.

واستقبل الرئيس مبارك أمس وزيرة الخارجية إلاسرائيلية، ليفنه، في أول لقاء لهما، وبحث معها التطورات والمستجدات على الساحة وكيفية تعامل إسرائيل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة بزعامة حماس. وأشار عواد إلى أن لقاء الرئيس مبارك مع ليفنه تطرق لكل ما بحثه الرئيس مبارك مع ابو مازن، وأن هناك تبادلاً نشطاً للزيارات سوف يعلن خلال أيام، لافتاً إلى أن تزامن الزيارتين تم بمحض الصدفة.

وكانت ليفنه قد ناشدت الاتحاد الأوروبي عقب ظهور نتائج الانتخابات الفلسطينية اتخاذ موقف حازم من قيام ما وصفته بحكومة إرهابية بالأراضي الفلسطينية.

واشارت مصادر إسرائيلية إلى أن زيارة ليفنه للقاهرة تعد تمهيدا لزيارة مرتقبة لرئيس وزراء إسرائيل بالوكالة إيهود أولمرت لمصر خلال الأيام المقبلة.

وكان ابو مازن قد عاد عقب محادثاته في القاهرة الى عمان، وقال لدى عودته «بحثنا مع المسؤولين المصريين نتائج الانتخابات الفلسطينية الاخيرة والتغييرات التي ستطرأ على الساحة الفلسطينية، اضافة الى امكانية استمرار دعم السلطة الفلسطينية لان دعمها هو دعم للشعب الفلسطيني». واضاف «تحدثنا عن آفاق المستقبل وكيف يمكن ان تكون عليه الامور في ما يتعلق بعلاقاتنا مع الحكومة الاسرائيلية والتطورات لغاية الآن».

وحول ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من انه يشترط على حماس الاعتراف بإسرائيل، أوضح الرئيس الفلسطيني «ان على كل حكومة تأتي ان تكون منسجمة تماما مع السياسية الفلسطينية والالتزامات الفلسطينية التي بدأت بأوسلو الى خريطة الطريق». واضاف «حتى يكون هناك انسجام كامل في السلطة الفلسطينية، هذه الامور يجب ان تراعى حتى نتمكن من العمل السياسي وصولا الى الدولة الفلسطينية». واعتبر ابو مازن ان فوز «حماس سيأتي بها الى الحكومة، وهذا شيء مُرحبٌ به، ونرجو من الله ان يُوفقوا في استكمال المسيرة والوصول الى شاطئ الأمان».