الأمير نايف: الأمن السعودي أفشل 90 % مما خطط له الإرهابيون

أعرب عن أمله في أن يشجب الفاتيكان التطاول على مقام النبي محمد

TT

دعا الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي المراكز الدينية العالمية؛ وفي مقدمتها الفاتيكان الى شجب التطاول على مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نافيا أن تكون بلاده قد واجهت ضغوطا من بعض الجهات حول موقفها من هذا الأمر، وقال «ليس هناك من يستطيع ان يضغط على المملكة في أي شيء لتغير موقفها من أمر أساسي مثل هذا».

وأضاف «أن المملكة تحترم الرأي ولكل أن يبدي رأيه، ولكن ان تصل الامور الى هذا الحد وأن يُساء الى رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، فهذا أمر مرفوض». وشدد القول «ليس المملكة وحدها من ترفض وحسب، بل يرفضه 1400 مليون مسلم وكل العالم الاسلامي وجميع الاديان، لأن الانبياء والرسل مقدسون وفوق كل شيء، ولا اعتقد أن هناك مسلما مؤمنا يستطيع ان يمس أي نبي او رسول بشيء مثل هذا».

وتابع الأمير نايف الذي كان يتحدث لرؤساء الصحف التونسية ومسؤوليها التقاهم مساء أول من أمس «اذا وصلت الحرية الى هذا الحد فاعتقد انه أمر غير مقبول مهما كان». وأضاف «اذا كان مثل هؤلاء أحرارا في ان يقترفوا حتى مثل هذا الأمر، فإن الآخرين بالتأكيد احرار في ان يرفضوه رفضا كاملا، ولا اعتقد انه من العقل ان تعترض الصحافة العالمية او أي مؤسسة او دولة على ما تتخذه أي دولة عربية او اسلامية»، معربا عن تطلعه الى ان تقول المراكز الدينية مثل الفاتيكان رأيها في الموضوع وان تشجب مثل هذا الامر.

وعن زيارات خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، للصين والهند وماليزيا وباكستان وأهميتها، أكد الأمير نايف للإعلاميين التونسيين أن الزيارات تتحدث عن نفسها، وكل من يتابعها يجد انها من أنجح الزيارات، ووصفها بأنها «مهمة لإنشاء علاقات قوية ومتينة مع دول ذات اهمية مثل الصين والهند وماليزيا، اما بالنسبة لباكستان فعلاقتنا بها معروفة، وهي دولة شقيقة».

وتحدث عن لقائه أول من أمس الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، فوصفه بأنه لقاء مفيد وطبيعي اعتاد عليه عند زيارة تونس. وثمَّن للرئيس بن علي هذا اللقاء، معربا عن تقديره له وإعجابه برؤيته الصائبة وتحليله الواقعي للأحداث. وفيما يتعلق بالمحتجزين السعوديين في معتقل غوانتانامو، قال الأمير نايف «هذا الموضوع أخذ اقصى درجات الاهتمام بالنسبة لنا، وهناك من يتابع هذا الموضوع، وهناك محامون سعوديون يعملون». وأضاف «نحن على اتصال دائم بالسلطات الأميركية وموعودون إن شاء الله باننا نستطيع ان نعيدهم جميعا الى المملكة، ونرجو أن لا يطول الوقت».

وعن المشروع النووي الايراني، قال الوزير «ما نسمعه من الإيرانيين انه لأغراض سلمية وانه موجود لهذا السبب، ونرجو ان يكون كذلك». وأضاف «أن منطقتنا ليست في حاجة لهذا الشيء ويجب ألا يكون، كما يجب على الجهات المعنية بهذا ان تتأكد من هذه الامور». وعبر عن أسفه لما يُبدَى من حرص على المنطقة ومنع وجود اسلحة نووية فيها مع وجود تلك الاسلحة لدى اسرائيل. وقال «هذا شيء يطرح علامة استفهام كبيرة ليس أمام العرب فحسب بل أمام العالم أجمع، وهذا مبرر لكل دولة في ان تفكر في ايجاد سلاح نووي».

وحول فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية، ذكر الأمير نايف ان الانتخابات هي التي أتت بحماس الى ذلك المكان، وقال «اعتقد انه من المفروض ان يكون مثل هذا الشيء متوقعا»، مشددا على ان القضية يجب ان تكون بالنسبة للجميع، اكبر من التوجهات الفكرية وضرورة ان تتفق جميع الفصائل الفلسطينية، وقال «لا بد للعقل أن يتغلب والحكمة ان تتغلب في هذا الموضوع، ونرجو الا نجد في الاخوة الفلسطينيين ما يسيئنا جميعا كعرب».

وعن ظاهرة الشباب العربي الذين يقاتلون في العراق ثم يعودون الى بلدانهم، قال وزير الداخلية «بالنسبة لبعض الشباب الذين يذهبون للعراق ويعودون للمملكة للأسف هذا الواقع، وبالفعل تم القبض على اشخاص ذهبوا للعراق ورجعوا. ومن المتوقع ان كل من يذهب للعراق ثم يعود للبلاد سيكون بهذه الصفة، ولذلك نحن نتابعهم ونحاول مع الاشقاء العراقيين ومع السلطات الموجودة في العراق الآن ان يسلموا لنا أي سعودي يصل للعراق.

وأكد الأمير نايف ان توجيهات خادم الحرمين الشريفين للجهات المعنية تقضي بأن يتم الاعتناء بالأسر والاهتمام بها وتأمين كل احتياجاتها ورعايتها «حتى لا تهتز ظروفها خاصة في حال ما اذا كان من اولئك الاشخاص من يعول اسرة او يمثل مصدر دخل لها».

وتحدث الأمير نايف عن مكافحة بلاده لظاهرة الإرهاب وجهود رجال الأمن في استئصال الفئة الضالة ومدى رضاه عما تم انجازه في هذا الشأن، وأجاب ردا على سؤال حول هذا السياق: «بالتأكيد نحن راضون ولدينا ثقة كاملة بقدرات الأمن السعودي ورجاله من حيث القدرة الذاتية.

وأضاف «أما ان نقول انه لا زالت هناك خلايا تسمى نائمة أو اننا انتهينا من هذا الشيء، فاعتقد انه لا نستطيع ان نقول ابدا اننا طهرنا البلد من هؤلاء ما دامت هناك جهات تستقبلهم وتدربهم وتمولهم وتشحنهم بافكار ضالة وتضللهم بتوجيهات لا تمت للإسلام بصلة، فستكون تلك الفئة موجودة ولكن نحن مصممون بمشيئة الله على المواجهة والحسم بكل قوة ولن نتوانى عن هذا الأمر مهما طال الوقت»، وأضاف «أن الأمن السعودي استطاع وبحمد الله ان يُفشِل ما لا يقل عن 90 في المائة، مما خطط له ان يعمل في البلاد وكادت تحدث أعمال اكثر من هذا بكثير». وتطرق وزير الداخلية إلى بعض الحوادث التي تقع في مواسم الحج، خاصة الموسم الأخير رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها بلاده في خدمة الحجاج ورعايتهم، حيث قال «إذا اخذنا الواقع لوجدنا أن هناك مواسم حج كثيرة لم يحصل فيها أي حادث». وأضاف أننا نجد كل الامور التي تتعلق بالحج، تسير بنحو منظم بالرغم من الصعوبات الموجودة، لأن انتقال قرابة ثلاثة ملايين انسان من مكان إلى آخر في ساعات ليس بالأمر السهل ولا يدرك مصاعبه إلا الذي يعايشه، فالرجل العسكري لو احتاج لأن يحرك فرقة من مكان الى مكان قد يحتاج إلى اسبوع، وهذا لا يعني أننا لا نبدي الاهتمام اللازم لبعض الحوادث التي تحصل في بعض مواسم الحج مثل ما حصل هذا العام، ولا شك أن هذا يؤلمنا. وللأسف هؤلاء الحجاج تنقصهم التوعية، ويقال لكثير منهم (لا بد ان تفعلوا هذا إكمالا لحجكم، مثلا أنه لا بد أن تنتظروا الزوال لترموا الجمرات)، بينما يجوز لهم أن يرموا الجمرات منذ طلوع الشمس حتى مغرب يوم الثالث عشر».