السفير السعودي: لا وجود لمطلوبين سعوديين في باكستان

العسيري: لا علم لي بوساطة للرياض بين الهند وباكستان

TT

أكد السفير السعودي في باكستان علي عواض عسيري عدم وجود أي من المطلوبين السعوديين لدى الجهات الأمنية في باكستان، كما أكد عدم وجود أي سعودي في السجون الباكستانية. وكان عسيري يتحدث لـ«الشرق الأوسط».

وقال عسيري لـ«الشرق الأوسط» إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أعرب عن أمنيات القيادة السعودية، في نزع التوتر بين الهند وباكستان، وتوطيد الثقة بين البلدين الجارين لحل المشكلات العالقة بينهما بالطرق السليمة، لكن السفير أضاف أن ذلك لا يعني أن الملك عبد الله يحمل (وساطة) بين الدولتين.

وفي حواره مع «الشرق الاوسط»، أعرب السفير السعودي في اسلام اباد، عن عدم رضاه عن التبادل التجاري بين السعودية وباكستان، واعتبر أن هذا التعاون ما زال دون مستوى العلاقات المتقدمة بين البلدين.

> كيف تنظرون لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لباكستان؟

ـ زيارة خادم الحرمين الشريفين مع مطلع العام الهجري الجديد 1427، هي تتويج لعلاقات اخوية وطيدة بين البلدين تواصلت منذ نصف قرن، وتعاهدها قادة الدولتين الشقيقتين، وهي فاتحة لآفاق جديدة من الازدهار والتواصل في كل ما هو جدير بهذه العلاقة الخيرة، كما انها فرصة لكي يشاهد العالم مدى التلاحم بين البلدين، ومناسبة لأن يلمس الاخوة في باكستان نهر الود العظيم، الذي تتدفق به مشاعر الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه باكستان وشعبها، والذي ترفده قلوب ومشاعر كل ابناء المملكة العربية السعودية.

كما أن العلاقات بين السعودية وباكستان ذات طبيعة خاصة، لا تقاس بمقاسات العلاقة العادية بين الدول، وإنما تقاس بحجم الالتزام الذي تضفيه عليها قيادات البلدين وشعباهما، وتقاس بالآمال التي يعلقونها عليها وبالجهد المبذول لتطويرها، والارتقاء بها، ثم تأتي المصالح لتخدم هذه العلاقات وتعززها وتطورها، كما ان الاستعداد الواسع الذي يقوم به الشعب والحكومة الباكستانية للاحتفاء بمقدم خادم الحرمين الشريفين، هو دليل على تقدير الشعب الباكستاني لهذا القائد ولبلده وشعبه، ولعله ملاحظ ما تحفل به تصريحات المسؤولين الباكستانيين من ترحيب بالضيف الجليل، وما تعكسه اهتمام الاعلام بالزيارة، وكلها مؤشرات على حرص الاخوة في باكستان على ما تعنيه هذه الزيارة لهم، وهم يعدون بأن يجعلوا من استقبالهم لخادم الحرمين معلماً على دروب التعاون والمحبة، وشاهداً على قرب اسلام اباد من الرياض.

> كيف تقيم حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين السعودية وباكستان؟

ـ لكي نكون صريحين، فإن العلاقة الاقتصادية بين البلدين تحتاج للمزيد من التعاون والدفع، وزيارة خادم الحرمين الشريفين سيكون لها الأثر الايجابي لتفعيل التبادل التجاري بين البلدين، ونتوقع أن يتم الوصول الى نتائج ايجابية، وأود أن أضيف بأن التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى إلى مستوى العلاقة السياسية والاخوية بين البلدين، وتوقعاتنا أن تعطي الزيارة دفعة للعلاقة الاقتصادية بين الدولتين.

> ماذا بالنسبة لجهود الدولتين في مكافحة الإرهاب؟

ـ لا شك أن كلتا الدولتين هما ضحية للإرهاب، وعانتا الكثير من استفحال ظاهرته، ونجحتا في مقاومة ومكافحة الارهاب، وهناك اصرار وإرادة سياسية لدى البلدين في الاستمرار في هذا الجهد للقضاء، أولاً، على الأفكار المنحرفة التي تولد الارهاب والتطرف الذي هو بعيد عن حقيقة الدين الاسلامي، وأيضاً القضاء على جذور ومسببات الارهاب ومايغذي هذه الظاهرة.

> حالياً هل هناك مطلوبون سعوديون مقيمون في باكستان؟

ـ أبداً لا يوجد أي مطلوب سعودي مقيم في باكستان، ولا يوجد أي سعودي في السجون الباكستانية.

> ما هو وضع الطلبة السعوديين المقيمين في باكستان؟

ـ الطلبة السعوديون في باكستان يحتاجون إلى رعاية اكثر، والملحق الثقافي يحتاج الى تعزيز دوره بكفاءات سعودية مؤهلة، تستطيع أن تتواصل بشكل يومي مع الطلاب السعوديين.

هناك ايضاً مشاكل أكاديمية، فبعض الطلاب يقصدون جامعات الطب والهندسة، ومؤهلاتهم العلمية لا تساعدهم في مواجهة متطلبات هذه الكليات العلمية، ويحتاجون الى تقوية خاصة في اللغة الانجليزية والرياضيات والكيمياء وغيرها، وكان هناك اتصال مع وزير التعليم العالي في باكستان بعد زيارتي للطلبة السعوديين في كراتشي، وكان هناك زيارات متكررة، وقام الملحق الثقافي الدكتور عبد الغفار بازهير بالسعي لمساعدة الطلاب هناك، وحل بعض المشكلات الاكاديمية التي يواجهونها، وبالتواصل مع الجامعات تمكنا من حل العديد من المشاكل، ولا زلنا نأمل أن تسهل مهمة ودراسة كل طالب موجود في باكستان، وفي ذات الوقت دعم الملحق الثقافي بما يجب، ليُفّعِلْ دوره في التواصل مع الطلبة.

> كم عدد الطلبة السعوديين في باكستان؟

ـ أعتقد أن عددهم في حدود 500 طالب بين دراسة طب وهندسة، اضافة الى الكثير من المبتعثين العسكريين في العديد من الكليات والأكاديميات العسكرية.

> هل تخشون عليهم من عمليات استقطاب سياسي؟

ـ أبداً.. الحكومة الباكستانية اتخذت جهودا، لمكافحة الأفكار المنحرفة، وليس لدينا أية مخاوف من هذه الناحية، وهناك انضباط للطلبة السعوديين، وليس هناك ما يدعو للشك في هذا الأمر.

> كيف تقيم التعاون العسكري وخاصة في مجال التصنيع العسكري بين السعودية وباكستان؟

ـ أضعها في هذا الإطار: فالتعاون مع باكستان في العديد من الأنشطة المدنية والعسكرية قائم ونفخر به، وهناك دورات ومبتعثون عسكريون، وهناك تواصل عسكري بين القطاعات العسكرية سواء البحرية أو القطاعات العسكرية الأخرى، وهو تعاون ممتاز في التدريب والبعثات العسكرية، وفي كلية الإدارة والأركان والأكاديميات العسكرية والكليات البحرية في باكستان، وهناك تدريبات عسكرية تجرى كل سنتين بين البحرية الباكستانية والبحرية السعودية، وأرى أن هذه التدريبات ممتازة، لأنها تجدد عطاء القطاعات العسكرية وتطلعهم على كل جديد.

> هل يمكن أن تدخل المملكة على خط الوساطة بين الهند وباكستان، لتخفيف حجم التوتر بين البلدين، خاصة أن خادم الحرمين يزور البلدين كليهما في جولته الحالية؟

ـ حديث خادم الحرمين الشريفين لإحدى القنوات التلفزيونية الهندية، يمثل تمنيات القيادة السعودية في الرغبة عن ازالة التوتر بين الدولتين، فخادم الحرمين عبر عن رغبته في الحوار البناء بين الهند وباكستان، والدعوة لنزع فتيل التوتر بينهما، وهناك حوار متواصل بين البلدين لحل القضايا المتعلقة وبينها كشمير.

> لكن هل لديك معلومات عن (وساطة) سعودية محددة بينهما؟

ـ لا.. ليس لدي أية معلومات عن وساطة من هذا القبيل، زيارة خادم الحرمين الشريفين لباكستان والهند ـ لا شك ـ انها ستساعد في تهيئة الأجواء المناسبة، وخادم الحرمين في حواره مع القناة الهندية، أبدى رغبة ان يكون هناك حوار جاد وحلول سلمية بين البلدين.