3 أعضاء في إحدى حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور يعتدون على زميلين لهم بالضرب في مفاوضات أبوجا

وصفه وسطاء السلام بأنه اعتداء «همجي» يفاقم من التوترات العرقية

TT

ضرب ثلاثة اعضاء في احدى حركتي التمرد الرئيسيتين في اقليم دارفور بالسودان زميلين لهما اعضاء في وفد الحركة في محادثات السلام في نيجيريا في حادث وصفه وسطاء بأنه اعتداء «همجي» يفاقم من التوترات العرقية في الاقليم.

وينتمي المهاجمون والاثنان اللذان تعرضا للضرب لحركة العدالة والمساواة، احدى حركتي التمرد اللتين تجريان محادثات مع الحكومة في العاصمة النيجيرية أبوجا في محاولة لانهاء اراقة دماء مستمرة منذ ثلاثة أعوام في دارفور.

وقال الاتحاد الافريقي «ان نيران الكراهية العرقية التي أذكاها هذا الحادث المؤسف لا يمكن الا ان تؤثر بالسلب على بنيان السلام كله الذي يجرى تشييده بشق الانفس في ابوجا». وحذر الاتحاد الافريقي ايضا من أن الحادث قد يؤثر على الوضع في دارفور.

ووقع الحادث يوم السبت الماضي عندما دخل اعضاء حركة العدالة والمساواة الثلاثة غرفة رجل وامرأة من الجماعة نفسها في فندق وضربوهما بشدة. ونقل الرجل والمرأة الى المستشفى لكنهما غادراه الآن وعادا الى الفندق.

ونتج حادث الاعتداء عن تنافسات عرقية معقدة وتبدل التحالفات في صفوف المتمردين عرقلت الجهود الرامية لانهاء الصراع في دارفور.

وينتمي الاثنان اللذان تعرضا للاعتداء في المحادثات للعرب العرقيين، واعترضا على تحالف أعلنته قيادة حركة العدالة والمساواة في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي مع فصيل في جيش تحرير السودان يتزعمه ميني اركوا ميناوي، حسب ما جاء في تقرير لرويترز.

وينتمي كل من ميناوي وخليل ابراهيم زعيم حركة العدالة والمساواة الى جماعة الزغاوة العرقية. وزعم عضوا الوفد العربيان أن للتحالف الجديد دوافع عرقية. وقالا انهما قد ينسحبان من حركة العدالة والمساواة لينضما الى جيش تحرير السودان الذي يتزعمه عبد الواحد محمد النور. وينتمي النور الى قبيلة الفور كبرى القبائل غير العربية في دارفور.

والخلاف المستمر منذ فترة طويلة بين النور وميناوي وكلاهما يدعي أنه زعيم جيش تحرير السودان كان أحد العقبات الكبرى في محادثات السلام في أبوجا.

ورفض رئيس وفد حركة العدالة والمساواة المفاوض في أبوجا التعليق على الحادث بينما لم يتسن الاتصال على الفور بزعماء جيش تحرير السودان للحصول على تعليق.

وفي نفس الوقت، كشفت الامم المتحدة امس عن مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية والحركات المسلحة في دارفور في منطقة «نرتتي»، ولكنها لم تقدم تفاصيل حول المواجهات، في وقت طلب وفد الحكومة المفاوض في ابوجا رسميا من الاتحاد الافريقي نقل رئاسة اللجنة المشتركة لوقف اطلاق النار بين الحكومة والحركات المسلحة والتي يتولاها ممثل دولة تشاد في المفاوضات من انجمينا الى مدينة «لفاشر» كبرى مدن الاقليم المضطرب. ووصفت راضية عاشوري الناطقة باسم البعثة الخاصة للامم المتحدة في السودان في مؤتمر صحافي عقدته في الخرطوم امس الاوضاع في دارفور بانها «سيئة للغاية»، وقالت ان اعمال النهب والسلب والعنف ضد المرأة وهجوم المليشيا على القرى مستمر، خاصة حول منطقة جبل مرة، وذكرت مواجهات مسلحة وقعت اول من امس في منطقة نرتتي في جبل مرة بين قوات الجيش الحكومي والحركات المسلحة، ولكنها لم تشأ ان تعطي التفاصيل.

وكشفت عاشوري ان الممثل الخاص للامم المتحدة للسودان بان برونك سيغادر الى ابوجا غدا لاجراء مباحثات لمدة ثلاثة ايام مع الطرفين المتفاوضين والوسطاء في الاتحاد الافريقي من اجل دفع عملية التفاوض التي ظلت متعثرة من اشهر.

الى ذلك، قال مصدر مسؤول بلجنة الترتيبات الأمنية والعسكرية في تصريحات صحافية ان الطلب يأتي بسبب مواقف تشاد الاخير تجاه السودان وذلك باعلانها الحرب عليه اضافة لرعايتها للحركات المسلحة ودعمها مما افقدها حيادها المطلوب للقيام بهذا الدور.