إجراءات أميركية شديدة ضد «حماس» تعزز مواقف اليمين في إسرائيل

تشريع قوانين لحجب الأموال ومطالبة بإغلاق مكاتب منظمة التحرير في واشنطن

TT

تجرى في الولايات المتحدة عدة نشاطات سياسية وبرلمانية ضد حركة حماس، تعزز مواقف اليمين الإسرائيلي السياسية المتطرفة ويستخدمها للضغط على الحكومة حتى تشدد مواقفها وتمتنع عن مقابلة قيادات في حماس. وقد ضرب رئيس الليكود، بنيامين نتنياهو، مثلا في استغلال هذه النشاطات، حيث قال في لقاء مع الناخبين في القدس المحتلة، صباح أمس: « أصدقاؤنا في الولايات المتحدة يقاطعون حماس ويتخذون اجراءات جادة ضدها، ورئيس حكومتنا (ايهود) أولمرت يبعث موظفيه للقائهم».

وكان اليمين الإسرائيلي قد حرص على اطلاع جمهوره على هذه النشاطات الأميركية أولا بأول، وابرزها نشاطان، هما: ـ مشروع قانون أعده عضوان في الكونغرس الأميركي عن ولاية فلوريدا، هما ايلانة روس لا تيران وتوم لانتوس، يتضمن عددا من الإجراءات المتشددة مثل اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن (صدر قرار كهذا قبل ثلاث سنوات لكن الرئيس جورج بوش لم يوقع عليه بعد)، وفرض قيود على المساعدات الأميركية التي تعطى بشكل مباشر الى السلطة الفلسطينية ومؤسساتها وبلدياتها وكل جهة فلسطينية تعمل تحت قيادة حماس أو من يمثلها، فحص اللجان الفرعية العاملة في الأمم المتحدة في موضوع القضية الفلسطينية والعمل على الغاء كل من ليس له ضرورة ملحة منها، وخصم قيمة المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة للفلسطينيين من أموال الدعم التي تقدمها الإدارة الأميركية للمنظمة الدولية، وتشديد القيود المفروضة على دخول عناصر من حماس الى الولايات المتحدة.

وفي ندوة عقدت في معهد واشنطن للأبحاث في قضايا الشرق الأوسط، أجمع متحدثون اساسيون فيها على أن فوز «حماس» أنشأ أوضاعا جديدة في المنطقة ضد اسرائيل ومصالحها، وقالوا ان خطة «خريطة الطريق» انتهت وإذا كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) قائدا ضعيفا لم يثبت جدارته في حمل أعباء المنصب ولذلك لم يكن شريكا مناسبا لاسرائيل في المسيرة السياسية، فإن حماس هي ناقوس خطر ولا تصلح لأن تكون بأي حال من الأحوال شريكا لعملية السلام. وشارك في الندوة مدير المعهد الرئيسي، روبرت ساتلوف، والمحاضر العامل في المعهد، دنيس روس، الذي عمل مستشارا للرئيس بيل كلينتون على مدار 8 سنوات ومبعوثه الخاص الى الشرق الأوسط، والعميد السابق في الجيش الاسرائيلي، مايكل هرتسوغ، السكرتير العسكري السابق لرئيس الوزراء الاسرائيلي، أرييل شارون، الذي يعمل حاليا باحثا ضيفا في معهد واشنطن.

وقال روس في الندوة، إن حماس «حركة عقائدية من شبه المستحيل أن تتغير، فبالنسبة لها يعتبر تعديل ميثاقها وتغيير المواقف المبدئية مثل عدم الاعتراف باسرائيل وتفكيك تنظيمها العسكري، مثل تغيير دينها الاسلامي، ولذلك فإنها لن تقدم عليه، وإذا بثت الآن بعض المواقف المعتدلة فإن ذلك سيكون ضربا من التكتيك المرحلي، الذي ستتراجع عنه هذه الحركة في أول فرصة تسنح لها.

وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بالوكالة، ايهود اولمرت، قد تطرق الى حماس بشكل غير مباشر في الليلة قبل الماضية عندما عرض لأول مرة على الجمهور أول 50 مرشحا على قائمة حزبه «كديما» (قدما) الانتخابية، فقال ان هذه النخبة هي التي ستقود اسرائيل في الدورة القادمة وستجابه التحديات بقوة وبحكمة، واضاف: «نحن لا نخاف شيئا، بما في ذلك التطورات الأخيرة في السلطة الفلسطينية وسنعرف كيف نواجه كل حالة في وقتها، اننا أقوياء كفاية لإعطاء الرد المفحم، ومعنا العالم كله».

اما حزب الليكود فقد غير شعار حملته الانتخابية ليلائم الوضع الجديد الناشيء بعد فوز حماس، وقال رئيسه بنيامين نتنياهو ان الليكود هو الأقوى في مجابهة هذه الحركة، بينما الحزبان المنافسان، «كديما» و«العمل»، يستعدان للرد على فوز حماس بالهرب من الضفة الغربية بواسطة «خطة فصل» على نمط خطة الانسحاب من قطاع غزة.