أولمرت يتعهد بترسيم الحدود النهائية لإسرائيل في غضون سنة أو سنتين

باراك يدرس إمكانية ترؤس حزب جديد.. والليكود يعد خطة لجرف أصوات اليهود الروس

TT

وعد ايهود اولمرت رئيس الحكومة الاسرائيلية بالوكالة وأقوى المرشحين للفوز برئاستها بعد الانتخابات المقبلة، بأن ينهي عملية ترسيم الحدود النهائية للدولة الاسرائيلية في غضون سنة أو سنتين من موعد تسلمه الحكومة.

وقال اولمرت، الذي كان يتحدث في احتفال رسمي عرض فيه قائمة بأسماء أول 50 مرشحا للانتخابات التشريعية المقررة في 28 مارس (اذار) المقبل، ان حزبه سيتولى قيادة شؤون الدولة بعد الانتخابات، لأن غالبية الشعب في اسرائيل تريد أن يقودها حزب وسط كبير ومسؤول وقوي. وقد وضع لنفسه هدفين أساسيين، الأول: رسم حدود نهائية تضمن ان تكون ذات أكثرية يهودية واضحة وراسخة (يقصد الانسحاب من جميع الأراضي المأهولة بالفلسطينيين في الضفة الغربية)، والثاني: العمل على سد الفوارق الاجتماعية الاقتصادية في المجتمع الاسرائيلي.

ووعد اولمرت ايضا باحقاق حقوق الأقليات سعيا وراء تحقيق المساواة للجميع واحداث اصلاحات في جهاز التعليم وفي نظام الحكم.

وكان اولمرت قد تعرض للانتقادات على هذه القائمة قبل الاعلان عنها لأنها لم تنتخب بشكل ديمقراطي، انما أعدها هو بنفسه (الحقيقة أنه أعدها سوية مع مستشاري رئيس الوزراء، أرييل شارون، الذين أبلغوا اولمرت باسماء المرشحين كما كان شارون ينوي ترتيبهم)، وانه حرص على ملئها بأسماء المقربين منه بدءا بالمحاضر الجامعي الذي قام بتدريسه في الجامعة حتى ابن صفه منذ أيام روضة الأطفال.

من جهة ثانية كشف النقاب عن جهود لإخراج ايهود باراك، رئيس الحكومة السابق ورئيس أركان الجيش الاسرائيلي الاسبق، من حزب العمل ووضعه على رأس حزب جديد في وسط الخريطة السياسية. والحزب الجديد يضم، حسب الاقتراح، كلا من حزب «شنوي»، الذي انشق على نفسه وتتنبأ له الاستطلاعات بالاختفاء عن الخريطة الحزبية بعد الانتخابات، وكذلك حزب «تفنيت»، الذي أسسه رئيس مجلس الأمن القومي في اسرائيل، العميد في جيش الاحتياط، عوزي ديان.

ونفى أحد أصدقاء باراك أن تكون هذه الإمكانية واردة، وقال انه مقتنع بأن باراك سيكون عضوا في الكنيست الجديد عن حزب العمل وليس غيره، بيد أن متابعين للشؤون الحزبية اعتبروا تسريب الخبر عن انتقال باراك الى الحزب الجديد، بمثابة محاولة يائسة من باراك للضغط على رئيس حزبه، عمير بيرتس، حتى يقبل بوضعه في مكان متقدم على لائحة الحزب الانتخابية.

أما في حزب العمل، فقد تجند عدد من الأدباء والشعراء اليهود المعروفين بتأييده، لكي يعيدوا الأصوات اليهودية الاشكنازية (أي اليهود من أصل أوروبي واميركي) التي برحت الحزب مع انتخاب عمير بيرتس لرئاسته. وقال الكاتب أ. ب. يهوشواع، أحد المبادرين للفكرة، ان هناك عددا كبيرا من أعضاء العمل صدموا لانتخاب بيرتس بعد ان هزم شيمعون بيريس برئاسة الحزب، وخافوا من تحويله الى اتحاد نقابات غير مقنع للجمهور وغير مجد. وقال ان الدوافع لدى هذه النوعية من أعضاء الحزب كانت موضوعية وليس بدافع التمييز العنصري. وفي كل الأحوال، فإن هؤلاء الأدباء، قرروا الاتصال بالناخبين فردا فردا لإقناعهم بضرورة العودة الى صفوف الحزب أو على الأقل التصويت له في الانتخابات، وأما في حزب الليكود، فقد وضع خطة لاجتياح اليهود الروس وكسب أكبر عدد ممكن من أصواتهم.

يذكر ان عدد اليهود الروس الذين قدموا الى اسرائيل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ابتداء من عام 1991، بلغ مليونا وخمسين ألف نسمة، وهم قادرون على ايصال 18 نائبا من مجموع 120 الى الكنيست. وقد قرر نصفهم لمن سيصوتون، وبقي النصف الآخر منهم الذي ما زال مترددا ولم يحسم أمره بعد لمن ينبغي أن يصوت. وقد جلب لهذه المهمة، خبير في الشؤون الانتخابية في روسيا، الكسي ستانيكوف، الذي كان قد أدار الحملة الانتخابية الناجحة في أوكرانيا، التي عرفت باسم «الثورة البرتقالية».

وضم نتنياهو الى طاقمه الانتخابي ايضا، خبيرا اسرائيليا في شؤون الروس، هو الذي أدار في حينه البرنامج الدعائي لرئيس الحكومة شارون، فجرف في الانتخابات الأخيرة ما يعادل 4– 5 مقاعد من اليهود الروس، وكذلك فعل في الانتخابات السابقة، عندما جلب 5 مقاعد من اليهود الروس في آخر لحظة.