سميرة الحلايقة: من مراسلة صحافية إلى نائبة عن «حماس» في «التشريعي» الفلسطيني

TT

حتى بعد خمسة أيام على معرفتها بفوزها في الانتخابات التشريعية ضمن قائمة «التغيير والاصلاح» التابعة لحركة حماس، لا تزال الصحافية سميرة الحلايقة (42 عاما)، تستقبل وفود المهنئين في بيتها في بلدة دورا قضاء الخليل، جنوب الضفة الغربية. الحلايقة وهي مديرة مكتب الراصد للصحافة والاعلام في الخليل عملت على مدى عقدين من الزمن مراسلة صحافية للعديد من وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية، وهي حاصلة على البكالوريوس في الشريعة الاسلامية. وتقول الحلايقة، وهي ام لستة اولاد، إنها ترددت في بادئ الأمر قبل الموافقة على الترشح للانتخابات بسبب ارتباطات العمل من جانب، وبسبب طبيعة اوضاع العائلة. فزوجها الصحافي محمد ونجلها البكر أنس الطالب في كلية الصحافة في جامعة النجاح معتقلان في سجن النقب الصحراوي، لكنها وافقت في النهاية على الترشح للانتخابات على أمل أن تساهم في تغيير الاوضاع للأحسن. وتشعر الحلايقة بالفخر من تحلي ابنائها بالمسؤولية. وتضيف: «كل واحد فيهم يحاول الاعتماد على نفسه ولا يكثرون من الطلبات كما كان الأمر في السابق». وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنها تجد في نفسها الكفاءة والقدرة على المساهمة في تغيير الاوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. وبالاضافة الى ما جاء في البرنامج لقائمة «الاصلاح والتغيير»، فإن الحلايقة تضع على رأس أولوياتها كمشرعة النهوض بالبرامج والخدمات الاجتماعية الخاصة بالمرأة والطفل والأسرة والتربية، الى جانب اصلاح برامج التعليم والمناهج الدراسية، وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني والمرافق الرياضية. واشارت الى أنها وزميلاتها عن حركة حماس وعن بقية الحركات الفلسطينية سيعملن على النهوض بوضع المرأة الفلسطينية، والعمل على ترجمة ثقلها في المجتمع في صورة تأثير على عملية صنع القرار السياسي الفلسطيني «بشكل حقيقي وليس من باب رفع العتب». واشارت الى أنه وعلى الرغم من التباين الذي يبدو للوهلة الأولى بين برنامج حركة حماس في المجال الاجتماعي والحركات الأخرى، الا ان هناك العديد من القواسم المشتركة التي تصلح لأن تكون قاعدة للعمل المشترك من اجل رفع شأن المرأة الفلسطينية. وتوضح الحلايقة أنها وزميلاتها سيعملن على سن القوانين التي تحافظ على مكانة المرأة، وذلك «بشرط الا تتصادم هذه القوانين وديننا الحنيف باعتباره المصدر الرئيسي في التشريع». وسرعان ما تضيق الحلايقة ذرعاً عندما تسأل عن مخاوف البعض من أن تلجأ حركة حماس الى تطبيق الشريعة الاسلامية بالقوة على النساء، وبالذات في كل ما يتعلق بالحجاب، وتقول إن حركة حماس ترفض فرض الحجاب بالقوة على المرأة، وتعتبر ان التعبير عن هذه المخاوف يدخل في اطار المزايدات الهادفة للتعريض بحركة حماس، ولا تعبر عن مخاوف حقيقية. وابدت خشيتها من أن تمثل هذه المزايدات بداية «اعلان حرب على الحجاب». وتشير الحلايقة الى ما يشير اليه كل المتحدثين باسم حركة حماس من أن المرأة الفلسطينية ليست بحاجة الى سن قوانين لفرض الحجاب، مشيرة الى أن الأغلبية الساحقة من النساء الفلسطينيات يرتدين الحجاب، بغض النظر عن انتماءاتهن السياسية. وتضيف «انصح الذين ينتهزون الفرص لمحاربة الحجاب والدين أن يستريحوا من عناء المواجهة لأنهم يعرفون ماذا يريدون من وراء هذه الإشاعات ويعلمون ان نهج حماس السليم وثقة الجماهير العالية هو الذي خولها للوصول الى سدة التشريعي». وتعي حلايقة حساسية الأوضاع التي تمر بها حركتها بعد فوزها المدوي وتدرك الحاجة للواقعية السياسية، وتقول «لقد أصبحنا وبشكل مفاجئ تحت المجهر المحلي والدولي ونحن مطالبون ان نكون حذرين في تصريحاتنا واقعيين في طرحنا مثاليين في تعاملنا».