مؤتمر ميونيخ للدفاع يناقش الملف النووي الإيراني والإرهاب وإصلاح «الأطلسي»

يشارك فيه وفد إيراني رفيع ووزراء دفاع أميركا وبريطانيا وروسيا وفرنسا وميركل وممثلون لـ50 دولة

TT

برلين ـ أ.ف.ب: يعقد اليوم في العاصمة الالمانية برلين مؤتمر حول الامن ومستقبل الحلف الاطلسي، وسيتطرق الى الملف النووي الايراني والإرهاب، ويستمر حتى بعد غد الاحد. وسيشهد المؤتمر مساهمة قد تكون لافتة للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل حول مسائل الدفاع. وسيحضر الى ميونيخ بهذه المناسبة وفد ايراني برئاسة كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي جواد وعيدي، كما سيكون وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ابرز ضيوف المؤتمر، الى جانب نظرائه الروسي سيرغي ايفانوف والبريطاني جون ريد والفرنسية ميشال آليو ماري.

وأوضح منظمو المؤتمر المنعقد رسميا حول موضوع «اوروبا والولايات المتحدة: ترميم الشراكة الاطلسية»، ان رامسفيلد، احد كبار صقور ادارة جورج بوش، سيتناول في مداخلة غدا أحد مواضيعه المفضلة وهو «الحرب على الارهاب»، التي تشنها الولايات المتحدة.

وستكون المبارزة الجارية بين ايران والاسرة الدولية بشأن برنامج طهران النووي في صلب اهتمامات المؤتمر. وينتظر حضور 300 مندوب عن 50 دولة بينهم 40 وزيرا الى فندق «بايريشر هوف» الفخم، للمشاركة في هذا اللقاء السنوي لكبار مسؤولي الدفاع في العالم، والذي يعقد لقاءه الثاني والاربعين، ويتولى تنظيمه هورست تلتشيك رئيس شركة «بوينغ المانيا»، الذي عمل مساعدا للمستشار الالماني السابق هلموت كول.

ومن الشخصيات التي ستحضر الى ميونيخ، أمين عام حلف شمال الاطلسي الهولندي ياب دي هوب شيفر، والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وسيبحث المشاركون من رسميين ومسؤولين عسكريين كبار ونواب وخبراء من منظار اطلسي في ثغرات نظام الامن العالمي، بدءا ببؤر النزاعات، وفي مقدمها نزاع الشرق الاوسط ولا سيما بعد فوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، الى جانب افغانستان والعراق وكوسوفو وافريقيا (دارفور وجمهورية الكونغو الديموقراطية).

كما سيتم التطرق الاحد الى دور روسيا في التوازن الاوروبي ودور آسيا في الامن العالمي.

وستعرض انغيلا ميركل المدعوة لافتتاح المؤتمر، رؤيتها للحلف الاطلسي في كلمة تلقيها صباح غد. ومن المنتظر أن تنصت واشنطن وباريس باهتمام بالغ الى هذه المداخلة، على ضوء التباعد في المقاربة بينهما وبين المانيا على هذا الصعيد. وان كانت ميركل رسمت منذ وصولها الى السلطة في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) خطوط السياسة الخارجية الالمانية، فحددت لها ركيزتين هما تأكيد الهوية الاوروبية والشراكة الاطلسية، غير انها قلما تطرقت الى الدفاع واعلن المتحدثون باسمها ان خطابها بهذا الصدد سيكون «مؤسسا».

ومن بين اللقاءات الثنائية الجانبية التي ستعقد على هامش المؤتمر، من المقرر ان تلتقي المستشارة كلا من رامسفيلد ورئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي، الذي خاض اخيرا صراعا عنيفا مع الكرملين بشأن امداد بلاده بالغاز. وثمة رؤيتان متناقضتان تتواجهان بشأن اصلاح الحلف الاطلسي، الذي سيكون محور قمة ريغا (لاتفيا) في نوفمبر (تشرين الثاني).

وتنص الرؤية الاميركية على وجوب أن يتحول الحلف الى منظمة دولية متعددة الادوار، تتراوح مهامها ما بين تقديم المساعدة والاغاثة بعد الزلازل، مثلما حصل في باكستان ومكافحة الارهاب.

وتم استطلاع بلدان مثل استراليا واليابان بشأن امكانية مساهمتهم في عمل الحلف الاطلسي.

اما النظرية الثانية، فتعتبر ان هذه المقاربة باهظة الكلفة وتدعو الى تعزيز الدفاع الاوروبي مشيرة الى ان الاتحاد الاوروبي اكثر قدرة على التدخل.

واوضحت اوساط آليو ماري انه «في مواجهة الرهانات الكبرى، يتحتم على القطبين الاميركي والاوروبي العمل معا. لكن الحلف الاطلسي، يجب الا يصبح المنتدى الوحيد للتشاور الاستراتيجي»، معتبرة «انه مهم جدا كحلف عسكري، ويجب ان ينجح في افغانستان وكوسوفو والا يشتت نفسه».