الشركات الألمانية تبقي على وجودها في العراق رغم أزمة الرهينتين

TT

كولونيا (المانيا) ـ ا.ف. ب : يؤكد خطف مهندسين ألمانيين في العراق الإرباك الذي تواجهه عدد من الشركات الالمانية في العراق تتنازعها رغبة في الاستفادة من السوق الواعدة في هذا البلد والمخاطر التي يواجهها الاجانب العاملون فيه.

وقال الخبير في الشرق الاوسط في الاتحاد الالماني لغرف التجارة والصناعة، يوخن كلاوسنيتزر، ان الشركات الالمانية تبقي على وجود لها في العراق رغم الاعتداءات وعمليات الخطف. وتعمل هذه الشركات خصوصا في اصلاح المحطات الكهربائية وتسليم معدات تقنية او طبية واقامة شبكة للهاتف الجوال. وتوظف معظم الشركات الالمانية أيدي عاملة محلية لضمان امن موظفيها. وقال كلاوسنيتزر ان ثلاثين المانيا فقط موجودون حاليا في العراق يعملون لحساب الشركات.

ويهدد خاطفو المهندسين الالمانيين اللذين عملا في شركة ساكسونيا (شرق) بقتلهما اذا واصلت الحكومة الالمانية رفض قطع علاقاتها مع بغداد. وهم يطلبون اغلاق السفارة الالمانية في بغداد ورحيل رجال الاعمال والمهندسين الالمان. الا ان الشركات الالمانية لا تريد تفويت الفرص المتاحة في سوق إعادة الإعمار العراقي الذي قدرت الامم المتحدة والبنك الدولي حجمه بحوالي 55 مليار دولار حتى 2007 .

ومنذ الخريف الماضي بدأت الحكومة الالمانية تضمن مجددا الصادرات الى العراق لتشجيع الشركات الالمانية على المشاركة في جهود اعادة الاعمار.

وكانت المانيا لفترة طويلة شريكة تجارية مهمة للعراق الذي بلغت قيمة صادراتها اليه في الثمانينات حوالي اربعة مليارات يورو سنويا. وبلغ حجم الصادرات الالمانية الى العراق العام الماضي اقل من 300 مليون يورو، بتراجع نسبته 25% بالمقارنة مع 2004 . وقال كلاوسنيتزر ان «هناك الكثير من النقاط الاساسية للشركات الالمانية التي تستطيع الاعتماد عليها لان الكثير من المصانع انشئت في الثمانينات من قبل المان». وقال غالان خلوصي رئيس الجمعية الالمانية العراقية للشركات المتوسطة (ميدان) التي تشجع على ابرام عقود بين الشركات الالمانية والعراقية ان «الكثير من الشركات الالمانية تغادر العراق لكن شركات اخرى تصل» الى هذا البلد.

وتعقد هذه الجمعية اجتماعا خلال الاسبوع الجاري في كولونيا (غرب) بمشاركة حوالي 150 من الشركاء التجاريين العراقيين المحتملين الذين تم انتقاؤهم، وشركات المانية. وقال خلوصي الذي يقف وراء مبادرة «بغداد على الراين»: «نعمل على استقدام العراقيين الى كولونيا حتى لا يضطر الالمان للذهاب الى العراق».