الناتو والأمم المتحدة في انتظار قرار إيجابي من البرلمان الهولندي بشأن إرسال قوات إلى أفغانستان

هولندا: عمال النظافة عثروا على معلومات عسكرية حول هذا الملف

TT

كل الدلائل تشير الى ان البرلمان الهولندي سوف يصوت لصالح قرار بارسال قوات هولندية الى افغانستان للانضمام الى مهمة لحلف شمال الاطلسي هناك، خلال جلسة انعقدت امس، وقد نجح التيار المساند لارسال تلك القوات داخل البرلمان في الحصول على دعم من اغلبية الاعضاء، خاصة في اعقاب الموقف الايجابي من جانب حزب العمل المعارض، ثاني اكبر الاحزاب داخل البرلمان، الذي اعلن اول من امس ان غالبية اعضائه يؤيدون ارسال قوات الى ارزوغان في جنوب افغانستان. كما اعلن حزب الديمقراطي 66 المعارض لهذا الملف، انه تراجع عن عزمه السعي لاسقاط الحكومة، في حال اقرار البرلمان ارسال تلك القوات. ويأتي انطلاق مناقشات البرلمان الهولندي امس الخميس، حول ملف ارسال قوات اضافية هولندية قوامها 1400 جندي الى منطقة ارزوغان في جنوب افغانستان، بعد ان احالته الحكومة الى المؤسسة التشريعية لاتخاذ قرار، بعد ان حصل على تأييد ودعم معظم اعضاء الحكومة، ما عدا وزيري حزب الديمقراطي 66، وهو حزب صغير يشارك في الائتلاف الحكومي الحالي برئاسة بيتر بالكينيند، ويعارض الحزب ارسال تلك القوات من منطلق مخاوف أمنية، في اعقاب نشر تقارير لاجهزة الاستخبارات الهولندية، تشير الى المخاطر الأمنية في جنوب افغانستان. وتأتي مناقشات اعضاء البرلمان في اعقاب جلسات استماع عقدها اعضاء المجلس، وحضرها عدد من الخبراء والمتخصصين والمسؤولين الحكوميين من داخل وخارج هولندا، لاعطاء المجلس التشريعي معلومات حول الظروف التي سوف يتواجد فيها افراد القوات الهولندية.

وكان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان قد طالب هولندا باتخاذ قرار ايجابي بشأن ارسال قوات اضافية الى افغانستان، وجاء ذلك في اعقاب جلسة محادثات عقدها انان مع رئيس الحكومة الهولندية مساء الاثنين الماضي، في طريقه الى لندن للمشاركة في اعمال مؤتمر لمساعدة افغانستان، تحتضته العاصمة البريطانية، وشهد مطالبة رئيس الوزراء توني بلير من لاهاي ارسال قواتها الى افغانستان. من جانبه قال الرئيس الافغاني حامد كرزاي، ان هولندا لا يمكن ان تقف بعيدا عن الجهود التي تبذل حاليا في افغانستان، في اطار ملاحقة فلول الارهاب والقضاء عليه. كما سبق وطالب الامين العام للحلف الاطلسي (الناتو) ديهوب شخيفر، من الحكومة الهولندية ان تسارع باتخاذ قرار بشأن ارسال القوات الهولندية الى افغانستان، للانضمام الى القوات الاطلسية هناك والمشاركة في المهمة الجديدة، التي ينوي الحلف الاطلسي القيام بها خلال العام الحالي، حيث من المقرر ان يتولى الاشراف الأمني شبه الكامل على المناطق الافغانية، ويتيح بذلك الفرصة للولايات المتحدة الاميركية ان تسحب عددا كبيرا من جنودها من المناطق الجنوبية لافغانستان. يذكر ان هولندا تتعرض لضغوط خارجية منذ فترة للموافقة على ارسال قواتها الى افغانستان، خاصة في اعقاب موافقة عدد من الدول الاخرى على ارسال قوات اضافية للمشاركة ضمن مهمة الاطلسي، ومنها بلجيكا الدولة الجارة، بالاضافة الى الدنمارك واخيرا وافقت بريطانيا على ارسال 3300 جندي الى منطقة هلمان الجنوبية المتاخمة لمنطقة ارزوغان، التي من المفترض ان تتمركز فيها القوات الهولندية. استطلاع للرأي نشرت نتائجه أخيرا في هولندا، اشار الى ان اكثر من نصف الهولنديين يرفضون ارسال قوات الى جنوب افغانستان، ويرى 32%، ممن شملهم الاستطلاع ان عدم ارسال تلك القوات سوف يلحق اضرارا بهولندا وسمعتها، ولكن 57% ممن شملهم الاستطلاع لا يرون ذلك ويفضلون عدم ارسال القوات الاضافية الى منطقة تواجه مخاطر أمنية.

وبالتزامن مع ذلك، عثر عمال النظافة في هولندا، على معلومات عسكرية مهمة تتعلق بخطة للحكومة الهولندية لارسال قوات اضافية الى افغانستان، وتأمين مقر وزارة الدفاع، حصلت عليها اسرة تحرير نشرة الاخبار باحدى محطات التلفزة الهولندية «ار تي ال»، وقالت المحطة ان عمال النظافة عثروا على تلك المعلومات داخل ظرف اثناء تنظيف سيارة كان قد استأجرها ضابط في الجيش الهولندي، عاد من افغانستان أخيرا، بعد ان امضى هناك خمسة اشهر في مكان تمركز قوة هولندية بالقرب من مطار كابل. واضافت محطة التلفزة ان الظرف كان يتضمن معلومات وارقام هواتف عدد من الشخصيات المهمة ومعلومات حول الحراسة والنواحي الأمنية المتعلقة بتأمين مبنى وزارة الدفاع وكبار العاملين فيه. وتعتبر تلك هي المرة الثانية خلال شهر واحد، التي يتم فيها الاعلان عن العثور على معلومات أمنية مهمة وسرية، فقد اعلن في مطلع الشهر الماضي عن العثور على معلومات مهمة تتعلق بعمل جهاز الاستخبارات.