نقاش حول تعريف الكواكب بعد اكتشاف جسم اعتبر عاشر كوكب في النظام الشمسي

اكتشاف «القزم الجليدي» المسمى مؤقتاً «ليلى» يهدد نظرية الكواكب التسعة

TT

ظل علماء الفلك مختلفين حول ما يمكن اعتباره كوكبا خلال السنوات الأخيرة، لكن قد يكون هناك قرار قريب في الأفق بهذا الشأن، بعد ان تم اكتشاف جسم جديد في يوليو (تموز) 2005 يقع عند حافة النظام الشمسي، واتضح أنه أكبر من الكوكب بلوتون.

وإذا كان بلوتون كوكبا، فإن الجسم، الذي منح مؤقتاً اسم «2300 يو بي 313»، ويزيد حجمه عن بلوتون بـ30% هو الكوكب العاشر في المجموعة الشمسية. لكن إذا أسقط بلوتون من قائمة الكواكب، فإنه سيكون هناك ثمانية كواكب فقط في النظام الشمسي هي: عطارد والزهرة والارض والمريخ والمشتري وزحل واورانوس ونبتون.

وفي كلتا الحالتين، فإن فكرة وجود 9 كواكب في النظام الشمسي، وهي المعلومة التي ظلت تدرس للتلاميذ، مهددة بالزوال.

وقال العالم الفلكي فرانك برتولدي من جامعة ألمانيا في بون: «من وجهة نظري يجب الإبقاء على بلوتون باعتباره كوكبا لأسباب تاريخية، وإلا فإن طلبة المدارس الصغار سيصيبهم قدر من التشوش والارتباك. كل جسم أكبر من بلوتون يجب اعتباره كوكبا».

وقاد برتولدي فريق بحث بهدف قياس درجات الحرارة على سطح «2300 يو بي 313»، لتأكيد أن هذا «القزم الجليدي» الذي يبعد 14.5 مليون كيلومتر عن الشمس، يصل قطره إلى 2897 كيلومتراً، بينما يبلغ قطر بلوتون نحو 2221 كيلومتراً. وكلاهما ليس كبيرا، اذ ان قطر القمر الخاص بالأرض هو 3476 كيلومتراً.

واعتقد علماء الفلك أن «2300 يو بي 313»، هو على الأقل بنفس حجم بلوتون، وربما أكبر عندما قاس مكتشفوه درجة إضاءته في الصيف الماضي. وأي جسم بعيد لا يمكن أن يكون براقا مثله، إذا كان أصغر من بلوتون.

لكنهم «لم يعرفوا كم هو حجمه، وما إذا كان أكبر من كوكب عطارد»، حسبما قال الفلكي سكوت شبرد من معهد كارنيجي بواشنطن، والذي نشر مقالة في مجلة «نيتشر» عن هذا الموضوع.

ولتحديد حجم «2300 يو بي 313» احتاج الفلكيون ألا يعرفوا فقط درجة بريقه، بل مدى انعكاس الضوء عنه، أي كم من ضوء الشمس ينعكس عن سطحه. وقال شبرد: «الجسم الصغير مع انعكاس للضوء عال على سطحه يكون براقا مثل أي جسم كبير ذي انعكاس ضوئي منخفض».

ولتحديد درجة انعكاس الضوء قام فريق برتولدي باستخدام تلسكوب يعمل بالموجات في جبال اسبانيا لفحص الجسم «2300 يو بي 313» من حيث طول موجاته الحرارية القريبة من الأشعة دون الحمراء، وغير المرئية للعين المجردة. وهناك يمكن قياس «توقيعها الحراري»، ويطرح من كمية ضوء الشمس التي تصله. والفارق هو درجة الانعكاس.

وقال برتولدي في مقابلة هاتفية: «لقد أخذنا مقياسين اثنين وحصلنا على نتائج واحدة. لقد قمنا بذلك مرات كثيرة خلال السنوات السابقة وهي طريقة مضمونة لقياس أي جسم في الفضاء» عندما يكون الجسم صغيرا جدا او بعيدا جدا لتحليله بسهولة بواسطة تلسكوب بصري تقليدي.

وكان فريق من الباحثين يقودهم مايكل براون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، قد اصدروا تقريرا عن اكتشاف «2300 يو بي 313» في الصيف الماضي. وهو أبعد جسم تمت مشاهدته في النظام الشمسي، وهو عبارة عن كرة مغطاة بالمياه وثلج الميثان ويدور حول الشمس بطريقة غريبة بمدار يبلغ 44 درجة عن السطح، الذي توجه فيه معظم الكواكب.

وأعطى براون لهذا الجسم اسم «ليلى» المماثل لاسم ابنته، لكن إطلاق تسمية ثابتة عليه ما زالت تنتظر قرارا من «الوحدة الفلكية الدولية»، التي تحاول أيضا تحديد كيفية تعريف ما تعنيه كلمة «كوكب».

ويتفق عدد من الفلكيين مع برتولدي، الذي يقول إنه يجب إبقاء اعتبار بلوتون كوكبا، بينما هناك آخرون يقولون إن بلوتون و«2300 يو بي 313»، وكل الأجسام الموجودة في «حزام كويبر»، والواقعة ما وراء كوكب نبتون ليست كواكب وانما أجسام صغيرة تنتمي إلى مجموعة أصغر حجما (يمكن تسميتها بالأقزام الجليدية) فهي تختلف عن الكواكب الترابية الموجودة ضمن النظام الشمسي الداخلي، ومن بينها الأرض وعن الكواكب الموجودة ضمن النظام الشمسي الخارجي التي هي أجسام «عملاقة غازية» مثل المشتري ونبتون. وليس هناك أي تقدم لطرف ما على الآخر في النقاش. وقال براون في المقابلة الهاتفية: «حتى يقرروا ما إذا كان «2300 يو بي 313» كوكبا أم لا، فإننا لا نعرف ماذا نسميه. وقد يستمر هذا الوضع لسنوات».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)