إنفلونزا الطيور: الاشتباه في إصابة جديدة في العراق وحالة طوارئ في الجزائر تهبط أسعار اللحوم البيضاء

TT

أعلنت مصادر طبية أمس، عن الاشتباه في اصابة بشرية جديدة بمرض انفلونزا الطيور في شمال العراق، في وقت اكدت منظمة الصحة العالمية خلو سورية من المرض. وبعيداً، الى الجانب الغربي من الوطن العربي، شكلت الحكومة الجزائرية لجنة وزارية لمتابعة ملف انفلونزا الطيور، الذي أثار حالة قلق إثر انتشار خبر إصابة أربعة أشخاص به.

فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مستشفى السليمانية العام بشمال العراق، قوله إنه تم إدخال مريض الى المستشفى الليلة قبل الماضية، بعد الاشتباه في اصابته بالمرض. وأوضح المصدر ان «المريض يدعى حسين صالح، 48 عاما، ويعمل في مجزرة بازيان، التي تقع على بعد 40 كلم جنوب السليمانية، والمتخصصة بذبح الدجاج بإشراف وزارتي الزراعة والصحة». واضاف المصدر ان «المريض كان عمله في المجزرة، يقتصر على انزال الدجاج الحي من المركبات الواصلة الى مجزرة اي انه يلامس الدجاج باليد».

وكان وزير الصحة العراقي عبد المطلب محمد علي، أعلن الاثنين ان الفتاة التي توفيت في اقليم كردستان في 17 يناير (كانون الثاني) الماضي، قضت نتيجة اصابتها بانفلونزا الطيور. والفتاة تدعى شجين عبد القادر، 14 عاما، وكانت تسكن في منطقة قرب رانية على الحدود العراقية التركية الايرانية، وبينت التحليل انها اصيبت بفيروس «اتش5ان1» القاتل. وكان حمة سور، 40 عاما، خال الفتاة شجين توفي ايضا، الا انه لم يتأكد بعد ان كان مصابا بالمرض نفسه. واول من امس، نقلت مريضة جديدة الى مستشفى السليمانية تدعى مريم قادر من المنطقة، التي توفيت فيها شجين، الا ان التحاليل لم تثبت حتى الآن اصابتها بانفلونزا الطيور. وقررت حكومة السليمانية في اقليم كردستان الاحد الماضي، ذبح كل الطيور والدواجن في المنطقة الحدودية، بعد توصيات من لجنة مكافحة مرض انفلونزا الطيور في الاقليم.

وفي سورية، اعلن ممثلون عن منظمة الصحة العالمية امس، عدم رصد أي إصابة بالمرض،، إثر جولة ميدانية قام بها فريق خبراء من المنظمة. وأعلن ممثل المنظمة المقيم في سورية فؤاد مجلد خلال مؤتمر صحافي في دمشق عن «خلو سورية من أي اصابة مؤكدة او مشتبهة بمرض انفلونزا الطيور بين البشر او الطيور». وقال إن خبراء من منظمة الصحة قاموا في الأيام الأخيرة بجولة في اربع محافظات شمال سورية لتقييم الوضع، وتأكدوا من خلو محافظات اللاذقية وأدلب وحلب والرقة والحسكة ومناطق أخرى محاذية لتركيا من هذا الفيروس. وقد عززت سورية الإجراءات الوقائية ضد هذا المرض خشية ان ينتقل اليها من تركيا أو العراق المجاورين. وتضمنت الإجراءات إغلاق اسواق الدواجن ومنع الصيد واي استيراد للدواجن والمنتجات المشتقة.

وفي الجزائر، أعلنت الحكومة تشكيل لجنة من 12 دائرة وزارية لمتابعة ملف انفلونزا الطيور، إثر انتشار خبر إصابة أربعة أشخاص به غرب البلاد. وتسببت هذه الحالة بانهيار أسعار الدجاج، بينما وجد محدودو الدخل فرصة نادرة لاستهلاك لحم الطيور. وبثت الإذاعة الحكومية أمس أن مجلس الوزراء قرر في اجتماعه أول من أمس، استحداث لجنة تشترك فيها مصالح 12 وزارة تحسبا لأي طارئ قد يحدث بسبب مرض إنفلونزا الطيور. وذكر المصدر نفسه أن رئيس الحكومة أحمد أو يحيى وضع اللجنة تحت إشراف وزير الصحة والسكان عمار تو، ومهمتها تعزيز حملة للتنبيه الى خطورة المرض عن طريق وسائل الإعلام، وفي المدارس والمساجد. وأوكلت للجنة، بحسب الإذاعة، مهمة «وضع جهاز وطني يضم كل السلطات المعنية المدنية والعسكرية لتعزيز آلية الرصد والإعداد لوسائل التدخل السريع في حالة ظهور أعراض المرض».

وتفقد وزير الصحة أول أمس ولاية وهران (430 كلم غرب العاصمة)، للتأكد من صحة خبر إصابة اربعة أشخاص من عائلة واحدة بداء إنفلونزا الطيور. وقال الوزير في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، إن التحاليل التي خضع لها هؤلاء الأشخاص، «أكدت عدم إصابتهم بإنفلونزا الطيور، فالأمر يتعلق بإصابة بمرض ليبتوستيروز الناجم عن شرب مياه بئر ملوث بفضلات القوارض». وأفاد بيان للحكومة بأن مصالح الوقاية من الأمراض «اتخذت تدابير وقائية بناء على تنبيهات من منظمة الصحة العالمية، بخصوص مرض إنفلونزا الطيور». وكشفت عن إجراءات عاجلة أطلقتها في الميدان للوقاية من المرض، منها تحسيس مربي الدواجن بخطورة المرض وتطهير أماكن تربية الدواجن، ومنع استيراد الطيور، وتطهير السفن والطائرات الآتية من بلدان تواجه خطر الإصابة بالمرض. وأعلن بيان الحكومة تلقيح أكثر من 900 ألف شخص مسن ضد الزكام، وإقامة شبكة للمراقبة الصحية في ولايات الجزائر العاصمة وبسكرة والشلف وقسنطينة وسطيف ووهران. وكشف عن تخصيص مبلغ يزيد عن 10 ملايين دولار لشراء الادوية اللازمة للوقاية من المرض، وتقديم طلبية لشراء 6.5 مليون وحدة علاجية. ونقل بيان الحكومة «ارتياح السلطات للتدابير الوقائية التي سبق اتخاذها»، مشيرا إلى «عدم تسجيل أية أعراض تؤكد الإصابة بهذا المرض سواء بالنسبة الى الحيوانات أو الأشخاص». ودعت الحكومة الجزائريين إلى «اليقظة أكثر من أي وقت مضى أمام انتشار أنفلونزا الطيور في بلدان قريبة من الجزائر التي توجد بينها حركة معتبرة للسلع والأشخاص». وتسببت حالة الهلع التي انتابت قطاعا واسعا من الجزائريين، في عزوفهم عن تناول لحم الدواجن ما تسبب في انهيار أسعار الدجاج، وخلت المطاعم المتخصصة في طبخ الدجاج المحمر والمشوي على الجمر من الزبائن، خاصة في المناطق المعروفة بتردد عشرات الأشخاص عليها يوميا، مثل الدرارية بالضاحية الغربية للعاصمة أو حي الديار الخمس بالضاحية الشرقية. وإذا كان تجار الدجاج قد تضرروا من حالة الخوف، فإن الأشخاص محدودي الدخل وجدوا فرصة في الإقبال على هذه المادة التي عادة ما يستهلكونها في المناسبات الدينية، مثل الاحتفال بالمولد النبوي ورأس السنة الهجرية وعاشوراء.