طالب سعودي في جامعة عين شمس بين الضحايا

كان زملاؤه في انتظار هداياه

TT

اليوم هو بداية ايام الدراسة في جامعات مصر، ومنها جامعة عين شمس التي كانت مدرجات كلية الأسنان فيها تنتظر شابا سعوديا عائدا إليها بالفرحة، محملا بالهدايا التذكارية إلى زملائه المصريين في الجامعة، لكن الخبر الصاعق ألجم الجميع، فقد كان الشاب ضمن غرقى الباخرة في عرض البحر الأحمر.

يقول وليد محمود، الطالب بالفرقة الثانية كلية طب أسنان في جامعة عين شمس، عن زميله فهد مسعود الربيعي «حتى الآن لم أصدق ما حدث، ولا أصدق أنني لن التقي بفهد بعد اليوم، لقد كان حنونا وطيبا ومتدينا، وكان دائما يحكي لنا عن أصدقائه وأهله في جدة، وكيف أن لشهر رمضان طعما خاصا هناك». وليد محمود تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن الأشياء الخاصة التي تركها فهد لديه قبل سفره إلى المملكة، وقال «كانت آخر كلماته لي ـ عندما أعود سوف آخذها منك ـ، وهي عبارة عن بعض الكتب والمراجع الطبية، مدون عليها اسمه، بالإضافة إلى زجاجة من العطر العربي الخاص به، والتي كان يحملها في جيبه، ويضع منها قطرات على أيدي كل من يقابله، وقد كانت تنتشر داخل قاعات المحاضرات». ويتابع وليد محمود كلامه «قلت له قبل سفره: أعطني الزجاجة حتى يظل معي العطر وتحضر، فابتسم وقال لي سوف أحضر لك عبوة عائلية». وجاء اسم فهد ضمن قائمة الغرقى التي أعلنتها وزارة الداخلية السعودية، وهو شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، وكان قدره أن يسافر لأول مرة عبر البحر، بصحبة والدته، التي يمنيها بجولات سياحية في القاهرة والإسكندرية، وقد قرر أخذ سيارته معه هذه المرة للتنقل بين سكنه والكلية، لكنه لم يهنأ بها ولم تهنأ والدته بالسياحة مع ابنها في مصر.