ميركل تشبه الرئيس الإيراني بهتلر وتدعو العالم للتحرك ضده

سترو يحذر من إجراءات «لا مفر منها» ضد طهران.. وباريس تطلب منها الإذعان لمطالب الوكالة

TT

توحدت الدول الغربية امس في رد فعلها على احالة طهران الى مجلس الامن الدولي، اذ رحبت اوروبا واميركا بالخطوة، واكدتا ان القرار يرسل رسالة واضحة غير ملتبسة الى حكومة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. غير ان رد الفعل الاقوى جاء من المانيا، اذ شبهت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بأدولف هتلر. وقالت ان العالم يجب أن يتحرك الان «لمنعه قبل ان تتمكن بلاده من انتاج قنبلة نووية». وقالت ميركل في كلمة أمام كبار صناع السياسة في العالم في مؤتمر ميونيخ السنوي حول الامن امس «نحن نريد ويجب علينا منع ايران من تطوير برنامجها النووي أكثر من ذلك». وأضافت في اشارة الى صعود هتلر في الثلاثينات «الان نرى أنه كانت هناك فترات كان في مقدورنا ان نتحرك فيها بشكل مختلف. ولهذا السبب فان ألمانيا ملزمة بأن توضح لايران ما هو مباح وما هو محظور». وخصت ميركل التي كانت تتحدث أمام جمهور ضم وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الرئيس الايراني أحمدي نجاد بكلمات قاسية. وقالت «ايران تجاوزت الخطوط الحمراء بشكل صارخ.. أقول هذا كمستشارة ألمانيا. ان رئيسا يجادل في حق اسرائيل في الوجود ورئيسا ينكر المحارق النازية لا يمكنه أن يتوقع أن يلقى أي تسامح من ألمانيا». وأضافت أن ايران تشكل تهديدا لاوروبا ولاسرائيل أيضا. لكنها أوضحت أيضا أن الدبلوماسية لا العمل العسكري هي السبيل للتعامل مع ذلك التهديد. وقالت «لا بد من استنفاد الوسائل الدبلوماسية. يجب أن نحتفظ بهدوء أعصابنا ونمضي خطوة خطوة». ومن ناحيته، قال رامسفيلد الذي تحدث بعد ميركل عن تأييده للحلول الدبلوماسية لكنه قال ان البرنامج النووي الايراني يشكل تهديدا خطيرا. وأضاف أن «النظام الايراني اليوم هو أكبر راع للارهاب في العالم... العالم لا يريد ايران نووية ويجب أن يتعاون لمنع ذلك». وتبذل واشنطن أقصى الجهود الممكنة لضمان عدم انتشار أسلحة دمار شامل فى العالم، واحتمال وصولها الى جماعات متطرفة، وهو ما وصفه رامسفيلد بأنه سيناريو مرعب. وقال «سيتغير العالم بين عشية وضحاها اذا تمكنت حفنة من الارهابيين من الحصول على سلاح كيماوي أو بيولوجي أو اشعاعي واطلاقه». ووصف رامسفيلد ايران التي يشتبه كل من الاتحاد الاوروبي وواشنطن في انها تطور أسلحة نووية تحت ستار برنامج سلمي للطاقة الذرية بانها أسوأ الراعين للارهاب على ظهر الارض.

وفي جلسة النقاش التي أعقبت كلمة ميركل، قال عباس ارغشي نائب وزير الخارجية الايراني ان بلاده لن تسمح بالتفتيش المفاجئ لمنشآتها النووية الذي يقوم به مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية وستعجل ببرنامج تخصيب اليورانيوم اذا رفعت تقارير بشأنها لمجلس الامن.

وفي لندن، قال جاك سترو وزير الخارجية البريطاني إن ايران ما زال يمكنها تفادي اتخاذ مجلس الامن اجراءات اذا علقت برنامجها لتخصيب اليورانيوم والتزمت بتعهداتها الدولية. وقال سترو في بيان امس «ما زال امام ايران فرصة حاسمة من الان وحتى اجتماع مجلس امناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مارس (اذار) للاذعان لهذا القرار الاخير باستئناف التعليق الكامل لانشطتها المتعلقة بعمليات التخصيب والمعالجة واتخاذ الخطوات المطلوبة للرد على كل اسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وقال «والا فلا مناص تقريبا من قرارات مجلس الامن». ورحب سترو «بالتصويت الواسع لمصلحة هذا القرار» داخل الوكالة. واكد الوزير البريطاني ان «هذا الامر يؤشر الى تصميم المجتمع الدولي على منع انتشار الاسلحة النووية في الشرق الاوسط»، لافتا الى تصويت «ذي دلالة».

كما ابدت الولايات المتحدة رضاها عن قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرة ان الوكالة وجهت بذلك رسالة «واضحة وغير ملتبسة» الى طهران. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك لوكالة الصحافة الفرنسية ان «التصويت اليوم يوجه الى ايران رسالة واضحة وغير ملتبسة بوجوب الامتثال لالتزاماتها الدولية وتأخذ نداء المجتمع الدولي في الاعتبار».

وفي مونتريال رحبت كندا بالقرار. وقالت السلطات الكندية في بيان «اننا نحث ايران على الاستماع الى دعوات المجتمع الدولي الذي يطالبها بتعليق تام لكافة انشطة تخصيب اليورانيوم (..) واعادة بناء الثقة التي فقدتها بسبب عدم احترامها لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي». وأضافت «ان قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مناسب ونشجع ايران بقوة على اغتنام الفرصة المتاحة لها لتطبيق اجراءات الشفافية المنشودة دون تأخير والتعاون بنشاط مع الوكالة».

كما رحب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بالقرار، وقالت كريستينا غالاش ان سولانا «يرحب بالقرار الذي اتخذه اليوم مجلس الامناء». وأضافت ان هذا القرار «يبعث باشارة واضحة لايران لكي تمتثل لطلبات المجتمع الدولي لجهة التعاون الكامل مع الوكالة الذرية».

اما حليفا ايران الاساسيان في اوروبا فرنسا وروسيا، فقد اتخذا الموقف نفسه، اذ دعا وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي طهران الى الاذعان لمطالب وكالة الطاقة والى «التعليق الكامل لانشطتها» النووية، مرحبا برفع الملف الايراني الى مجلس الامن الدولي الذي يعكس «حزم» المجتمع الدولي. وقال الوزير الفرنسي «آسف لرد الفعل الايراني لان الفرصة اعطيت لايران لتبديد القلق الذي يعبر عنه المجتمع الدولي عبر العودة الى التعليق الكامل لانشطتها». وطلب من طهران ايضا التعاون «الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لافساح المجال لاستئناف المفاوضات» مع الترويكا الاوروبية التي تضم المانيا وفرنسا وبريطانيا. واعتبر دوست بلازي ان رفع الملف الايراني الى مجلس الامن «يعكس حزم المجتمع الدولي والتفاهم الواسع داخله». وأضاف «انا راض عن تبني مجلس امناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية للقرار الذي قدمناه مع الالمان والبريطانيين والذي حظي خصوصا بدعم الولايات المتحدة وروسيا والصين».

كما اعربت وزارة الخارجية الروسية عن ارتياحها للقرار، لكنها شددت على ضرورة اتباع النهج الدبلوماسي مع طهران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ميخائيل كامينين في تصريح نقلته وكالة ايتار تاس ان روسيا «مرتاحة لقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلق بالمشكلة النووية الايرانية». واضاف ان القرار «يعبر عن تطلع الوكالة الى مواصلة استخدام الوسائل الدبلوماسية مع ايران بهدف اقناعها بالعودة الى تجميد» برنامجها النووي.