هدوء حذر في الجنوب اللبناني وحزب الله ينفي وقف إطلاق النار مع إسرائيل

TT

ساد الهدوء امس منطقة مزارع شبعا الحدودية اللبنانية والمناطق المجاورة، بعد يوم على المواجهات العنيفة التي اعقبت «معاقبة» حزب الله لاسرائيل، انتقاماً لمقتل راعٍ لبناني برصاص موقع اسرائيلي في المزارع المحتلة. اما في بيروت فقد نشطت الاتصالات الدبلوماسية التي يقوم بها لبنان للحصول على بيان ادانة من مجلس الأمن لقتل الراعي الذي اكدت الامم المتحدة انه قتل في الاراضي اللبنانية.

وفيما اعتبر الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في جنوب لبنان، غير بيدرسون، ان توقف الاشتباكات تم بفعل تدخل قوة الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان، نفى «حزب الله» حصول «وقف اطلاق نار مع اسرائيل». وكانت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية اللبنانية ذكرت امس ان الجنوب شهد «هدوءاً حذرا اثر توصل قوات الطوارىء الدولية في الجنوب الى وقف اطلاق النار، بعد المواجهات التي حصلت امس بين حزب الله وقوات الاحتلال الاسرائيليِ». وسيرت القوات الدولية امس دوريات منقولة آليا من الناقورة غربا حتى مرجعيون والخيام شرقا وقامت مروحية دولية بدوريات جوية خصوصا فوق الخط (الحدودي) الأزرق. فيما سيرت القوى اللبنانية المشتركة دوريات لها على طول الحدود، ووضعت حواجز ثابتة، وأخضعت السيارات للتفتيش. واجرى صباح امس فريق من الكتيبة الهندية العاملة في اطار قوات الطوارىء الدولية كشفا على الاضرار التي لحقت ببعض المزارع من جراء الغارة الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الاسرائيلية، وادت الى اضرار جسيمة في عدد من المنازل فضلا عن تضرر عدد من السيارات، كما تسببت بقطع التيار الكهربائي. وفي بيروت استكمل وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ امس تحركه الدبلوماسي، وبعد لقائه سفراء الدول الاعضاء الدائمين في مجلس الامن التقى الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة غير بيدرسون وسلمه نص الشكوى اللبنانية.

وبعد الاجتماع الذي استمر 30 دقيقة قال بيدرسون: «لقد استمعتم الى تصريحي امس الذي عبرت فيه عن اسفنا لمقتل (الراعي ابراهيم) رحيل. وفي تصريحي طلبت من كل الاطراف احترام الخط الازرق ولفتت انتباه جميع الاطراف الى ان خرقاً واحداً للخط الازرق لا يبرر خرقاً آخر كما دعوت الى ضبط النفس في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها لبنان. ورسالتنا الى كل الاطراف المعنية هي ان الوقت الآن هو للحفاظ على الهدوء. ونظرنا بقلق كبير الى خرق الخط الازرق امس من قبل حزب الله. ونعتقد ان ما حصل امس يشكل خرقاً خطيراً للخط الازرق وهو يأتي في وقت دقيق للبنان». ودعا الحكومة اللبنانية الى «بسط سلطتها في الجنوب وان تحصر بها السيطرة واستعمال السلاح انطلاقاً من اراضيها وفقاً للقرار الدولي 1655». اما حزب الله فقد بدا واثقاً من خروجه «منتصراً» من المواجهات الاخيرة التي قصف خلالها الموقع الاسرائيلي في مزارع شبعا بأكثر من 500 قذيفة وصاروخ. وقال مسؤول منطقة الجنوب الشيخ نبيل قاووق «ان ما حصل من مواجهات في منطقة مزارع شبعا يؤكد مجددا ان اسرائيل ما زالت تعيش عقدة الهزيمة امام قوة المقاومة وشجاعة المقاومين وجرأتهم، الامر الذي دفع بالاسرائيليين الى ان يستجدوا من الامم المتحدة وقف اطلاق النار، لانهم يخشون المواجهة المباشرة مع ابطال المقاومة الاسلامية (الجناح العسكري للحزب)... ان ذلك يؤكد ان المقاومة ما زالت في موقع القوة والمنعة والعزة، وان الرهانات على اضعاف المقاومة محض سراب واوهام».

وقام قاووق يرافقه مسؤولون من حزب الله بزيارة بلدة شبعا حيث قدم التعازي لذوي الفتى ابراهيم رحيل الذي سقط برصاص الاسرائيليين الاربعاء الماضي.