سراييفو وبلغراد تستعدان لمواجهة قضائية في لاهاي حول شكوى البوسنة من «حرب الإبادة» ضد البوشناق

TT

تخوض سراييفو معركة سياسية واعلامية وقانونية مع بلغراد، مع اقتراب موعد الجلسة، التي ستعقدها محكمة لاهاي يوم 24 فبراير (شباط) الحالي، وتستمر حتى 10 مايو (ايار) المقبل، حول شكوى البوسنة ضد يوغوسلافيا السابقة، التي تتهمها بارتكاب جرائم إبادة ضد البوشناق المسلمين في البوسنة.

ومن المقرر أن تحضر 50 امرأة بوشناقية، من ضحايا الحرب، الجلسة المتوقع ان تكشف عن هوية الحرب الحقيقية. وفيما يؤكد البوشناق أنها كانت حرب إبادة، يصفها الصرب بأنها حرب أوقعت ضحايا من الاطراف الثلاثة، البوشناق والصرب والكروات، ويرددون أن جرائم الحرب كانت فردية، في حين تشير الوثائق التي يستشهد بها البوشناق، إلى أنها كانت مخططة على أعلى مستوى في يوغوسلافيا السابقة (التي تمثلها اليوم صربيا والجبل الاسود).

وأعلن أمس في سراييفو عن تنظيم مظاهرة سلمية أمام محكمة لاهاي يوم 24 فبراير المقبل، يشارك فيها البوشناق المقيمون في هولندا وعدد من المتعاطفين مع القضية البوسنية ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان والجاليات المختلفة. من جهته علق ممثل الحكومة الصربية أمام محكمة لاهاي، راديسلاف ستويانوفيتش، عن شكوى البوسنة ضد يوغوسلافيا، بقوله إنه «لا يمكن توفير أدلة على تورط صربيا في حملات الابادة التي تمت في البوسنة أثناء الحرب 1992 / 1995». وابلغ صحيفة «غراجنسكي ليست» الصربية، ان الجرائم التي ارتكبت «اقترفها أفراد، ولكن صربيا والجبل الاسود كدولة، والصرب كشعب، لم يرتكبوا جرائم إبادة، ولا يمكن التدليل على ذلك».

وكان عامر أحميتش ممثل البوشناق أمام محكمة لاهاي، قد أكد لـ«الشرق الاوسط» في وقت سابق، أن محكمة لاهاي تعتقد أن صربيا ارتكبت جرائم إبادة في البوسنة، ولولا ذلك لما قبلت النظر في القضية من الأصل. وأضاف: «لدينا ما يثبت أن صربيا ارتكبت جرائم إبادة في البوسنة، لدينا مخططاتها، وتصريحات زعمائها، بالصوت والصورة، وشهادات شخصيات كبيرة، لها ثقلها على المستوى الدولي».