الإسرائيليون بدأوا ينسون شارون في غيبوبته

تل أبيب: «الشرق الأوسط»

TT

بعد مرور حوالي الشهرين على مرض رئيس الوزراء الاسرائيلي، أرييل شارون، وشهر على دخوله في حالة الغيبوبة شبه الدائمة، يبدو أن الاسرائيليين أخذوا يعتادون على غيابه وحتى نسيانه. ويتعاملون مع مؤسسات الحكم بافتراض انه لن يعود أبدا الى الساحة السياسية. وكان شارون قد اصيب بنزيف داخلي في الدماغ في 4 يناير (كانون الثاني) الماضي، أدخله في حالة غيبوبة لم يفق منها حتى اليوم. واثار تدهور حالته الصحية المفاجئ، تساؤلات عدة، بل اتهامات لأطبائه بالاهمال في علاجه. وأطلق هذه الاتهامات عدد من كبار الأطباء في اسرائيل. فقالوا ان الأطباء ارتكبوا أخطاء عديدة منذ دخول شارون الى المستشفى في المرة الأولى قبل شهرين ونصف الشهر، إذ انه أصيب بجلطة دماغية بسيطة. فأطلق الأطباء سراحه بعد يوم واحد، تحت ضغط مساعدي شارون، الذين خشوا من أن بقاءه في المستشفى سيهدد بهبوط مكانة الحزب الجديد كاديما الذي أنشأه اخيرا.

ويعتقد أن الأطباء أعطوا شارون كمية كبيرة من الدواء الذي يميع الدم، وأن هذا الدواء هو الذي تسبب في نزيف الدم. كما ان الأطباء الناقدين أشاروا الى مسلسل أخطاء في التعامل مع شارون في المرة التالية، حيث تساءلوا: لماذا سمح لشارون أن يذهب الى بيته في النقب، بعيدا عن المستشفى الذي يعالج فيه. ولماذا نقلوه الى مستشفى «هداسا ـ عين كارم» في القدس المحتلة بعد اصابته بالنزيف، في حين كان بالامكان نقله الى مستشفى بئر السبع القريب. ولماذا نقل بالسيارة العادية الى المستشفى ولم ينقل بالطائرة. في كل الأحوال، ظل الاسرائيليون يتعلقون بآمال الشفاء، وينتظرون كل اعلان من أطباء المستشفى، ويتابعون كل نبأ. وصارت اسرائيل تقوم ولا تقعد إذا جاء خبر بأن شارون حرك رمشه او اصبعه او ما شابه ذلك. وصار نقله الى قسم الأشعة لاجراء صورة للرأس، حدثا كبيرا يجعل الناس ملتصقين بمحطات الاذاعة والقنوات التلفزيونية ساعات متواصلة حتى تعرف النتيجة. وإذا ادخل الى غرفة العمليات، راح الألوف يصلون لخروجه منها سالما. ورفض حزبه «كاديما» بداية انتخاب رئيس مكانه، باعتباره ما زال حيا ولا بد أن يعود لقيادة الحزب. لكن هذا الوضع لم يعد يطاق، إذ ان اسرائيل بدأت معركة الانتخابات العامة التي ستجري في 28 مارس (آذار) المقبل. والخصوم من الأحزاب الأخرى يعجزون عن الدخول في معركة مع شارون المريض، لأن ذلك سيؤلب جمهورهم عليهم، وهو، أي الجمهور, متعاطف جدا مع شارون، ولا يطيق اية كلمة ضده. واخذ الاعلاميون والمراقبون ينتقدون اولمرت ويتهمونه بالمماطلة في اعلان الاعتراف بأن مرض شارون مزمن وطويل الأمد وانه لن يعود الى الحكم. وقالوا ان اولمرت يستفيد من هذا الوضع لبناء اسمه ومركزه. ورضخ اولمرت لهذه الضغوط وسعى لانتخابه قائما بأعمال شارون في رئاسة الحزب ورئيس حكومة بالوكالة، وبذلك سلمّ بأن غياب شارون سيطول.