الزهار: كنا قبل الانتخابات أمام خيارين إما الانقلاب للتغيير أو الانتخاب واخترنا الأخيرة

قال لـ إن حماس ستصر على الاحتفاظ بالوزارات المفصلية وتلقت وعودا من دول أوروبية

TT

قال الدكتور محمود الزهار، أحد أبرز قادة حركة حماس في قطاع غزة ، عضو المجلس التشريعي المنتخب، إن حماس كانت أمام خيارين لا ثالث لهما قبل الانتخابات التشريعية «إما الانقلاب من أجل التغيير أو الانتخاب، فاختارت الاخيرة». واضاف الزهار في خطبة الجمعة اول من امس في مسجد الرحمة في مدينة غزة الذي يئم فيها شقيقه، أن «دخول حركته في الانتخابات كان لضرورة كبرى فرضها الواقع». مؤكدا أن الحكومة الجديدة ستقوم على أساس من العدل، وأن القانون سيطبق «على الجميع، وأولهم أفراد حماس».

وأكد الزهار ان حركته ستحتفظ بجميع الوزارات المفصلية في الحكومة التي ستشكلها بعد تكليفها من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن).

وفي حديث لـ«الشرق الاوسط»، قال الزهار إن الحركة أعدت مخططها لتشكيل الحكومة المقبلة، تراعي فيه البعد الجغرافي في توزيع الوزارات. وتابع القول، إنه سيتم توزيع الوزارات على كوادر الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرا الى أنه سيقف على رأس كل وزارة وزير من قطاع غزة ووكيل من الضفة الغربية او العكس. وشدد على أنه من الطبيعي أن تسيطر الحركة على الوزارات المفصلية لكونها حصلت على الأغلبية المطلقة في الانتخابات.

وكشف الزهار النقاب عن أن الصيغة التي قررت بها الحركة توزيع الحقائب في الحكومة المقبلة جاءت نتاج دمج بين ثلاث صيغ تقدمت بها قيادة الحركة في القطاع وقيادتها في الضفة وقيادتها في الخارج. وقال انه بامكان حركته ادارة الوزارات المفصلية لأنه من ناحية لا تنقصها الأغلبية البرلمانية، ومن ناحية ثانية لا تنقصها الخبرة، ولا التوجه.

وأشار الى أن الحركة ستضع شرطين قبل تنصيب الوزراء، الأول: ان يكون الوزير خبيرا في المجال الذي تختص به وزارته، والثاني أن يكون منتمياً لحركة حماس.

وحول ما نسب للرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) حول اشتراطه أن تعلن الحركة عن احترامها لالتزامات السلطة قبل تكليفها بالوزارة، قال الزهار ان حركته لم تسمع مثل هذه الاشتراطات من ابو مازن، مشدداً على انه من حق حماس ان تمارس الحكم وفق البرنامج الانتخابي الذي على اساسه حصلت على ثقة الجمهور الفلسطيني. وتحدث الزهار عن عقد لقاءين مع حركة فتح، وقال إن ممثلي فتح وعدوا بتقديم ردهم على دعوة حماس للمشاركة في الحكومة بعد انعقاد المجلس الثوري للحركة (في غضون اسبوع)، سواء كان بالايجاب او النفي. واضاف ان حركته وان كانت ترحب بمشاركة جميع القوى الفلسطينية وفق رؤيتها السياسية وتصورها لتقاسم الحقائب الوزارية، فإنها ستمضي قدما في تشكيل الحكومة بغض النظر عن الاطراف التي ستلتحق بها. وأكد الزهار أن الحركة شكلت بالفعل فريقاً للتفاوض مع الاطراف الفلسطينية الاخرى، سيما المحسوبة على اليسار والمستقلين.

وحول ما اشيع عن نية ابو مازن نقل الإشراف على الأجهزة الأمنية من وزير الداخلية الى مؤسسة الرئاسة، قال الزهار «نحن نعي أن ابو مازن رجل عاقل، ومن المؤكد أنه لن يقوم بعد الانتخابات بأي خطوة تتناقض مع الوضع قبل الانتخابات. وأعاد الزهار للاذهان أن ابو مازن هو الذي استقال من منصب رئيس الوزراء في عام 2003 بسبب رفض الرئيس الراحل نقل صلاحيات الاشراف على الاجهزة الأمنية من مؤسسة الرئاسة الى الحكومة ممثلة بوزير الداخلية. وأوضح مسؤول حماس أن وفداً سيضمه بالاضافة الى اسماعيل هنية، القيادي في الحركة، سيتوجه اليوم للقاهرة للقاء وفد قيادي يمثل قيادة الحركة في الخارج، الى جانب عقد لقاءات مع ممثلي الحكومة المصرية. وحول التهديدات بقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية بعد تشكيل حماس لحكومتها، قال الزهار، إنه يتم تضخيم حجم الدور الذي تلعبه المساعدات المالية، مشيراً الى ان معظم هذه المساعدات هي مساعدات عينية. واضاف أن حركة حماس تميز بين الموقفين الأميركي والاوروبي، مؤكداً أن الموقف الأميركي هو الأكثر عدائية للشعب الفلسطيني. وكشف الزهار النقاب عن أن حركته تلقت تأكيدات من العديد من الدول الاوروبية باجراء اتصالات معها في غضون اشهر. وحول ما اشيع عن شروط تضعها بعض الدول العربية على الحركة قبل اقامة علاقات مع حكومتها المقبلة، قال ان حماس لم تتلق أي رسائل بهذه المضامين، مشيرا الى أن جميع الدول العربية التي اتصلت بها الحركة شددت على احترام حكوماتها لخيارات الشعب الفلسطيني.