شيخ الأزهر يقود مظاهرة احتجاجية وشركات السفر الدنماركية توقف إرسال آلاف السياح إلى مصر والمغرب

TT

في تطور للتحركات الاحتجاجية بمصر في قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول، قاد أمس شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي أكثر من 20 ألف طالب في مظاهرة للتنديد بالرسوم. وقاد طنطاوي المظاهرة بمشاركة مفتي مصر الدكتور علي جمعة، ووزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق، ورئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأساتذة وشيوخ الأزهر. وجابت المظاهرة ساحات جامعة الأزهر في ضاحية مدينة نصر شرق القاهرة، وردد الطلاب وراء الشيوخ الهتافات المنددة بمحاولات الإساءة إلى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وطالب شيخ الأزهر العالم الإسلامي باتخاذ موقف صارم ضد الإهانة الموجهة للنبي الكريم وقال «إن المقاطعة لكل من أساء إلى الدين الإسلامي واجب شرعي». ودعا وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي برفع مذكرات احتجاجية إلى الأمم المتحدة، ومطالبتها رسمياً بشجب الإساءة لأي دين من الأديان، وفي مقدمتها الدين الإسلامي.

وطالب زقزوق بإصدار قانون من الأمم المتحدة يجرم الإساءة إلى الأديان، مشدداً على ضرورة مساواة الدين الإسلامي بالسامية لأن المسلمين والعرب هم جنس سام.

وأكد مفتي مصر الدكتور علي جمعة بضرورة توحد العالم الإسلامي في مواجهة الهجمة الشرسة على الإسلام وكذلك مواجهة التحديات باتخاذ مواقف حاسمة تجاه ما يحدث.

وتحدث رئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى طلابه، مشدداً على ضرورة أن يكون العالم الإسلامي حراً، داعياً العالم الغربي إلى التخلي عن عنصريته واستعلائه، وقال «إذا كان لهم الحق في الإساءة إلى ديننا فلنا الحق والحرية في مقاطعتهم»، وأضاف « لن نموت جوعاً إذا قاطعناهم». الى ذلك أعلنت جمعية شركات السفر في الدنمارك أمس أنها قررت إلغاء كل رحلاتها السياحية الى مصر وتونس والمغرب إثر حوادث العنف الأخيرة التي جرت على خلفية نشر صحيفة دنماركية رسوما كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وتضم هذه الجمعية 12 شركة سفر تسير نحو 90 في المائة من رحلات التشارتر من الدنمارك.

ويأتي هذا القرار إثر دعوة الحكومة الدنماركية مواطنيها الى عدم السفر الى 16 دولة عربية وإسلامية «الا في حالات الضرورة القصوى» حسبما أعلن يان لوكهارت، مدير جمعية شركات السفر ورئيس شركة أبولو للسفر. وتوقع أن يدوم هذا الإجراء «أسبوعين على الأقل»، موضحا أن 2500 سائح دنماركي لن يتوجهوا بالتالي الى مصر، وجهتهم المفضلة خلال فصل الشتاء.

وتابع لوكهارت «إن عدد السياح الذين كان من المقرر أن يتوجهوا الى المغرب وتونس هو اقل بكثير»، من دون أن يقدم أرقاما محددة.

وأضاف أن «نحو 2000 شخص يتوجهون أسبوعيا الى هذه الدول الثلاث»، موضحا أن هذا الإجراء في حال استمراره حتى نهاية مارس (آذار) المقبل سيعني عدم توجه 15 ألف شخص الى الدول الثلاث.

وأوضح أن شركات السفر ستعرض على هؤلاء السياح التوجه الى جزر الكناري مثلا.

وطلبت وزارة الخارجية من الدنماركيين تأجيل أو إلغاء جميع رحلات السفر غير الأساسية أولاً الى سورية ولبنان، ثم أضافت المغرب والجزائر وتونس ومصر وليبيا والسودان وعمان والإمارات وقطر والبحرين والأردن وإيران وباكستان وأفغانستان.

من جهتها أعربت جامعة الدول العربية أمس الاثنين عن «قلقها إزاء أعمال العنف» التي تعرضت لها بعض السفارات والقنصليات الدنماركية في الدول العربية ودعت الى «ضبط النفس». وطالبت الجامعة العربية في بيان بـ«ضرورة ضبط النفس بالرغم من الإساءة البالغة التي يشعر بها الشارعان العربي والإسلامي من جراء نشر صور مسيئة لنبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام».

ودعت الجامعة الى «تغليب لغة الحوار على العنف مع ضرورة التوقف عن الإساءة الى الإسلام والاستخفاف بأهله».