مسلحون مجهولون يختطفون دبلوماسيا مصريا في غزة

السلطة تعتبر الخاطفين خارجين عن الصف الوطني.. و«حماس» تقول إن العملية تهدف لخلط الأوراق

TT

اختطف مسلحون مجهولون ظهر أمس دبلوماسيا مصريا في مدينة غزة. وقالت مصادر فلسطينية ان المسلحين، الذين كانوا يستقلون سيارة «فولكسفاغن» بيضاء اللون، اختطفوا حسام الموصلي الملحق العسكري في الممثلية المصرية في غزة عندما كان ماراً قرب مطعم «بالميرا» غرب المدينة، الذي يقع على بعد 200 متر من مقر الممثلية الذي يخضع للحراسة على مدار ساعات اليوم الاربع والعشرين.

وقالت المصادر ان المسلحين اطلقوا النار على دواليب السيارة قبل ان يخرجوا الموصلي من السيارة ويقتادوه الى سيارتهم.

وفور وقوع الحادث شرعت اجهزة الأمن الفلسطينية التي اعلنت الاستنفار ونصبت الحواجز، في عملية تمشيط واسعة النطاق بحثاً عن الموصلي، في حين شرعت الممثلية المصرية في اجراء اتصالات مع جميع الاطر والفصائل الفلسطينية من اجل تأمين الافراج عن الموصلي. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن الشرطة عثرت في مخيم بمدينة غزة على سيارة يشتبه في أن المسلحين استخدموها في خطف الموصلي. وأكدت المصادر أن الشرطة اعتقلت فلسطينيا مشتبها به في عملية الخطف لكن لم تعط أي تفاصيل إضافية لحين الافراج عن المخطوف.

وابدت مصادر فلسطينية مخاوفها من قيام مصر بسحب اعضاء ممثليتها المصرية من غزة في أعقاب الحادث. ورغم ان اسباب الاختطاف غير معروفة كما لم يعلن الخاطفون عن مطالبهم، قالت مصادر فلسطينية ان الخاطفين قد يكونون من عناصر كتائب شهداء الأقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح، ويحاولون من خلال عملية الاختطاف، الضغط على السلطة من اجل ضمهم الى اجهزتها الأمنية.

وفي القاهرة، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن «السلطات المصرية تتابع عن كثب وبالتنسيق مع الجانب الفلسطيني حادث اختطاف الدبلوماسي المصري حسام الموصلي». وقالت الخارجية في بيان لها إن «اتصالات مكثفة تجري حاليا للوقوف على ملابسات الحادث وللإسراع بالإفراج عن الدبلوماسي المخطوف».

وأدانت السلطة الفلسطينية عملية الاختطاف. وعبّر الرئيس محمود عباس (ابو مازن) عن إدانته الشديدة لاختطاف الموصلي، مؤكدا أن هذا العمل خارج عن أعراف الشعب الفلسطيني وتقاليده. وجاء في بيان صادر عن ديوان الرئاسة «أن ابو مازن أصدر تعليماته المشددة للاجهزة الأمنية بالتحرك الفوري والسريع للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة»، مشدداً على أنه «لن يسمح لأي كان بأن يمس العلاقة الاخوية التي تربط أبناء الشعبين الفلسطيني والمصري». واعتبر البيان الفاعلين خارجين «عن الصف الوطني».

وأدانت حركة حماس، عملية الاختطاف، وطالبت الأجهزة الأمنية بالعمل على تأمين سلامة الدبلوماسي، مؤكدة عزمها العمل بكل طاقاتها من أجل تأمين الإفراج عنه. وقال مشير المصري الناطق باسم حماس، وعضو المجلس التشريعي المنتخب ان حركته «ترفض وتستنكر عملية الخطف»، معتبراً أن هذه العمليات «تقوم بها جهات مكشوفة ومعروفة لدى أبناء الشعب الفلسطيني، تسيئ لصورة شعبنا المشرقة والحضارية التي أبداها في مقاومته وفي العملية الانتخابية». واضاف «ظاهرة الاختطاف التي طالت الأجانب تهدف الى خلط الاوراق في الساحة الفلسطينية، وها هي الآن تتجاوز كل الحدود لتطال أيضا دبلوماسيين عربا، وفي دولة لها باع تاريخي ورائد في دعم القضية الفلسطينية». وقال إن حركة حماس تدعو الخاطفين إلى ضرورة الإفراج الفوري والسريع عن الدبلوماسي المصري و«تقديم الاعتذار الرسمي للسفارة المصرية وللإخوة الأشقاء». يذكر ان الأراضي الفلسطينية شهدت العامين الماضيين حوالي 20 عملية اختطاف، معظمها في قطاع غزة وضحاياها رعايا اجانب، ومسؤولون في السلطة للمطالبة بوظائف. لكن لم يحصل أن تعرض المسلحون وجلهم من كتائب الأقصى الى رعايا مصريين ناهيك من دبلوماسيين يلعبون دور الوسيط بين المسلحين والسلطة.

يذكر أن مصر أبدت استياءها الشديد في أعقاب قيام مسلحين فلسطينيين في مدينة رفح بإطلاق النار قبل شهر على جنود مصريين كانوا يتمركزون قرب خط الحدود مع القطاع، الأمر الذي ادى الى مقتل جنديين مصريين وجرح عدد آخر. ويمثل اختطاف الموصلي حلقة جديدة في مسلسل الفلتان الأمني في مناطق السلطة وفي قطاع غزة تحديداً. الى ذلك، اقتحم عشرات المسلحين من كتائب الأقصى امس مبنى وزارة المالية بمدينة غزة، احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم، أسوة بباقي افراد الاجهزة الأمنية الذين صرفت رواتبهم بعد تأخر دام تسعة ايام.