قوات الاحتلال تقتل 3 فلسطينيين اثنان منهم خلال هجوم على موقع عسكري في إيرز

الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تتوقع أن تنجح الفصائل في زيادة مدى صواريخها

TT

قتل أمس ثلاثة فلسطينيين وجرح آخر بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءين منفصلين على شمال قطاع غزة. وزعمت قوات الاحتلال ان جنودها الذين يتمركزون في موقع عسكري قرب حاجز ايرز شمال قطاع غزة، شاهدوا مسلحين يقتربان من الموقع وباشرا باطلاق النار والقاء القنابل اليدوية، واشتبك معهما الجنود بالموقع الذين ينتمون الى لواء المشاة «غفعاتي» وقتلوهما. وادعت المصادر العسكرية الإسرائيلية أن احد المسلحين كان يتمنطق بحزام ناسف، الأمر الذي يعزز الاعتقاد بأن الاثنين كانا يخططان لتنفيذ عملية تفجيرية في الموقع العسكري. وأعلنت «كتائب شهداء الأقصى» ـ الجناح العسكري لحركة «فتح» و «لجان المقاومة الشعبية» مسؤوليتهما عن العملية. واعتبرت «كتائب الاقصى» و«اللجان» أن العملية تأتي رداً على «الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال أخيرا ضد المقاومين الفلسطينيين».

وجاء في بيان مشترك صادر عنهما ان هذه العملية تأتي «استمراراً للردود على المجازر البشعة والحقد الصهيوني واغتيال المواطنين والمجاهدين من شعبنا المرابط واستهداف طائرات الغدر الصهيوني لهم وترويع طائرات «إف 16» والمدفعية الصهيونية للأطفال والنساء والشيوخ. ومن منطلق تأكيدنا على حقنا المشروع في الدفاع عن أهلنا وأبناء شعبنا، لا يمكن أن نسمح لهذا العدو أن يستفرد بهم من دون رد أو محاسبة على جرائمه الدموية». وأكد البيان سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال خلال الاشتباك، وهو ما نفته قوات الاحتلال.

وقالت مصادر طبية فلسطينية ان المسلحين اللذين قتلا في العملية هما مروان عمار، 18عاما، من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، ومحمد رمضان، 22 عاما. وفي حادث منفصل قتل جنود الاحتلال مواطناً فلسطينياً وجرحوا آخر، شرق بلدة بيت حانون في المنطقة التي تقع قرب الخط الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل. وادعت قوات الاحتلال ان جنودها شاهدوا الفلسطينيين، بينما كانا يحاولان زرع عبوة ناسفة حسب زعمها، فأطلقوا قذيفة مدفعية في اتجاههما فقتلت احدهما وجرحت الآخر. وقالت المصادر الطبية الفلسطينية ان القتيل هو طارق اسحق ابو هربيد، 35 عاماً.

وبذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص قوات الاحتلال الى 16 قتيل منذ مطلع الأسبوع الجاري، معظمهم ينتمون الى «كتائب الأقصى» و«سرايا القدس» ـ الجناح العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي»، و«لجان المقاومة الشعبية».

واعتبر سامي أبو زهري، الناطق الإعلامي باسم حركة «حماس» أن عملية معبر «ايرز» تمثل «رد فعل طبيعيا على الجرائم الإسرائيلية وسياسة الاغتيالات بحق أبناء المقاومة الفلسطينية». وقال ان «الاحتلال هو الذي يتحمل المسؤولية عن جميع الآثار المترتبة على عدوانه». ورداً على سؤال حول ما اذا كان مثل هذه العمليات يمثل احراجاً لـ«حماس» التي تنشغل الآن باجراء اتصالات لتشكيل حكومة فلسطينية، قال ابو زهري انه «لمن الغريب أن يقول البعض إن هذه العمليات تسبب حرجاً للحركة، فنحن حركة تزاوج بين المقاومة والسياسة ولن نغادر برنامج المقاومة إلي غيره، فنحن برنامج مقاومة وليس برنامج حكومة».

الى ذلك توقع جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية المعروفة بـ «امان» أن تتمكن فصائل المقاومة الفلسطينية من تطوير صواريخ «القسام» وزيادة مداها. وقال رئيس قسم الابحاث في الاستخبارات الجنرال، يوسي كابروسفر، امام اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي إن الفصائل الفلسطينية لا تزال تبذل الجهود لنقل تكنولوجيا صناعة الصواريخ إلى الضفة الغربية. وتوقع كابروسفر ان «تتمكن المنظمات الفلسطينية خلال عدة شهور من زيادة مدى صواريخ القسام، التي يصل مداها الحالي إلى 9.1 كيلومتر». واضاف إنه في إطار الجهود التي تبذلها الفصائل الفلسطينية من أجل زيادة مدى صواريخ القسام، تجري محاولة تطوير الرأس المتفجر وذلك من أجل إيقاع أكبر دمار ممكن.

وأضاف إن «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» وحركة الجهاد الإسلامي تسعيان إلى زيادة العمليات ضد إسرائيل وذلك من أجل تحدي حركة «حماس» وإحراجها لدفعها إلى استئناف العمليات. وادعى كابروسفر أن «المنظمات الفلسطينية تعتمد على المساعدات الإيرانية التي تصل إلى الأراضي الفلسطينية من لبنان بوساطة حزب الله». وقال «ان قادة حركة «حماس» في أحاديثهم الخاصة يؤكدون أنهم لا ينوون، حتى بعد وصولهم إلى السلطة، تغيير مبادئ الحركة كشرط لتشكيل الحكومة». وأضاف ان «حماس» لن توافق على نزع سلاحها واحترام الاتفاقيات التي وقعت عليها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل.