إنفلونزا الطيور: 8 حالات جديدة في كردستان وجنوب العراق

المرض يهدد مدينة السليمانية .. والمسؤولون يكافحون لاحتواء الموقف

TT

السليمانية ـ العمارة ـ ا.ف. ب :اعلنت مصادر طبية امس ان ثماني حالات اصابة مشبوهة جديدة بمرض انفلونزا الطيور سجلت في مستشفيات مدينتي السليمانية (330 كلم شمال) والعمارة (366 كلم جنوب). وتم ادخال خمسة مرضى يشتبه في اصابتهم بمرض انفلونزا الطيور مساء اول من امس الى مستشفى السليمانية العام، ما يرفع العدد الاجمالي الى عشرة اشخاص.

وقال طبيب فضل عدم الكشف عن هويته «وصلتنا مساء امس خمس حالات جديدة احداها من منطقة طاسلوجا (15 كلم غرب السليمانية) واربع من منطقة قره داغ (50 كلم جنوب السليمانية)». واضاف ان «هناك خمسة اشخاص اخرين يتلقون العلاج في المستشفى امرأة تدعى عائشة وابنتها فردوس البالغة من العمر سبع سنوات من منطقة طنجيروا (5 كلم جنوب) ورجل يدعى هزار من منطقة القادسية القريبة من مطار السليمانية وفتاة تبلغ من العمر 20 عاما تدعى هيشو من مركز السليمانية وكاجال العامل في بازيان (60 كلم جنوب السليمانية)». واشار الطبيب الى انه في الاجمالي تم ادخال 17 مريضا يشتبه باصابتهم بالمرض في المستشفى منذ ظهور المرض. واوضح ان «البعض كان يعاني من حمى بسيطة اخرجوا من المستشفى بعد ايام من تلقيهم العلاج».

ووصل فريق منظمة الصحة العالمية امس الى مدينة السليمانية (330 كلم شمال بغداد) استعدادا لزيارة القرية التي سجلت فيها اول وفاة من مرض انفلونزا الطيور الشهر الماضي، فيما اصبح المرض يهدد مدينة السليمانية نفسها.

وقالت نعيمة القصير رئيسة الوفد للصحافيين ان «الوفد سيمضي ثلاثة ايام في مدينة السليمانية يزور خلالها قرية سركبكان حيث ظهرت اول حالة لمرض انفلونزا الطيور في العراق». واستهل الوفد زيارته للمدينة باجراء مباحثات مع وزير صحة ادارة السليمانية محمد خوشناو. وكان الوفد الذي يضم ثمانية اشخاص ووصل الاحد الى مدينة اربيل على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية الاردنية قد استهل زيارته للاقليم باجراء مشاورات مع وزير صحة ادارة اربيل جمال عبد الحميد وكبار المسؤولين في الوزارة.

ويعمل المسؤولون الاكراد في السليمانية من اجل احتواء انفلونزا الطيور لمنع انتشاره في كبرى المدن الكردية، بما في ذلك شراء ادوية مضادة للمرض من السوق السوداء في اوروبا.

وقال خوشناو «لا نعرف الى اين نحن سائرون. لا نمتلك المعدات الطبية اللازمة لتشخيص المرض والتحاليل يتم ارسالها الى الخارج ونتائجها تستغرق 15 يوما». وتوفي شخصان حتى الآن بالمرض هما شنجين عبد القادر، 14 عاما، وخالها حمه سور عبد الله، 42 عاما.

ويسيطر القلق على مدينة السليمانية التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة والمناطق المحيطة بها في محيط 15 كلم حيث اعتبرت هذه المناطق منذ مطلع فبراير (شباط) خطرة. وتشكل المناطق المحيطة ببحيرة دربندخان على بعد 80 كلم جنوب شرقي المدينة، التي تحط فيها الطيور المهاجرة، اكبر مصدر للمخاوف.

وقال تحسين نامق رئيس اللجنة العليا المكلفة مكافحة مرض انفونزا الطيور في المحافظة ان «عملية إتلاف الدواجن بدأت مطلع الشهر في منطقة طاسلوجا (15 كلم عن السليمانية) على ان تبدأ العملية في مدينة السليمانية نفسها حيث لن يكون بمقدور احد ان يربي الدواجن الحية في المدينة». ويسعى المسؤولون الاكراد الى احتواء المرض رغم تواضع امكانياتهم المختبرية. الى ذلك، أعلنت مصادر طبية عراقية أمس أن ثلاثة أطفال يشتبه في إصابتهم بعوارض مرض انفلونزا الطيور ادخلوا مساء امس احدى مستشفيات المدينة للتأكد مما اذا كانوا يعانون من هذا المرض.

وقال الطبيب محمد ركاب مدير دائرة الوقاية الصحية في المدينة التي تقع على بعد 366 كلم جنوب بغداد ان ثلاثة اطفال هم ابناء عم الشخص الذي توفي قبل ايام ادخلوا مساء اول من امس الى المستشفى بسبب اصابتهم باعراض هذا المرض. واوضح ان «الاطفال الاشقاء هم كريم سلام، 9 اعوام، وكرار، 6 اعوام، ومهدي، 7 اعوام، ادخلوا الى مستشفى الحميات الخاص بالامراض الشديدة الخطورة».

من جانبه، قال الطبيب صباح مهدي المتخصص بالامراض التنفسية والذي جاء الى مدينة العمارة ضمن لجنة طبية تضم خمس اطباء للاطلاع على تطورات مرض انفلونزا الطيور ان «الاطفال الثلاثة يعانون من اعراض متشابهة ومطابقة للاعراض التي ادت الى وفاة مهند» الاحد الماضي. واضاف ان «عينات من دم المرضى الثلاثة تم ارسالها الى مختبرات بغداد لتحديد ما إذا كانوا يعانون من هذا المرض». يذكر ان نتائج الفحص المختبري لعينات الدم الخاصة بالمتوفي مهند والتي ارسلت في يوم وفاته الى بغداد لم تظهر حتى الان. وكانت مصادر طبية واخرى رسمية عراقية قد اعلنت الثلاثاء وفاة مهند راضي، 30 عاما، من العمارة، بعد اصابته بعوارض مرض انفلونزا الطيور.