نائب الرئيس الإيراني: التهديد الأميركي بالحرب «وهمي.. مثل أنياب دراكولا»

وكالة الطاقة الدولية: «سلاح النفط الإيراني» يجب ألا يخيف أحدا.. ونستطيع تعويضه لمدة 18 شهرا

TT

جددت ايران امس تأكيدها بأنها لن تتخلى عن برنامجها النووي تحت التهديد بالعمل العسكري الذي وصفته بأنه «عمل وهمي.. مثل أنياب دراكولا». وقالت انها لا تخشى اي هجوم قد تشنه الولايات المتحدة او اي دولة اخرى على المنشآت النووية الايرانية لانه ليس لديها «بُنى تحتية لإنتاج اسلحة نووية». لكن كبير المفاوضين النوويين الايرانيين السابق حسن روحاني حذر الرئيس محمود أحمدي نجاد من عزلة إيران دوليا بسبب النزاع النووي المستمر، فيما قالت وكالة الطاقة الدولية انها تستطيع تعويض وقف صادرات النفط الايرانية لعام ونصف العام اذا اوقفت طهران صادراتها النفطية.

وقال نائب للرئيس الايراني امس ان ايران «ليس لديها شيء تخفيه» بشأن ملفها النووي، ولا تخشى بالتالي أي هجوم قد تشنه الولايات المتحدة او اي دولة اخرى. وقال ان البرامج النووية الايرانية لها أهداف سلمية، وان ايران لن تتخلى عنها حتى تحت التهديد بالعمل العسكري الذي وصفه بأنه وهمي. وقال اصفنديار رحيم مشائي في مؤتمر صحافي خلال زيارة الى اندونيسيا امس، ان ايران تعارض الاسلحة النووية واستخدامها. ورفض مشائي تصريحات وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد التي اتهم فيها ايران بانها أكبر راع للارهاب في العالم ولم يستبعد الخيار العسكري للتخلص من البرنامج النووي الايراني. وقال مشائي «ليس مفاجئا أن يلجأ رامسفيلد الى التهديد بالعمل العسكري ضد ايران ولكن مثل هذا التهديد وهمي تماما مثل أنياب دراكولا». وقال «ماذا يمكنهم ان يهاجموا في ايران؟ ما نملكه ليس اسلحة نووية بل تكنولوجيا نووية وعلم.. والعلم لا يمكن ان تدمره اسلحة غربية». من جهته، قال كبير المفاوضين النوويين الايرانيين السابق حسن روحاني لوكالة الطلبة الايرانية للانباء (إسنا) امس «يجب علينا استغلال كافة السبل الوطنية حتى لا نعزل أنفسنا. لا يمكن أن نحقق أهدافنا من خلال ترديد الشعارات وتبني استراتيجية بسيطة واحدة». وكان روحاني الأمين السابق لمجلس الامن القومي ورئيس الوفد النووي خلال رئاسة محمد خاتمي.

وقال روحاني إن «أولئك المطلعين على الشؤون العالمية يتعين أن يكونوا أكثر حرصا على عدم ارتكاب أي خطأ»، لكنه رفض الخوض في التفاصيل. وكان الرئيس السابق الايراني الاسبق أكبر هاشمي رفسنجاني قد حذر الاسبوع الماضي حكومة أحمدي نجاد من ترك القضية النووية «تخرج عن نطاق السيطرة».

الى ذلك، اعلن المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، كلود مانديل، امس ان الوكالة قادرة بفضل مخزونها الاستراتيجي ان تعوض «لعام ونصف العام» احتمال وقف صادرات النفط الخام الايرانية. وقال مانديل لإذاعة «بي اف ام» الفرنسية «اذا حصلت لأي سبب من الاسباب خسارة في الامدادات من صادرات النفط الايراني التي تمثل نحو 7.2 مليون برميل يوميا، فان المخزون الاستراتيجي الذي تديره وكالة الطاقة الدولية.. يمكنه ان يعوض تلك الخسارة (7.2 مليون برميل يوميا) لعام ونصف العام».

واضاف «لذا، اقول للدول التي كلفت التفاوض مع ايران لا ادري ما ينبغي ان تقوموا به، ولكن بناء على تقديراتكم لمختلف الاحتمالات لا داعي لان تقلقوا من خسارة محتملة للنفط الايراني لأنكم تملكون عناصر التعويض عنها»، معتبرا ان هذا الامر «لا يشكل سلاحا لأحد».

وتخوض ايران اختبار قوة مع الغرب على صعيد انشطتها النووية، وتخشى الاسواق ان ترد طهران على أي عقوبات للامم المتحدة بتعليق صادراتها النفطية، الامر الذي ساهم في ارتفاع اسعار النفط منذ بداية العام. وانشئت وكالة الطاقة الدولية في نوفمبر (تشرين الثاني) 1974 ردا على ازمة الطاقة الخطيرة التي احدثتها حرب اكتوبر (تشرين الاول) 1973، ومهمتها ان تنبه الدول الاعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الى الاوضاع التي تهدد حاجتها الى الطاقة. وتملك الدول الـ26 الاعضاء في الوكالة احتياطيا يبلغ نحو اربعة مليارات برميل، اي ما يوازي 118 يوما في الاقل من الاستيراد الصافي.

من جهته، عبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير امس في برلين عن قناعته بأنه سيتم التوصل الى «اتفاق» حول الملف النووي الايراني، واصفا الاقتراح الروسي بأنه «فرصة كبيرة».

وقال الوزير الالماني خلال لقاء مع صحافيين اجانب «لا يمكنني ان اتصور حلا آخر غير (التوصل الى) اتفاق حول هذا الخلاف». وردا على سؤال حول ما اذا كان الاقتراح الروسي يشكل «الفرصة الاخيرة»، قال شتاينماير «انها فرصة كبيرة».

وكانت روسيا قد اقترحت اواخر 2005 على طهران مناقشة تسوية تقضي بانتاج اليورانيوم المخصب لحساب الايرانيين على الاراضي الروسية في اطار احتمال نقل النشاطات النووية الحساسة جدا الى الخارج بهدف تبديد مخاوف الاسرة الدولية. وعبرت الصين امس عن ترحيبها بالمحادثات النووية بين ايران وروسيا والمزمع اجراؤها الاسبوع القادم لنزع فتيل الازمة المحيطة بالبرنامج النووي الايراني، لكنها امتنعت عن ذكر ما إذا كانت ستشارك في الاجتماع.

وقال كونج تشوان، المتحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحافي عادي، «نأمل أن تساعد هذه الدعوة الروسية لايران لاجراء محادثات الخميس المقبل حول المشاركة في مركز دولي لتخصيب اليورانيوم في الخروج من الجمود الذي يكتنف المسألة النووية الايرانية حاليا».

وذكرت وكالة ايتار تاس الروسية للانباء في وقت سابق أن نائب رئيس مجلس الامن القومي الايراني سيقود وفد طهران في المباحثات المزمعة في موسكو الاسبوع المقبل. وسيناقش الاجتماع اقتراح الكرملين بمعالجة وقود على أراض روسية للمحطات النووية الايرانية، وهو ما يتيح لطهران سبيلا للحصول على طاقة ذرية لكنه يقيد امكانية استخدامها الوقود المشع في صنع أسلحة.