الصحيفة الدنماركية تقدم اعتذارا للمسلمين بشأن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة

«حماس» تدعو للتهدئة ومطالبات بقوانين أوروبية تمنع «الإساءات» ومعاقبة محطات تلفزيونية جزائرية أعادت نشر الرسوم

TT

قدمت صحيفة «يلاندس بوستن» الدنماركية اعتذارها للمسلمين لنشرها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للاسلام، في رسالة عبر موقعها على الانترنت. وقالت الرسالة التي كتبت باللغة العربية «نعتذر عن سوء التفاهم الكبير هذا الذي نتج عن نشر رسوم كاريكاتورية صورت النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وغذت مشاعر عدوانية تجاه الدنمارك».

وتابعت الرسالة الموقعة من رئيس تحرير الصحيفة كارستن يوست بحسب ترجمتها، «لم ندرك في أي وقت من الاوقات الحساسية القصوى للمسلمين المقيمين في الدنمارك والمسلمين الاخرين في العالم حيال هذه المسألة». وأضافت الرسالة «من الواضح ان هذه الرسوم أساءت الى ملايين المسلمين في العالم ولهذا السبب نقدم اليوم اعتذارنا ونعبر عن أسفنا العميق لما حصل وهو لم يكن اطلاقا في نية الصحيفة».

واكدت يلاندس بوستن ان «هذه الرسوم الكاريكاتورية لم تكن اطلاقا تهدف الى الاساءة لشخص النبي او النيل من مقامه لكنها عرضت كمقدمة لحوار حول حرية التعبير التي نفتخر بها في بلدنا». وتابعت الرسالة انه «بالنسبة للرسوم الـ12 التي نشرتها صحيفتنا، فان بعضها يفسر بسوء تفاهم ناتج عن اختلاف ثقافي، واننا لا نفضل ثقافة على اخرى». وأشارت الى ان «هذه الرسوم قدمت على انها حملة شرسة ضد المسلمين». واكدت الصحيفة الدنماكرية انها «ترفض» و«تدين هذه المقاربة». وشددت الرسالة «اننا نؤمن بحرية جميع الديانات ونقدس حرية الافراد في ممارسة شعائرهم الدينية». وقال كارستن يوست «نأسف لأنه أسيء فهمنا ونؤكد ان الهدف لم يكن اطلاقا الاساءة الى اي كان»، معبرا عن «ادانتنا التامة لاي عمل يهدف الى الاساءة الى اي ديانة او جنسية او شعب». ويختتم رئيس تحرير الصحيفة رسالة الاعتذار بعبارة «اخيرا، دعوني وعلى لسان صحيفة يولاندس بوستن اعلن اعتذاري لما حدث واعلن استنكاري الشديد لاية خطوة تستهدف النيل من اديان، وقوميات او شعوب معينة. وكلي امل ان اكون بهذا قد ازلت سوء التفاهم وبالله التوفيق».

وأعلن فيبيورن سيلبك رئيس تحرير مجلة «ماغازينت» النروجية المسيحية التي أعادت نشر الرسوم الكاريكاتورية، ان المجلة «تفكر في اجراءات مصالحة» مع المسؤولين المسلمين النرويجيين.

وتواصلت عالميا ردود الافعال والاحتجاجات على هذه الرسومات، وفيما دعت منظمة الأمن والتعاون الاوروبي، الصحافة الى لعب «دور ايجابي» لبناء الحوار والاحترام بين كافة الاطراف، قال الاتحاد الاوروبي انه ينوي ارسال خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية، في جولة الى العديد من الدول الاسلامية والعربية والخليجية الاسبوع المقبل لتوضيح الموقف الاوروبي، والعمل على احتواء الازمة.

وقال وزير الخارجية البلجيكي كارل ديغوشت الذي تتولى بلاده رئاسة منظمة الأمن والتعاون الاوروبي منذ مطلع العام الحالي «ان الدولة لا يمكن ان تتدخل في عمل الصحافة ولكن في الوقت نفسه على الصحافة ان تحترم مسؤولياتها تجاه المجتمع». واظهر الوزير اسفه الشديد لجرح المشاعر الدينية للمسلمين، الا انه عاد واكد على ان طبيعة ومحتوى الرسومات التي نشرتها صحف أوروبية لا يمكن ان تكون مبررا لوقوع أعمال عنف. من جهتها اوردت صحيفة نيويورك تايمز امس ان التعبير عن استياء العالم الاسلامي حيال الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للاسلام «تبلور» في مكة، خلال قمة منظمة المؤتمر الاسلامي في ديسمبر (كانون الاول). وقالت الصحيفة ان مسؤولين من الجالية المسلمة في الدنمارك مارسوا ضغوطا على سفراء عرب في كوبنهاغن فقاموا بتنبيه حكوماتهم. وكانت القمة اعربت في بيانها الختامي عن «قلقها ازاء تنامي الكراهية ضد الاسلام والمسلمين في العالم ونددت بالاساءة الى صورة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في وسائل اعلام بعض البلدان». وفي الجانب العربي ابدى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل امس في الدوحة استعداد حركته «للقيام بدور من اجل التهدئة بين العالم الاسلامي والدول الغربية» لحل الازمة. لكن مشعل اشترط ان تلتزم هذه الدول بالتوقف عن الاساءة لمشاعر المسلمين». وتحول موكب ديني شارك فيه مئات الالاف من المسلمين في العاصمة اللبنانية بيروت في ذكرى عاشوراء الى مظاهرة حاشدة ضد الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للمسلمين. وقال حسن نصر الله زعيم «حزب الله» اللبناني للمحتشدين « «لن يكون هناك اي تسوية قبل الاعتذار». واضاف «نريد من البرلمانات الاوروبية ان تصوت على قوانين تمنع وسائل الاعلام ان يهينوا نبينا والا سيعني ذلك انهم يريدون الاستمرار في حملتهم».

وفي الجزائر ذكرت وسائل إعلام أن مديري محطتين تلفزيونيتين جزائريتين ورئيسي تحريرهما وصحافيين يعملون فيهما أوقفوا عن العمل بسبب تقديم برامج إخبارية عرضت فيها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وطالت العقوبات التي فرضتها هيئة التلفزة الوطنية الجزائرية حوالي عشرة موظفين بمحطتي «كنال الجيري» و«كنال إيه3» ولكن يجب أن تصدق عليها اللجنة التأديبية في الهيئة.