السودان وتشاد يوقعان اتفاق سلام في ختام قمة أفريقية مصغرة في طرابلس

ليبيا عرضت مائة ألف عنصر وألف دبابة ومائة طائرة لمراقبة الحدود

TT

وقع الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي ادريس ديبي اتفاق سلام ينهي الازمة التي استمرت اشهرا بين البلدين، في ختام قمة افريقية مصغرة في طرابلس نظمها الزعيم الليبي معمر القذافي.

وينص الاتفاق خصوصا على «عودة العلاقات بين البلدين وفتح قنصلية في كل منهما ومنع استخدام اراضيهما في انشطة هدامة موجهة ضد سيادة اراضي الطرف الاخر ومنع اقامة عناصر متمردة على اراضي الطرفين». كما يقضي بـ«تشكيل قوة سلام ولجنة وزارية برئاسة ليبيا لمتابعة الاتفاق والبحث في الحلول السلمية». وجاء في نص الاتفاق مطالبة بوقف الحملات الاعلامية والكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض. ورحب الرئيسان السوداني والتشادي بالاتفاق وتعهدا بتطبيقه. وقال الرئيس السوداني في تصريحات في ختام القمة التي شارك فيها ايضا رؤساء الكونغو دنيس ساسو نغيسو الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي، وافريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزي وبوركينا فاسو بليز كومباوري، «أؤكد ان هذا الجهد يجد التقدير من السودان الذي سيلتزم بالاتفاقية ويترجمها على ارض الواقع». واضاف ان الاتفاق «بشارة خير لتشاد والسودان». واكد الرئيس التشادي من جانبه ان «هذا الاتفاق سيمكن البلدين من استرجاع علاقتهما». من جهته عبر القذافي عن ثقته بان الرئيسين التشادي والسوداني «سيلتزمان بما وقعا عليه ويحترمان توقيعاتهما»، مؤكدا ان «السلام بين البلدين ليس مسألة تشادية وسودانية فقط. هي مسألتنا، هي قضيتنا نحن كأفارقة».

واضاف ان «اللجوء من الآن فصاعدا لحمل السلاح لمحاولة حل مشاكل داخلية اصبح مطوقا ومحصورا ومرفوضا. لم يعد هناك امل في ان كل من يغضب ويحمل السلاح ان يحقق بهذه الطريقة ما يريد». وتابع انه «حتى في قمة العالم وعلى اعلى مستويات العالم لم يعد مقبولا عنده اقرار حمل السلاح وشن الحرب».

من جهته، اشاد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري بالنتائج «الايجابية» للقمة. وقال «في الحقيقة تمكنا من تحقيق اشياء لم تكن ممكنة في السابق وتخدم التنمية والاستقرار والرفاهية لشعوبنا من خلال السلم والاستقرار لكل القارة الافريقية».

وكان الزعيم الليبي رأى في بداية القمة انه «لا بد ان تقفل الحدود بين البلدين حتى لا يتسرب اي متمردين»، وعرض مساعدة ليبيا في هذا المجال. وقال ان «ليبيا تضع تحت تصرف الاتحاد الافريقي مائة الف ليبي والف دبابة تقفل الحدود ومائة طائرة تضعها ما بين تشاد والسودان، قواتنا كلها تحت تصرف الاتحاد الافريقي».

وكانت العلاقات بين السودان وتشاد قد شهدت تدهورا خطيرا في الاشهر الاخيرة.

واعلنت تشاد في ديسمبر (كانون الاول) انها في «حالة حرب» مع السودان واتهمته بمحاولات «زعزعة استقرارها» وبدعم متمردين تشاديين معارضين للرئيس ديبي.

ويقضي الاتفاق الذي وقعه البلدان ايضا بـ«تشكيل بعثة لجمع المعلومات على ارض الواقع ووقف الحملات الاعلامية بين البلدين وعدم تقديم الدعم للمسلحين من البلدين».

ورأت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الاحد انه من الضروري نشر قوة دولية كبيرة لحماية القرويين التشاديين من هجمات المليشيات المتمركزة في اقليم دارفور السوداني المجاور. وكان الزعيم الليبي رأى في افتتاح القمة ان «ما يحدث في دارفور هو سبب التوتر في العلاقات بين السودان وتشاد ويجب ان نحل هذه المشكلة ويجب الا نخرج من هذه القمة حتى نجد حلا لهذه المشكلة».

واكد القذافي «يجب ان يكون الحل افريقيا وبطرق سلمية كي لا نفتح الباب امام الطامعين». وقال «نحن لا نحتاج الى القبعات الزرقاء لدينا قواتنا الافريقية، ولا نحتاج الى قوات صديقنا (رئيس الوزراء البريطاني توني) بلير». وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو دعا نظيره السوداني لام اكول الذي كان يزور لندن الجمعة الى قبول نشر قوات دولية لحفظ السلام في دارفور طبقا لاقتراح تدافع عنه الولايات المتحدة خصوصا.

واضاف القذافي «نملك مليوني جندي افريقي ونملك ثروة تقدر بـ14 مليار دولار نصرفها على الجيش. نستطيع ان نحل مشاكلنا بانفسنا»، مؤكدا انه «اذا اراد المجتمع الدولي والامم المتحدة ان يقدموا الدعم يجب ان يقدموه بدون شروط لان هذه الشروط ستكون استعمارية وغير مبررة».

وقال الزعيم الليبي «نعترف بان هناك تهميشا في دارفور وهناك فقر لكن هذه اشياء موروثة من الاستعمار وانا مع اهل دارفور حتى يحصلوا على حقوقهم»، معتبرا ان «المسؤولية مشتركة في دارفور مناصفة بين الرئيس السوداني وبين اهل دارفور».