بوش يكشف عن إحباط عملية إرهابية استبعدت «القاعدة» العرب من تنفيذها

استهدفت أعلى برج في لوس أنجليس وشارك في التخطيط لها المعتقلان خالد شيخ وحنبلي

TT

كشف الرئيس الأميركي جورج بوش في خطاب متلفز، أن السلطات الفيدرالية الأميركية احبطت عام 2002 عملية إرهابية مماثلة لهجمات سبتمبر (ايلول) 2001، من تخطيط تنظيم «القاعدة»، جرى استبعاد العناصر العربية منها، منعا لاكتشافها قبل التنفيذ.

وأوضح الرئيس الأميركي في كلمة ألقاها أمام حشد من الحرس الوطني الأميركي، أن الخطة المفترضة كانت من إعداد خالد شيخ محمد العضو البارز في تنظيم «القاعدة»، والعقل المدبر لهجمات سبتمبر، واستهدفت أعلى برج في الغرب الأميركي وهو برج الحرية في مدينة لوس أنجليس، جنوب ولاية كاليفورنيا.

وهدف الهجوم المحبط، هو واحد من أبرز مباني مدينة لوس أنجليس، ويقع على ارتفاع 1018 قدما ويعرف ايضا بمبنى بنك الولايات المتحدة، ويعدّ أطول بناية في غرب نهر المسيسيبي. وحيا الرئيس الأميركي التعاون الدولي في ملفّ الإرهاب والذي من نتائجه إنقاذ أرواح أميركيين. وقال بوش إنّ «هذا المخطط يظهر أنّنا نواجه عدوا مصمما، تتطلب مواجهته تعاونا غير مسبوق من أمم أخرى. وبالعمل مع بعض، أوقفنا هجوما مأساويا». وقال بوش إن مدبري العملية استبعدوا إشراك العرب فيها، وقرروا الاستعانة بشبان من جنوب شرق آسيا، لا يثيرون الشبهات. وأضاف بوش في خطاب: «المؤامرة احبطت في بداية عام 2002، عندما اعتقلت دولة في جنوب شرقي آسيا، عضوا كبيرا في «القاعدة». وفي اكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كشفت ادارة بوش عن خطة لمهاجمة اهداف على الساحل الغربي، باستخدام طائرات مخطوفة قائلة انها من بين 10 مؤامرات لـ«القاعدة» تم احباطها لكن بوش قدم مزيدا من التفاصيل امس.

وتابع قوله: «إن الخطة كانت قائمة على استخدام حذاء ملغوم لاختراق كابينة احدى الطائرات، ثم اختطافها والاصطدام بها في واحدة من أعلى بنايات الغرب الأميركي، التي قال إنه يعتقد أ‏نها برج الحرية».

وأشار بوش إلى أن قيادي في «القاعدة»، يدعى حنبلي ساهم في استقطاب عدد من العناصر من جنوب شرقي آسيا ممن تم تدريبهم في أفغانستان، وقابلوا أسامة بن لادن، ثم بدأوا التحضير للعملية التي تم احباطها في أوائل 2002. وقال بوش انه في اكتوبر عام 2001 بدأ خالد شيخ محمد الذي دبر هجمات 11 سبتمبر 2001 العمل على تنفيذ هجوم اخر داخل الولايات المتحدة باستخدام قنابل مخبأة في احذية لخطف طائرة لتصدم اعلى مبنى على الساحل الغربي للولايات المتحدة.

واضاف انه بدلا من استخدام خاطفين عرب مثلما حدث في 11 سبتمبر، سعى خالد شيخ محمد الى استخدام شبان من جنوب شرقي آسيا كان يعتقد انهم لن يثيروا شكوكا كثيرة.

وقال بوش إن إحباط العملية جرى بعد أن اعتقلت إحدى الدول التي لم يسمها بالاسم، في جنوب شرقي آسيا قياديا مهما في «القاعدة». وأضاف بوش أن الشركاء في مكافحة الإرهاب في جنوب شرقي آسيا، أسفر تعاونهم عن اعتقال الحنبلي في 2003، مشيرا إلى أن الإرهابيين مازالوا مصممين على تنفيذ هجمات داخل الأراضي الأميركية، وأن جهود مكافحة الإرهاب نجحت حتى الآن في إحباط خططهم. ويشير بوش بذلك إلى الجماعة التي تطلق على نفسها اسم «الجماعة الإسلامية». ووفقا لبوش فإنّ زعيم تنظيم «القاعدة» في جنوب شرقي آسيا المعروف بالحنبلي، والذي تمّ اعتقاله خلال العام ذاته في تايلاند، «جنّد عناصر من الجماعة الإسلامية لتنفيذ المخطّط».

يشار إلى مملكة تايلاند اعتقلت شخصا يحمل اسم حنبلي، وقيل وقتها إنه العقل المدبر لتفجيرات بالي وتفجيرات أخرى، وتم نقله على متن طائرة اميركية إلى مكان سري عقب اعتقاله قرب العاصمة بانكوك، حسبما ما أعلنه مسؤولون تايلانديون. وقال مسؤولون تايلانديون وأميركيون أن السلطات التايلاندية والاميركية القت القبض على حنبلي في أيوتهايا على بعد حوالي 80 كيلومترا شمالي بانكوك. ولم تعرف الجهة التي نقل إليها بعد اعتقاله. وقال مسؤول تايلندي كبير، إن اعتقال حنبلي جاء نتيجة تعاون وكالات المخابرات ومعلومات قدمها سكان محليون. ووصف مسؤولون في استراليا أيضا حنبلي، أنه همزة الوصل الرئيسية بين «القاعدة» وجماعات اصولية في آسيا‏، كما ذكرت أنباء صحافية أنه أجرى عملية تغيير لملامح ووجهة، وكان حليق الذقن لحظة اعتقاله قبل أكثر من عامين.