اتهام الشرطة البريطانية بالتباطؤ في ملاحقة «أبو حمزة» المصري

TT

تواجه الشرطة البريطانية تساؤلات حول تباطئها بملاحقة الداعية الأصولي المصري أبو حمزة. وترد الشرطة بالقول إنها كانت متيقظة لأنشطة الداعية، الذي حكم عليه بالسجن الثلاثاء سبعة أعوام بتهم التحريض على القتل والكراهية العرقية عام 1999. غير أنه لم يقبض على أبو حمزة المصري إلا عام 2004. وتقول شرطة مكافحة الإرهاب إنها أرسلت ما توفر لديها من أدلة الى النيابة العامة «في مرات عديدة»، غير أن هذه لم تقم حيالها بأي إجراء. وقالت هيئة الاذاعة البريطانية: «إن قرار الادعاء قد يكون مستندا إلى عدم كفاية الأدلة لضمان الإدانة». وتقول المصادر البريطانية: «على وجه الخصوص لو كان هناك دليل، أو على الأقل لو أن الشرطة كانت قد اطلعت على أمور كالتنصت على مكالمات هاتفية، وهو ما تحظره المحاكم البريطانية، فقد يكون للادعاء وجهة نظره، في ما إذا كانت المحاكم ستحكم لصالحه». من جهته كتب دافيد بلانكيت وزير الداخلية البريطاني السابق ما بين اعوام 2001 و2004 في مقال بصحيفة «الصن» الشعبية البريطانية امس، ان الشرطة والادعاء الملكي كانا يتباطان في ملاحقة ابو حمزة المصري، خوفا من رد فعل الجالية الاسلامية ببريطانيا . وكانت الشرطة البريطانية قد استجوبت الاسلامي المصري عام 1999 حول ادعاءات بتورطه في التآمر لتنفيذ أعمال إرهابية في اليمن، إلا أنها لم توجه إليه في حينها أية اتهامات. واعتقل الداعية الإسلامي عام 2004 بعد تقدم الولايات المتحدة بطلب بتسليمه لها، ووجهت إليه بعد ذلك بأربعة أشهر اتهامات لها علاقة بأنشطة قام بها أثناء وجوده في المملكة المتحدة. وأدين أبو حمزة بالتحريض على الإرهاب، وامتلاك وثيقة إرهابية، بعد محاكمة في محكمة أولد بيلي بالعاصمة البريطانية. ويتهم أبو حمزة المصري، بأنه يجند لأغراض راديكالية المترددين على مسجد فنسبري بارك شمال لندن، حيث كان إماما فيه. وعثرت الشرطة لدى تفتيش المسجد على جوازات مزورة، وغاز مسيل للدموع وسكاكين ومسدسات وتم إغلاقه. استمر أبو حمزة المولود في مصر بالدعوة خارج مبنى المسجد، لكن بعد اعتقاله عام 2004 عثر على أكثر من ثلاثة آلاف شريط تسجيل صوتي، وستمائة شريط فيديو بغرض التوزيع. كذلك عثر على دليل إرهابي هو «موسوعة الجهاد الأفغاني» في منزله غرب لندن، وفي الموسوعة أسماء ساعة بيغ بن وبرج إيفل وتمثال الحرية كأهداف يمكن مهاجمتها. وخلال محاكمته استمعت هيئة المحلفين إلى تسجيلات لخطب له، فيها يصف اليهود بأنهم «أعداء الإسلام». ومكث أبو حمزة بالفعل في السجن منذ مايو (أيار) 2004 وهو يعتزم استئناف الحكم. وقال على لسان محاميته إنه «سجين العقيدة» وإنه «يلقى الشهادة ببطء». وقد أدين بإحدى عشرة تهمة من أصل خمس عشرة وجهت إليه، وسيظل حبيس سجن بيل مارش الأمني، حيث احتجز منذ عام 2004. ويعتقد أنه سيكون من حقه طلب الإفراج عنه عام 2008. الى ذلك أنكرت الشرطة البريطانية تقارير صحافية تقول، إن لـ«أبو حمزة» المصري صلة بمنفذي تفجيرات شبكة المواصلات في لندن في السابع من يوليو (تموز)، والذين كانوا مسلمين من مواليد بريطانيا. وقال ناطق باسم الشرطة «ليس لدينا حتى الآن أي دليل بأن لهؤلاء علاقة بـ«أبو حمزة». وقالت صحيفة «الاندبندنت» أول من أمس، إن أبو حمزة، واسمه الأصلي مصطفى كامل، ولد لعسكري مصري في الاسكندرية، في بيئة مريحة لا تمت للتشدد الديني بصلة، ولما نزل بمطار هيثرو في 1979، كان بعيدا كل البعد عن رجل الدين المتشدد، الذي سيدعو الى قتل اليهود، ويشبه بريطانيا بالمرحاض. وتنقل الصحيفة عن أبو حمزة قوله قبل عامين: «حلمت بالهجرة الى الغرب، ظنا مني انه جنة، بوسعك فعل ما يحلو لك فيها، فأنا لم أكن مسلما جيدا». وكان مصطفى كامل مهووسا باللياقة البدنية، وكان يرتدي سراويل جينز وقمصان تي شيرت. وعمل في فندق لتمويل دراساته. وكان ذلك الفندق الذي التقى فيه فاليري ترافرسو، التي كانت أما مطلقة من حي تشيلسي الغني. وتزوج الاثنان عام 1980 وحملت فاليري ابنه محمد، بينما بذل هو مجهودا كبيرا للتوفيق بين دراساته وعمله في الفندق، بل وأضاف عملا آخر كحارس في أحد الملاهي الليلية.