مدير المباحث الأميركية يبحث في القاهرة ملاحقة عناصر «القاعدة» وتبادل المعلومات حول الخلايا النائمة

TT

بحث الرئيس المصري حسني مبارك وروبرت موللر مدير مكتب المباحث الفيدرالي الأميركي «إف بي آي» سبل التعاون القانوني والجنائي بين مصر والولايات المتحدة فيما يتعلق بقضايا الإرهاب والإنترنت والمخدرات.

وقال موللر للصحافيين عقب استقبال مبارك له والوفد المرافق بمقر الرئاسة المصرية في القاهرة أمس إن لقاءه الرئيس مبارك تناول أيضا الشق القانوني والتعاون الجنائي بين مصر والولايات المتحدة، مشيرا إلى ان العالم يواجه في الوقت الراهن أخطارا كبيرة مثل الإرهاب وجرائم الإنترنت والمخدرات. وأضاف أن الملحق القانوني الأميركي في القاهرة يقوم بالتعاون مع السلطات في مصر بتبادل المعلومات وتعقب المجرمين الذين يمارسون جرائمهم في العديد من البلدان. وأعرب المسؤول الأميركي عن سعادته لزيارة مصر والعودة مرة أخرى إلى القاهرة في ثاني زيارة له لمصر، مشيرا إلى انه بحث أيضا مع الرئيس مبارك عددا من القضايا ذات السمة العالمية بهدف تبادل المعلومات والخبرات في مجالات عمليات التحقيقات التي تجرى بشأن هذه النوعية من الجرائم مثل الإرهاب والجريمة المنظمة. وأشار إلى أهمية التعاون بين الجهات المعنية بهذا الشأن في الدول المختلفة لانجاح هذا العمل فضلا عن بحث تعزيز العلاقات بين مصر والولايات المتحدة في هذا المجال وتبادل الخبرات المشتركة بين المؤسسات في البلدين ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وحركة المجرمين عبر الحدود والعمل معا. وردا علي سؤال حول ما إذا كان قد ناقش مع الرئيس مبارك قضايا بعينها، قال موللر انه ليس بمقدوره الحديث عن حالات او قضايا معينة. وكان موللر قد وصل الليلة الماضية إلى القاهرة في زيارة لمصر تستغرق يومين قادما من الجزائر ضمن جولة زار خلالها أيضا المغرب. وأكدت مصادر أميركية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن روبرت موللر مدير مكتب المباحث الفيدرالية الأميركي التقى اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية، كما عقد اجتماعا آخر مع قيادات مندوبية «أف بي أي» بالسفارة الأميركية في القاهرة.

وحسب ما أكدته المصادر فان موللر الذي يعتبر المسؤول الأول عن مكافحة الإرهاب بأميركا بحث مع عمر سليمان كيفية تنسيق الجهود الأمنية مع الجانب المصري وضرورة التعاون بين البلدين لتتبع خطوات أعضاء تنظيم القاعدة الكبار وعلى رأسهم المصري أيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم بعد أسامة بن لادن، كما تم تبادل بعض المعلومات حول الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة واحتمالات قيامها بتنفيذ هجمات ضد المصالح الغربية في عدد من الدول العربية وأميركا والغرب وبما يسمح بتداول المعلومات في وقت مبكر بالتعاون بين واشنطن والجزائر والمغرب وهي الدول التي شملتها جولة موللر.

كما عقد موللر لقاء مع كبار مسؤولي مندوبية «اف بي أي» التي تعتبر أهم مركز لمكتب التحقيقات الفيدرالية بافريقيا والشرق الأوسط والتي تم الاتفاق على عملها باتفاق بين الحكومتين المصرية والأميركية في التسعينات من القرن الماضي.

وتطرق الاجتماع إلى ضرورة بذل المزيد من التعاون مع الجانب المصري لمعرفة بعض الأماكن المحتمل أن يوجد بها أيمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة وعدد من القيادات الأخرى، حيث ان الجانب الأميركي يعتقد بأن جهاز الاستخبارات المصري لديه معلومات حول العديد من التحركات الخاصة بتنظيم القاعدة وضرورة التنسيق بشكل كامل معه.

وتعد مندوبية «اف بي اي» بالقاهرة واحدة من أهم المكاتب الخارجية للمكتب والتي لديها ملف كامل عن أعضاء تنظيم القاعدة وعينات من الحامض النووي لقيادات كبيرة في التنظيم، كما ان المكتب هو الذي أجرى أول تحقيقات في حادث تفجير سفارتي أميركا في كينيا وتنزانيا، وشاركت عناصر منه في التحقيقات المصرية حول حادث التفجير بشرم الشيخ في يوليو الماضي ووجود بعض أعضائه مع الجانب المصري للمساعدة.