«حزب الله» يستعجل الحوار الداخلي اللبناني ويدعو الأكثرية «الوهمية» إلى التعاون لبناء البلد

TT

دعا الامين العام لـ«حزب الله» اللبناني الشيخ حسن نصر الله الى «استعجال الحوار الوطني الداخلي»، محذرا الاكثرية الحاكمة، التي لمح الى أنها «أكثرية وهمية أو ضئيلة»، بأن يسلموا بـ«الحقائق التي انتجتها التطورات الاخيرة»، معتبرا ان «الطريقة التي يدار فيها لبنان منذ الانتخابات الى اليوم، لا يمكن ان تنتج لا حكومة قادرة، ولا يمكن ان تبني مؤسسات دولة قادرة وحقيقية».

وكان «حزب الله» قد أحيا امس ذكرى العاشر من محرم بمسيرات شارك فيها مئات الآلاف من الشيعة في المناطق اللبنانية كانت اكبرها بضاحية بيروت الجنوبية في اجواء مناخية قاسية، وقدرتها وكالات الانباء بـ«مئات الالاف». وقال الحزب ان المشاركين فيها تجاوزوا المليون. وتجمع المشاركون في المسيرة في ملعب لكرة القدم وفي محيطه حيث ألقى فيهم الامين العام للحزب الشيخ حسن نصر الله الذي دعا نصر الله الى الاستمرار في لبنان بالتنديد بالإهانة بـ«أساليب مختلفة وحضارية ومنضبطة ومدروسة، لنوصل صوتنا الى العالم»، معتبرا ان ما جرى (الاحد الماضي من أعمال شغب) في منطقة الاشرفية «يجب ان يعالج ويجب ان يصحح، هذه هي مسؤولية الحكومة». ودعا «الجميع الى عدم التهرب من مسؤولياتهم» والى التخلص مما سماه «بعض التفاهات» قائلا: «ليس كل ما يحصل شيء في الشارع انقلاب سياسي، وانقلاب من خارج الحدود». ووجه الشكر لأهالي الأشرفية (ذات الغالبية المسيحية) على صبرهم ووطنيتهم». وقال: «الذين أخطأوا يمكن ان يعاقبوا ولا يستطيع احد ان يتحمل الخطأ في بلد يمر بظروف حساسة، هذا هو حجم الموضوع وهذا هو اطاره، لا نأخذه الى أبعد من ذلك. ما جرى في الاشرفية يجب ان يعالج ويجب ان نستمر كمسلمين ومسيحيين في التعاضد لرفض الإساءة الى أنبيائنا والى مقدساتنا».

وتطرق نصر الله الى ذكرى اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري في الـ14 من فبراير (شباط) الجاري، معتبرا انها «ذكرى عزيزة على اللبنانيين جميعا ومؤلمة، وتعبر عن فجيعة»، داعيا الى «إبقائها مناسبة وطنية»، وقال: «لا يجوز ان نحول مناسبة جامعة الى مناسبة ممزقة، اللبنانيون جميعا ادانوا اغتيال الرئيس الشهيد، اللبنانيون جميعا شاركوا في عزائه، اللبنانيون جميعا يريدون معرفة الحقيقة، واللبنانيون جميعا يريدون معاقبة القتلة، يجب الرقي بهذه القضية، الى مستواها الوطني والانساني»، مستغربا قيام «وسائل الاعلام، خصوصا تلك التي تدعي قربا وحبا للرئيس رفيق الحريري، وبعض السياسيين الذين يدعون انهم الأخلص والأصدق في قضية الرئيس الحريري، بـ«القص والشطب من وثيقة تعبر عن ارادة تيارين سياسيين كبيرين (الوثيقة التي صدرت عن لقاء حزب الله مع التيار الوطني الحر)، والتي اكدت، والتي ادانت كل عمليات الاغتيال ومحاولات الاغتيال، قبل الرئيس الحريري وبعده، من مروان حمادة الى جبران تويني، الى كل الاحداث التي حصلت، وأكدت على ضرورة التحقيق وكشف الحقيقة»، معتبرا ان هذا «عيب وكذب وعدم تحمل للمسؤولية»، وهذا «إساءة الى وطنية قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل ان يكون إساءة الى حزب الله او الى التيار الوطني الحر». واستعجل نصر الله «الحوار الوطني الداخلي، سواء في اطار مجلس النواب، استنادا لمبادرة دولة الرئيس نبيه بري، أو في اطار الحكومة، وفي أي إطار اشمل وأوسع». وتوجه الى «اللبنانيين جميعا، انطلاقا من تجربة السبعة اشهر الماضية» بالقول: «هذا بلد لا يمكن ان يحكم بمنطق الاكثرية والاقلية، وخصوصا اذا كانت هذه الاكثرية وهمية، وغير دقيقة، واذا كانت اكثرية نسبية، وليست اكثرية كبيرة وبالغة»، واضاف: «هذا البلد بحاجة الى الجميع، نحن نرفض ان يشطب أي تيار سياسي، أو أي طائفة، سواء كانت صغيرة او كبيرة».

وطالب نصر الله بـ«ترتيب الأوضاع والعلاقة مع سورية ليس على حساب التحقيق الدولي ولا على حساب الحقيقة»، مشددا على ان «استمرار الوضع القائم بين لبنان وسورية ليس من مصلحة لبنان على الاطلاق. من يريد ان يخوض حربا مع سورية او على سورية يمكنه ان يستفيد من حزبه او جماعته او فئته، ولكن لا يجوز جر الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية ومؤسساتها الى حرب من هذا النوع او الى مشروع من هذا النوع، ليس لمصلحة لبنان».