مصادر: بوش يعرض «مظلة حماية» لإسرائيل من تهديدات إيران مقابل عدم تحركها منفردة

موسكو تعتبر عرضها النووي على طهران قائما وتنتظر الرد

TT

قالت روسيا إنها ما زالت بانتظار تأكيد الحكومة الإيرانية، إنها سترسل وفدا الى موسكو هذا الاسبوع، للتباحث حول العرض الروسي لإيران بخصوص تخصيب اليورانيوم الايراني في الاراضي الروسية لطمأنة العالم الى نوايا طهران النووية، موضحة ان طهران لم تؤكد حتى الآن ان الوفد سيتوجه الى طهران في الموعد المقرر للمفاوضات. وذكرت وكالة انباء «انترفاكس» الروسية امس، عن سيرجى كيسليك نائب وزير الخارجية الروسي، قوله ان الاقتراح الروسي ما زال قائما. وتابع ان مسألة ما اذا كانت طهران تنظر في الاقتراح بجدية، وما اذا كانت سترسل وفدا رسميا للتفاوض حوله ستتضح يوم 16 فبراير (شباط) الحالي، وهو موعد المفاوضات بين الطرفين. وكانت إيران قد هددت بعد قرار مجلس أمناء وكالة الطاقة الذرية الأسبوع الماضي، إحالة ملفها النووي الى مجلس الامن الدولى، بإنهاء التزامها بتعهداتها بموجب البرتوكول الاضافي الملحق بمعاهدة منع الانتشار النووي الذي يسمح للمفتشين الدوليين بالتفتيش المفاجئ للمنشآت النووية الإيرانية. كما قالت طهران إنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم على نطاق واسع، مما عزز شكوكا روسية بأن طهران تمهد لرفض الاقتراح الروسي، الذي لم تكن طهران متحمسة له اصلا. الى ذلك، وحول الخطط الإسرائيلية الاميركية حيال إيران، بعد رفع ملفها لمجلس الأمن الدولي في محاولة لتطويقها، قالت مصادر انه برغم اتباع اسرائيل منذ فترة طويلة سياسة الهجمات الوقائية، باعتبارها الوسيلة المفضلة لديها للدفاع، غير أنه عندما يتعلق الأمر بتعامل اسرائيل مع ايران، فإن هذا الخيار قد يتوقف على «مظلة» حماية معروضة من جانب الولايات المتحدة. ويأتي في صلب هذا التغير، تعهد الرئيس الاميركي جورج بوش في مقابلة مع «رويترز»، الأسبوع الماضي بـ«الدفاع عن اسرائيل» في مواجهة اللهجة المتشددة الآخذة في التصاعد من جانب طهران.

وتخطت تصريحات بوش هذه، لغة التعهدات الاميركية السابقة والتي ركزت على الحفاظ على التفوق العسكري لاسرائيل، في مواجهة أعدائها بالشرق الأوسط. ويقول خبراء إنه مع الأخذ في الاعتبار، الجهود الاميركية لكبح خطط إيران النووية من خلال الدبلوماسية الدولية، فإنه سيتعين على إسرائيل أن تعلق أي خطط خاصة بمهام أحادية تزلزل المنطقة كلها، على غرار القصف الاسرائيلي المفاجئ للمفاعل الذري العراقي في «اوزيراك» عام 1981.

ودعم هذا التفكير تعهدات بوش التي أعادت الى الأذهان، معاهدات الحرب الباردة مثل انشاء حلف شمال الاطلسي في اوروبا و«المظلة النووية»، فوق اليابان، والتي دافعت عن حلفاء الولايات المتحدة ضد السوفييت مع الزامهم بالحصول على موافقة واشنطن، بشأن أي تحركات عسكرية. وكتب الوف بين، المراسل الدبلوماسي لصحيفة «هارتس» الاسرائيلية واسعة الانتشار «لا توجد في الحياة السياسية وجبات غذاء مجانية.. وتصريحات بوش لها ثمن. انها تزيل.. ان وجدت.. امكانية معالجة اسرائيل الأمور بنفسها». وأضاف «القرار الخاص، بما اذا كان سيتم التحرك ضد ايران وتوقيته سيتخذ في البيت الأبيض، لا في المقر السري للاركان العامة للجيش الاسرائيلي». وأقر مسؤول اسرائيلي بارز طلب عدم الكشف عن اسمه، بأن تعهد بوش رفع العلاقات الثنائية الى «مستوى جديد»، غير أنه صرح بأن اسرائيل لم تعد بشيء في المقابل. وردا على سؤال حول ما اذا كانت اسرائيل تدرس التحرك عسكريا ضد ايران، قال المسؤول «سياستنا هي اتباع القيادة الاميركية في هذا الأمر». وتقول ايران ان برنامجها النووي يهدف فقط الى الحصول على الطاقة وليس صنع الاسلحة. وقال بين، ان الصفقة الاميركية أدت بالفعل الى تحجيم خطاب المسؤولين الاسرائيليين، الذين رفضوا في السابق استبعاد القيام بعملية على غرار عملية «اوزيراك» ضد ايران. وقال بين، انه اتباعا لهذا النهج، أسقط رئيس الوزراء الاسرائيلي المؤقت ايهود اولمرت، ذكر ايران من خطاب مهم له حول السياسة الاسرائيلية مؤخرا. ومثل هذا الصمت لا يعد ثمنا باهظا بالنسبة لاسرائيل، التي اعتبر كثير من الخبراء الدفاعيين تهديداتها المبطنة من قبل لإيران جوفاء. وعلى العكس من العراق ابان عهد الرئيس المخلوع صدام حسين، فإن إيران لديها مواقع نووية عديدة ومتفرقة ومحصنة وهو تحد ربما يكون أبعد من قدرات الجيش الاسرائيلي ولا يمكن لغير القوات الامريكية التصدي له.

وقال باتريك كرونين من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن «هذه (تعهدات بوش) هي تصريحات بالغة الاهمية، وأنا على يقين من أنها محسوبة ولو بشكل جزئي على الأقل»، وأضاف أن اتفاقا من جانب إسرائيل للتغاضي عن تحرك أحادي ضد ايران «لن يكلف كثيرا.. لأنه من الناحية التكتيكية في الوقت الذي لا تعد فيه الخيارات العسكرية الاسرائيلية معدومة، الا انها قريبة من الانعدام».