رئيس الوزراء الماليزي: الإسلام ليس قتل المدنيين.. والغرب ليس الهيمنة العالمية

TT

اجتمع مهتمون بالحوار بين الحضارتين الاسلامية والغربية من الشرق والغرب في العاصمة الماليزيا أمس، للمشاركة فى مؤتمر «من يتحدث باسم الإسلام؟ ومن يتحدث باسم الغرب؟»، وذلك وسط أزمة الرسوم الكرتونية التي عمقت الخلافات بين العالمين الاسلامي والغرب. وشدد المشاركون على أنه لا يوجد صدام بين الحضارتين الاسلامية والغربية، موضحين أن الحوار ما زال مستمراً ونشطاً بين الطرفين. كما أكد المشاركون أن الحديث عن حضارتين «اسلامية» و«غربية» ليس متساويا، فبينما الأولى تشير الى هوية دينية، إلا أن الثانية تشير إلى منطقة جغرافية. وكانت هذه من بين جملة تحديات واجهت أكثر من 50 شخصية سياسية وأكاديمية واعلامية، سعت الى بلورة شيء ما من التصورات حول الحضارتين، بينما يستمر النقاش اليوم تحت رعاية «معهد الدبلوماسية والعلاقات الخارجية»، التابع لوزارة الخارجية الماليزية ومعهد «الحوارات: العالم الاسلامي، الولايات المتحدة والغرب» التابع لجامعة نيويورك.

وافتتح المؤتمر رئيس الوزراء الماليزي عبد الله أحمد بدوي، الذي ألقى كلمة معبرة وصريحة تطرقت الى «الوجه الغربي» الذي يراه الاسلام، موضحاً ان «هيمنة مراكز القوى الغربية، هي الوجه الاكثر ابرازاً للمسلمين اليوم». ورأى بدوي أن «القرآن الكريم هو الناطق باسم الاسلام.. وكل المسلمين الذين يحاولون العيش بحسب التعاليم والمبادئ التي ينصها القرآن هم الناطقون باسم الإسلام»، رافضاَ بأن يكون «الذين يقتلون المدنيين والأبرياء عن قصد والذين يضطهدون الآخرين»، متحدثين باسم الدين الحنيف. وأشار الى «الحضارة الاسلامية»، التي تطبق تعاليمها الحكومة الماليزية هي التي تبين مبادئ المسلمين بما فيها من طاعة لله تعالى وحكومة عادلة وشعب حر. ومن جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الماليزي «الذين يغزون بلدان الآخرين، والذين يقتلون الأطفال والنساء والرجال الأبرياء، والذين يحاولون الوصول الى هيمنة عالمية لا يدافعون عن الحضارة الغربية». ومن الجدير بالذكر أن «الشرق الأوسط» كانت الجهة الاعلامية العربية الوحيدة المشاركة، بالاضافة الى صحيفة «لوموند» الفرنسية و«دي كرونينزتانغ» النمساوية و«نيويورك تايمز» الاميركية.

ويشارك في المؤتمر، نخبة من المختصين بالحوار بين الحضارات، على رأسهم الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي والمفتي العام لدولة البوسنة والهرسك. وقد اعتذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور اكمل الدين احسان اوغلو عن المشاركة في المؤتمر، بسبب ارتباطاتهما في الشرق الأوسط، والتطورات الأخيرة حول العلاقات الاسلامية ـ الاوروبية في ظل الاحتجاجات على نشر الصحف الاوروبية الرسومات المسيئة للاسلام.