شوكت عزيز: شراكة السعودية وباكستان لخدمة قضايا الأمة.. والإسلام لا يظهر بصورة جيدة في العالم

رئيس الوزراء الباكستاني قال إن تفاعل الرياض مع التطورات في جنوب آسيا يحسن الأوضاع في المنطقة

TT

قال رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز إن زيارة خدام الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخيرة لباكستان، تدخل في اطار العلاقة الاستراتيجية المستمرة بين السعودية وباكستان.

ووصف عزيز العلاقات بين البلدين بأنها شراكة استراتيجية تتجاوز حدود الصداقة. وأوضح «لقد دعمنا بعضنا البعض، ووقفنا الي جوار بعضنا البعض، ولدينا روابط قوية وهي علاقة غاية في الثراء. فهناك ما يصل الى مليون باكستاني يعملون في السعودية، كما ذكر العاهل السعودية، ولدينا العديد من المستثمرين السعوديين هنا. وندعم بعضنا البعض في تشجيع قضايا الأمة الإسلامية وتعزيز التجارة والاستثمارات».

وشكر رئيس الوزراء الباكستاني في لقاء مع الزميلة «عرب نيوز» السعودية، لتبرعها السخي لضحايا الزلزال». وقال «نرى خادم الحرمين الشريفين زعيما للأمة الإسلامية. فالإسلام لا يظهر بصورة جيدة في العالم، ونحتاج الى العمل معا لشرح ديننا ونتطلع للسعودية للقيام بدور في الأمة الاسلامية ككل. وبسبب العلاقات التاريخية والايمان المشترك والقيم المشتركة نسعى من أجل السلام والاخوة ومساعدة الامة، وهو الأمر الذي يقربنا معا. وهذه العلاقة هي مصدر قوة باكستان. انه صديق حقيقي لباكستان، وزعيم على المستوى الدولي وزعيم للامة الاسلامية. لقد تركت هذه الزيارة اثرا في قلوب وعقول الشعب الباكستاني».

كما اعتبر شوكت عزيز، زيارة خادم الحرمين الشريفين للهند والصين حدثا جيدا للمنطقة. وأوضح «أية علاقة بين بلدين ليست موجهة ضد أي البلد الآخر. فالهند دولة كبيرة لديها قضايا مشتركة مع باكستان، وكلما تزايد تفاعل السعودية، كان الوضع افضل لتحسين العلاقات والاوضاع في المنطقة. وهناك قضية كشمير بين الهند وباكستان، وهي جزء مسلم في جنوب آسيا، حيث توجد خلافات لم تحل وانتهاكات لحقوق الانسان للمسلمين في المنطقة. وهو ما يخلق الكثير من القلق في باكستان وفي الأمة الاسلامية ككل».

وفيما يتعلق بالاقتصاد الباكستاني، أعرب شوكت عزيز عن فخره وتفاؤله بخصوص وضع الاقتصاد وتوجهاته. وقال «لقد شاهد الاقتصاد الباكستاني تحولات رئيسية في السنوات الست الأخيرة. وهو ينمو اليوم، ويعتبر واحدا من أسرع النظم الاقتصادية نموا في آسيا. ففي العام الماضي شاهدت باكستان ثاني أسرع نمو اقتصادي بعد الصين. وقد ارتفع متوسط الدخل القومي، وهو يقترب من 730 دولارا في السنة، وهو اعلى من الدول المجاورة. وهو يجذب مستويات عالية الاستثمارات الداخلية والدولية».

وأوضح ان السبب وراء عملية التحول هو الاستمرارية وعدم التناقضات. وهي سياسة قائمة على اجندا واسعة للاصلاح الهيكلي نابعة من فلسفة تهدف الى التحرر والخصخصة والتركيز على القطاع الخاص كمحرك للتنمية وعلى الحكومة كصانعة للقرار ومنظمة. ولا يوجد فرق بين المستثمر الاجنبي والمحلي. وأوضح «في باكستان لا يوجد فرق، يمكنك امتلاك مائة في المائة من شركة ما، أو من عقار أو أية نسبة ترغب فيها، ولا نحدد أي مكان يجب ان تضع فيه استثماراتك او أي نسبة».

وأكد أن المعاملات التجارية مع السعودية تتزايد، وتابع «ان المستثمرين السعوديين يأتون لباكستان. ولقد اشتروا مؤخرا شركة كهرباء كراتشي، ويملكون ايضا هابكو وهي شركة أساسية من شركات توليد الكهرباء. بينما استثمر عدد كبير من الاشخاص أموالهم في العقارات. وكان الأمير الوليد بن طلال هنا يبحث عن فنادق. ويبذل المصدرون الباكستانيون جهدا كبيرا لتنويع منتجاتهم من النسيج والملابس الجلدية، حيث تعتبر باكستان من كبار الدول المصدرة للأحذية لإيطاليا، حيث يتم وضع اللمسات الأخيرة عليها».

وفي سؤال حول ما اذا كان الأمن قضية، ولا سيما مع الهجوم التي شنته الولايات المتحدة بالصواريخ على متمردين في اقليم بالوشستان، وتفجير سيارة وغيرها من الحوادث، اكد عزيز ان الأمن ليس قضية بالنسبة للاقتصاد، «وكما ترى يوجد العديد من الأجانب هنا، ولا يمكنك العثور على غرفة فندق خالية».

وحول القصف الصاروخي الاميركي قال رئيس الوزراء الباكستاني، ان «العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة علاقات تاريخية ومتعددة الوجوه. وهي تغطي الامن والدفاع والدبلوماسية والقضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ويعمل العديد من الباكستانيين في الولايات المتحدة. وتوجد حوالي 60 شركة اميركية تعمل هنا. وتدفع الشركات الاميركية 9 في المائة من الضرائب في باكستان وتتوسع باستمرار».

وذكر شوكت عزيز ان الرئيس الأميركي جورج بوش سيزور باكستان خلال ثلاثة اسابيع. وقد قدمت الولايات مساعدات لباكستان قيمتها 600 مليون دولار سنويا، وهي المساعدات التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة الرئيس الباكستاني برويز مشرف لواشنطن».