القوات الأميركية تقيد معتقلين في غوانتانامو وتطعمهم بالقوة

TT

ميامي ـ رويترز: قالت صحيفة نيويورك تايمز امس، ان المسؤولين العسكريين في السجن الحربي الأميركي بغوانتانامو في كوبا قيدوا السجناء المضربين عن الطعام في مقاعد طوال ساعات وقاموا بتغذيتهم بالقوة من خلال المحاليل وعزلوهم في زنازين باردة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين قولهم ان هذه الاجراءات المشددة طبقت خلال الاسابيع القليلة الماضية بعد ان علمت السلطات بان بعض السجناء قرروا الانتحار. وكانت النتيجة هي تراجع عدد السجناء المضربين عن الطعام بدرجة ملحوظة.

وقال اللفتنانت كولونيل جيريمي مارتن كبير المتحدثين باسم عمليات الاحتجاز في غوانتانامو ان اربعة سجناء فقط مازالوا مضربين عن الطعام بدلا من 84 في اواخر ديسمبر (كانون الاول) وان ثلاثة يجري تغذيتهم بالمحاليل. ويقول محامون ان هذه المعاملة تشكل انتهاكا لحقوق الانسان. وقال توماس ويلنر المحامي بشركة شيرمان اند ستيرلينج بواشنطن للصحيفة «من الواضح ان الحكومة انهت اضراب الطعام باستخدام القوة وباكثر اساليب المعاملة وحشية وغير انسانية».

وأضاف ويلنر الذي زار الاسبوع الماضي ستة محتجزين كويتيين يمثلهم «انه عار». ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين عسكريين لم تكشف عن هويتهم قولهم ان الحراس قيدوا السجناء في المقاعد طوال ساعات وقاموا بتغذيتهم عن طريق المحاليل ومنعوهم بعد ذلك من التقيؤ.

وقال مارتن لرويترز بالبريد الإلكتروني ان التغذية بالمحاليل والملاحظة اللاحقة تستمر عادة نحو 90 دقيقة وقال ان القيود تستخدم «حين تكون هناك حاجة لها»، ولم يرد بشكل محدد على سؤال حول تقييد السجناء في المقاعد. وذكر مارتن ان عمليات التغذية تمت بطريقة انسانية تحت اشراف اطباء وممرضات متطوعات بموجب لوائح المكتب الاتحادي للسجناء المطبقة في المؤسسات الاصلاحية في الولايات المتحدة. وتقول عدة جماعات طبية منها الرابطة الطبية الدولية ان تغذية اناس بالقوة هي انتهاك اخلاقي.

من جهة اخرى أظهرت مراجعة وثائق حكومية ان غالبية السجناء في قاعدة بحرية بخليج غوانتانامو غير متهمين بارتكاب اعمال معادية ضد الولايات المتحدة أو حلفائها وان نسبة قليلة منهم تم اعتقالهم بمعرفة القوات الأميركية. وخلص تقرير جمعته كلية القانون بجامعة سيتون هول في نيو جيرزي وقدم لرويترز اول من امس الى ان «الغالبية العظمى من المعتقلين لم يشاركوا في أي قتال ضد الولايات المتحدة في ارض المعركة».

وحلل التقرير الذي رفعت الحكومة السرية عنه الادلة التي استخدمها الجيش في جلسات عام 2004 ليقرر ان كان 517 معتقلا في غوانتانامو كانوا من المقاتلين الاعداء. ويمثل احد المؤلفين وهو مارك دينبو استاذ القانون بجامعة سيتون هول اثنين من معتقلي غوانتانامو.

ولا تستخدم الملخصات اسماء السجناء او تشمل ادلة سرية بحثتها لجان المراجعة. لكن التحليل يقدم صورة عن المحتجزين لفترات غير محددة في معسكر الاعتقال الذي اقامته الولايات المتحدة في كوبا في عام 2002 لاحتجاز الارهابيين المشتبه فيهم الذين اعتقلوا في الحرب ضد تنظيم «القاعدة» وحركة طالبان المؤيدة للقاعدة في افغانستان. وقالت الدراسة ان 55 في المائة لم يوجه اليهم الاتهام في الوثائق بارتكاب اعمال عدائية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

ومن بين الذين تم تدوين مكان القبض عليهم خمسة في المائة فقط تم اعتقالهم بمعرفة القوات الأميركية. وتم اعتقال الباقين بمعرفة قوات باكستانية في افغانستان وباكستان أو بواسطة التحالف الشمالي.