وزراء دفاع الأطلسي يجتمعون في إيطاليا لوضع اللمسات الأخيرة على تشكيل قوة للتدخل السريع

روسيا والحلف يتعهدان بتوثيق العلاقات العسكرية وتبادل المعلومات

TT

اجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي امس في ايطاليا لوضع اللمسات الأخيرة على تشكيل قوة للتدخل السريع قوامها 25 ألف فرد تكون على أهبة الاستعداد للتعامل مع مواقع الأزمات في شتى أنحاء العالم بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وتعتبر هذه الخطوة حيوية بالنسبة للجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لتحويل الحلف، الذي تشكل قبل 57 عاما إبان الحرب الباردة لحماية أوروبا، الى حلف قادر على القيام بمهام تتفاوت بين تقديم المساعدات الى الاشتراك في القتال خلال ايام معدودة من إخطاره.

لكن قوة التدخل السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي تنقصها القوات، كما كشفت جهود تسليم مواد الإغاثة الى ضحايا زلزال باكستان هذا الشتاء عن خلافات بين دول الحلف الست والعشرين حول التمويل ونشر القوات.

وقال مسؤول فرنسي طلب عدم نشر اسمه «يجب ألا يبدد حلف شمال الأطلسي موارده في مهام هناك منظمات أفضل منه في أدائها وان كنا لا نستبعد القيام بمهام إنسانية أخرى في المستقبل. الدور الرئيسي للحلف هو دور عسكري».

وتشارك وجهة النظر الفرنسية هذه دول أخرى على رأسها إسبانيا، لكن الولايات المتحدة وبريطانيا تتمسكان بأن قيام الحلف بمد جسور جوية لنقل آلاف الأطنان من مواد الإغاثة الى باكستان ضروري لإظهار معدنه.

وفي الوقت الراهن تضم قوة التدخل السريع للحلف نحو17 ألفا، ومن المفترض ان تصبح جاهزة للعمل في أكتوبر بقوة قوامها 25 ألفا تكون قادرة على الانتشار بعد خمسة ايام فقط من إخطارها، وان تكون قادرة على تجهيز نفسها لعمليات تستمر 30 يوما على الأقل.

ومن المتوقع ان يضغط دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي الذي اقترح تشكيل القوة عام 2002 على الدول الأعضاء في الحلف للمساهمة بمزيد من القوات في قوة التدخل السريع والتي من المقرر ان تجري اول مناورة مشتركة كبيرة لها في جزر الرأس الأخضر في المحيط الهادي في يونيو (حزيران) المقبل.

ومن جهتها، تعهدت روسيا وحلف شمال الأطلسي أمس بتوثيق العلاقات العسكرية بينهما وتبادل المعلومات بشأن القضايا التي تمس الأمن العالمي.

وقال جاب دي هوب شيفر، سكرتير عام حلف شمال الأطلسي، للصحافيين بعد اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف وعددها 26 دولة مع نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف «نحن نتبادل المعلومات والبيانات والتحليلات».

وأضاف «هذه لحظة مهمة في علاقاتن»، مضيفا أن الوزراء أكدوا وجود «الإرادة السياسية لاستكشاف مجالات جديدة للتعاون» بما في ذلك تحسين التعاون وتبادل المعلومات بين القوات الروسية وقوات الحلف.

وقال إيفانوف إن المباحثات تركزت على العلاقات العسكرية والتعاون بشأن القضايا التي تمس الأمن العالمي مضيفا أن «تعاوننا يمضي قدما كذلك على مستوى العلاقات الثنائية مع الدول الأعضاء في الحلف».

وأقامت روسيا وحلف شمال الأطلسي منذ ثلاث سنوات مجلسا خاصا لتشجيع التعاون في القضايا الأمنية. وشهدت العلاقات بين الجانبين تحسنا سريعا في الشهور الأخيرة، ويتوقع أن تشارك روسيا الصيف المقبل في عملية «المسعى النشط» التي يقوم بها الحلف بغرض مكافحة الإرهاب في منطقة البحر المتوسط.

ويتوقع أن يحضر ممثلون عن إسرائيل ومصر والأردن والجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا في أول لقاء على الإطلاق يجمع بين وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي وجنوب المتوسط.

ولكن بعض الدول العربية سترسل نواب وزراء ومسؤولين عسكريين كبارا للمشاركة في الاجتماع الذي سيعقد في مدينة تاورمينا الإيطالية.