الحزب الإسلامي يدعو في ذكرى استشهاد الإمام الحسين إلى وحدة الكلمة والصف

TT

اشار الحزب الاسلامي العراقي الى ان ذكرى استشهاد سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي عليهما السلام، «تزامنت مع تدهور الوضع الامني وانفلاته واستمرار نزيف الدم العراقي وتفشي الفساد وازدياد الظلم والبغي والطغيان، مما يستدعي ان نقف طويلاً امام هذه الفاجعة، التي هزت قلوب المسلمين وضمائرهم عبر التأريخ، وما زال صداها يؤلم كل قلب حي، لنستلهم منها الدروس والعبر ونستفيد في اصلاح واقعنا المر ومداواة جراحاتنا التي تنزف».

وأوضح الحزب، في بيان صحافي، «ان من اهم الدروس، ان آل البيت الاطهار من احرص الخلق على التبرؤ من الظلم ورفضه، لذا اصبح الحسين عليه السلام رمزاً فريداً في التصدي للظلم، ولو كلفه ذلك دمه الطاهر ودماء آل بيته الطيبين، ولقد كان موقف الحسين عليه السلام خالصا لله سبحانه وتعالى، لا طلباً لدنيا ولا استجابة لهوى، ولم تكن ثورته المباركة مجرد استبدال ظلم بظلم ولا طغيان بطغيان، وهذا درس بليغ لكل الثوار والمصلحين ينبغي ان يبقى نصب العين، والله سبحانه وتعالى لن يصلح عمل المفسدين، ولن يتقبل عملاً إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم، وان الامام الحسين عليه السلام كان ينوي التغيير من خلال السيطرة على مقاليد الحكم، حتى يشيع العدل والمساواة، ويعرض للناس اخلاق وسلوك بيت النبوة وصلاح شريعة الاسلام المتمثلة بالرحمة والشفقة بالمسلمين، وبأهل الكتاب واقامة العدل وحقن الدماء والإيثار ووحدة الكلمة، وقد نذر روحه الطاهرة فداءً لدين الله وشريعته السمحة لا لمجرد الهيمنة على الامور واقصاء الآخر والاستبداد والتسلط حاشاه».

واكد الحزب «ان سيدنا الحسين عليه السلام، اعطانا درسا في العفاف والزهد والكرم لا مثيل لهما، اذ انتقل الى جوار ربه ويده زكية نقية من دماء المسلمين، كما هي نظيفة من متاع الدنيا الزائل، ومما نستفيده من درس استشهاد الامام الحسين عليه السلام، كعراقيين، ان نجعل من تعاطفنا مع قضيته ومحبتنا له وحزننا على مصابه، قاسماً مشتركاً لوحدة الكلمة والصف وللوقوف بوجه الظلم والطغيان والفساد ولوقف نزيف الدم العراقي ولرفع المعاناة عن هذا الشعب الصابر، الذي كثرت عليه المحن وتوالت عليه الاحزان، وألا نترك فرصة ولا مجالا لمن يريد ان يفرق الكلمة، وان نأخذ على يد السفهاء ونعضد دور الحكماء ولا نكرر ظلم الطغاة وبطشهم، وقد دعانا الله تعالى الى الاعتصام بحبله المتين ونهانا عن التفرق».

واضاف الحزب في بيانه «انه مع سيل العبر والدروس التي لا تنتهي، لا بد من كلمة أخيرة في هذه الذكرى العطرة، هي ان نتخذ من صاحب الذكرى قدوة حسنة في الصدق والعبادة والشجاعة والكرم والمروءة والنخوة والشهامة والرأفة، وغيرها من الصفات التي استلهمها من جده عليه افضل الصلاة وأتم التسليم».